الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجل دولة أم ابن ضال؟.. مايك بنس وبطولة المشهد الأخير على مسرح ترامب

دونالد ترامب ومايك
دونالد ترامب ومايك بنس

بعد أربع سنوات من الصمت والاكتفاء بكونه ظلًا باهتًا أو صدى صوت للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جهر مايك بنس نائب الرئيس لأول مرة برفضه طلبًا وجهه إليه ترامب على الهواء في 6 يناير بقلب نتيجة الانتخابات لصالحه، أثناء جلسة الكونجرس للتصديق على نتيجة الانتخابات الرئاسية.

في ذلك اليوم، علا صوت بنس للمرة الأولى منذ تولى منصبه ليقول شيئًا مختلفًا عما ينتظره منه ترامب، وأعلن أنه لا يملك صلاحية قبول أو رفض نتيجة الانتخابات بشكل منفرد، بصفته رئيس مجلس الشيوخ ورئيس جلسة الكونجرس للتصديق على نتيجة الانتخابات.

وخلال الأحداث العاصفة التي قاطعت جلسة الكونجرس الأربعاء الماضي بعد اقتحام مجلس الشيوخ، سُمعت هتافات من بعض المحتجين تطالب بـ "شنق بنس"، وراحت العلاقة بين ترامب ونائبه تتعكر بشكل غير مسبوق منذ ذلك اليوم، وعلى نحو قد يدفع بنس ثمنه من رصيد شعبيته عند عشرات الملايين من مؤيدي ترامب، والذين كان بنس يأمل أن يحشد تأييدهم له يومًا ما كمرشح رئاسي.

وقبل ساعات فقط، صوت مجلس النواب الأمريكي بالأغلبية لصالح قرار يدعو بنس لتفعيل التعديل 25 للدستور الأمريكي، الذي ينص على صلاحية نائب الرئيس وبموافقة أغلبية الوزراء لإعلان عجز الرئيس عن أداء مهام منصبه، ومن ثم يتولى النائب مهام منصب الرئيس لفترة مؤقتة أو حتى نهاية الفترة الرئاسية.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن جون يو، أستاذ القانون ومستشار مكتب بنس، قوله "كان على بنس الاختيار بين واجبه الدستوري ومستقبله السياسي، وقد فعل الصواب. أعتقد أنه كان رجل الساعة بالنسبة للجمهوريين والديمقراطيين على السواء. لقد قام بواجبه بالرغم من أنه كان يعلم جيدًا أنه قد لا يصبح رئيسًا أبدًا لهذا السبب".

من جانب آخر، يرى البعض أنه لا ينبغي المبالغة في الاحتفاء ببنس لمجرد أنه قرر احترام الدستور، فذلك في نهاية المطاف هو الموقف الطبيعي لأي مسئول أو مواطن عادي، كما أن بقاء بنس صامتًا مستكينًا تابعًا لترامب طوال سنوات ولايته الرئاسية فوّت فرصة لضبط تصرفات الأخير وكبح تهوره.

وفي هذا الصدد يقول عضو مجلس النواب الديمقراطي توم مالينوفسكي "أنا سعيد لأنه لم يخالف القانون، ولكن من الصعب وصف أحدهم بالشجاع لأنه امتنع عن المساعدة في قلب نظامنا الديمقراطي. يجب أن يعرف بنس أن الرجل الذي خدمه ودافع عنه بإخلاص هو المسئول الوحيد عن الحركة التي تطالب بشنقه".

وأضافت الصحيفة أن الهوة بين ترامب وبنس اتسعت بسرعة لافتة خلال الأيام الأخيرة، وخيم التوجس والارتياب المتبادل على العلاقة بينهما لأسباب ليس أقلها صلاحية بنس لتفعيل التعديل 25 للدستور الذي يتيح عزل ترامب، بالرغم من أن نائب الرئيس أعلن رفضه دعوة مجلس النواب للإقدام على تلك الخطوة، دافعًا بعدم دستوريتها.

وختمت الصحيفة بالقول إنه بغض النظر عما سيكون مصير بنس بعد خروجه من البيت الأبيض، فسيتذكر الجميع اللحظة الوحيدة التي تمتع فيها بالصلابة الكافية كي يقول "لا" للرئيس الذي لم يعارضه قط.