الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قمصان خلف القضبان.. جنون الشهرة يورط «محارب السرطان».. التحريات: ادعى الإصابة.. والنيابة تحبسه

صدى البلد

لم يكن المتهم محمد قمصان، الذي أطلق على نفسه «محارب السرطان»، يعلم أنه سيقع تحت طائلة القانون، لأن حب هذا الشاب للشهرة جعله يدعي كذبًا – وفقًا لتحريات الشرطة وتحقيقات النيابة العامة - أنه مريض بالسرطان، وجعل البعض يتعاطف معه عقب نشره صور لنفسه، "حليق الرأس"، ليؤكد صدق كلامه، بأنه مُحارب للمرض اللعين.

وصية مثيرة للجدل
نشر «قمصان»، منشورًا أثار حالة من الفزع والحزن لدي الكثير من متابعيه، عبر صفحته الشخصية والرسمية الموثقة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يُشير فيها إلى أن المرض استشرى في جسده، وأنه صابر على مرض السرطان منذ 4 سنوات، وأن يريد أن يُدفن عند وفاته نهارًا وليس ليلًا، مما أثار جدلًا واسعًا حوله.

ومع إعلان المتهم «محمد قمصان»، هذا المنشور المثير للجدل، تعرض لحملة انتقاد لاذعة من محاربي السرطان الحقيقين الذين كشفوا عن أنه مدعي للمرض وليس محاربًا للسرطان، وأنهم تواصلوا معه، فرفض أن يثبت لهم بالمستندات والتقارير الطبية صدق حديثه عن إصابته بالمرض اللعين، وأن يريد الشهرة وجمع الهدايا والأموال من جراء ذلك.

قمصان يدافع عن نفسه بـ بث مباشر
واضطر «قمصان» إلى الدفاع عن نفسه، عبر فيديو بثه عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ظهر فيه يبكي، وبجواره أمه، تبكي هي الأخرى، وعبرا عن غضبهما وحزنهما الشديد من منتقديه، مؤكدين أنه يخضع للعلاج منذ 4 سنوات من الإصابة بالسرطان، منهم عامين بسبب التشخيص الخاطئ.

حبس المتهم
وأمرت النيابة العامة بحبس محمد قمصان، المتهم بنشر أخبار كاذبة، عن إصابته بمرض السرطان، 4 أيام على ذمة التحقيق، واتخذت إجراءات فحص حساباته والصفحات التي يديرها بمواقع التواصل الاجتماعي فنيًّا، وجارٍ استكمال التحقيقات.

وكانت «وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام» رصدت ادعاء المتهم إصابته بمرض السرطان بمواقع التواصل الاجتماعي منذ فترة طويلة، ويأسه من العلاج واستسلامه للموت، ومنشورات أخرى أشارت لكذب المتهم وتأثيره سلبًا في بعض المرضى الحقيقيين، الذين انتابتهم لذلك حالةٌ من اليأس والإحباط، وأوقف بعضهم العلاج، وبعرض الأمر على «السيد المستشار النائب العام» أمر بالتحقيق في الواقعة.

واستدعت الشرطة المتهم لمناقشته فأكد عدم إصابته بالمرض وادعاءه الإصابة به بمواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق الشهرة والربح، وبضبطه استجوبته «النيابة العامة» فيما نُسب إليه من إذاعته أخبارًا كاذبة وارتكابه جريمة النصب باستعمال وسيلة احتيالية للاستيلاء على الأموال، فأقرَّ بارتكابه تلك الجريمة وادعائه بمواقع التواصل الاجتماعي إصابته بالمرض لاستعطاف الناس بقصد تحقيق الشهرة وزيادة متابعيه بتلك المواقع، وأن والدته كانت تعتقد بحسن نية في مرضه.

النيابة تستمع إلى الشهود من محاربات السرطان
وسألت «النيابة العامة» أربع شاهدات مصابات بالمرض المذكور فشهدن بادعاء المتهم إصابتَهُ بالسرطان في مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات خاصَّة في المجموعات التي تضم المصابين بذات المرض، وأن إحداهن انتابها شكٌّ في مزاعمه لنشره صورَ آخرين من المصابين نسبها لنفسه، فسألته عن كيفية علاجه والمكان الذي يتلقاه فيه للتحقق من أمره، فادعى أنه يُعالج في أحد المستشفيات الشهيرة ومعهد للأورام، وباستطلاعها أمرَهُ فيهما تبينت خلوهما من أي ملفات خاصة بعلاجه، ولما طالبته لذلك بتلك الملفات رفض تقديمها.

وأجمعت الشاهدات أن المتهم نشر مؤخرًا يأسه من العلاج واستسلامه للموت، ودعا المصابين بالمرض إلى عدم تلقيه لانتفاء الفائدة منه، مما أثر في صحتهن وآخرين من المصابين سلبًا، حتى وصل الأمر لرفض البعض منهم تلقي العلاج فتدهورت حالتهم الصحية، وأوضحن أن غرض المتهم مما كان ينشره تحقيق الشهرة وتلقي الهدايا والتبرعات من الجمعيات والمؤسسات الداعمة للمصابين بهذا المرض.

وكشفت تحريات الشرطة النهائية ادِّعاء المتهم كذبًا إصابتَهُ بالمرض واتباعه أساليب احتيالية للتظاهر بذلك، وأن غرضه من هذه المزاعم تحقيق الشهرة والمكاسب المادية وجمع الهدايا العينية، وفي خلال الفترة الأخيرة ادعى فشل علاجه وتدهور حالته الصحية مما أثر في حالات حقيقية سلبًا وكدر السلم العام.

رسالة النيابة العامة 

وأهابت «النيابة العامة» بالكافة -بمناسبة تلك الواقعة- إلى تحري الدقة فيما يتم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي والحدّ من إعادة نشره إلا بعد التحقق من صدقه؛ إذ إن الأكاذيب المضمنة في بعض ما يتم تداوله -كما هو في الواقعة المطروحة- لها أثرٌ سلبيٌّ بالغٌ في الكافَّة وتتسبب في تكدير أمنهم وسلمهم، بل كادت في هذه الواقعة أن توديَ بحياة البعض يأسًا وقنوطًا، كما تهيب «النيابة العامة» بالكافَّة إلى تحري المصارف التي يودعون بها صدقاتهم وتبرعاتهم، فصرف الصدقات دون تحرٍ يمنع وصولها لكل محتاج متعفف.

وأشارت «النيابة العامة»، إلى أن من أسباب زوال النعم ادعاءَ زوالها، وأنه لا سبيل لدوامها وزيادتها إلا بشكرها.