الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا قال خطيب المسجد الحرام عن أحاديث فضائل الأعمال في رجب؟.. لم يثبت كحديث صحيح

ماذا قال خطيب المسجد
ماذا قال خطيب المسجد الحرام عن أحاديث فضائل الأعمال في رجب؟

قال الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس،  إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه قد أجمع المحققون ومنهم الحافظ ابن حجر، وابن رجب، وشيخ الإسلام، والشوكاني وغيرهم على أنه لم يثبت في شهر رجب حديث صحيح ولا ضعيف يصلح للحجة، وإنما حديث شديد الضعف أو موضوع ولم يصح.

وأضاف «السديس» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه لا يشرع إحداث عبادة ليس عليها دليل من الكتاب والسنة، أو عمل سلف الأمة، وكل خير في اتباع من سلف، وكل شر من ابتداع من خلف"، منوهًا بأن الواجب على العبد أن يكون قدوة في طاعة الله تعالى، وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر، خاصة في ظل الأزمات والنوازل والجوائح، التي تحتاج إلى تكاتف وتعاون الجميع.

وتابع:  ولا يزال التذكير مستمرًا بأهمية التقيد بالإجراءات الاحترازية، والتدابير الوقائية، والاشتراطات الصحية، حرصا على صحة وسلامة الجميع، مشيرًا إلى أن الإجراءات والاحترازات من الأخذ بالأسباب التي جاءت بها الشريعة الغرَّاء تحقيقًا لقوله تعالى: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى»، لاسيما مع انتشار الموجة المتجددة والسلالة المتحورة من الجائحة؛ مما يتطلب الحذر والجدية في تطبيق الاحترازات، خاصة التباعد الجسدي، وعدم التجمعات، ولبس الكمامات، والحرص على غسل اليدين وتعقيمهما، وأن تكون المصافحة في القلوب.

وأشاد بالوعي المجتمعي في تحقيق الإجراءات، معرجًا على الأشخاص غير الملتزمين بالإجراءات الوقائية قائلًا: "إن في الناس متهاونين غير مبالين، يجرون لأنفسهم ولمجتمعهم أسباب العدوى وانتشار الوباء، ولهذا فإن الحزم مع هؤلاء هو الأجدى، ولولي الأمر سَنُّ التعزيرات والأنظمة الصارمة في الأخذ على أيدي هؤلاء وردعهم حتى لا يجروا الضرر لأنفسهم وغيرهم، ويُؤثِّروا على مُقَدَّراتِ ومُكْتَسبات أوطانهم ومجتمعاتهم.

وحث الجميع إلى السعي للحصول على اللقاحات في حينها، والمشاركة في التطبيقات والمنصات المخصصة لذلك، وقال: "ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله" رواه البخاري، وقال عليه الصلاة والسلام: "تداووا عباد الله ولا تتداووا بحرام" رواه أحمد وأبو داود، محذرًا من التشكيك والتشغيب على الجهات المعنية ونشر الشائعات المغرضة، والافتراءات الكاذبة، عن هذه اللقاحات المأمونة وغيرها، متعجبًا ممن يُسْلِمُونَ عقولهم ويسلسلون أفكارهم لكل شائعة ويصدقون كل ذائعة دون تثبت وروية، حيث أضحت تلك الحملات المغرضة المجندة والممنهجة والمؤدلجة حربًا سافرة غير خافية على كل ذي لُبّ، ضد ديننا ووطننا وقياداتنا، مما يتطلب الوقوف صفًّا واحدًا.

وأشار إلى أنه ليس بخافٍ على أولي الألباب أنَّ حياة الإنسان ما هي إلا مراحل، وعُمره فيها منازل، وإن مما قررته المدنية الحديثة، والنظام العالمي المعاصر؛ تلك النُظُم الوظيفية، والقواعد التنظيمية للأعمال والوظائف، مشيرًا إلى أن الإنسان يتقلب في مراحل حياته بين الأعمال ودرجاتها، والوظائف وترقياتها، حتى يبلغ درجة التقاعد؛ وتلك قضية آنِيَّةٌ مهمة لفئة عزيزة غالية قدمت زهرة شبابها، ولُبَاب أعمارها في خدمة دينها ووطنها ومجتمعها، تكدح في أعمالها ثم تترجل عنها؛ لتتيح المجال الوظيفي لغيرها من الشباب الصاعد، وهكذا تمضي الحياة في تقلباتها وتنقلاتها، مستشهدًا بقوله تعالى «وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ».

وأوصى الموظفين بأن يكونوا قدوةً في المحافظة على الأمانة والمسؤولية، والنزاهة ومكافحة الفساد، والانضباطِ في الحضور والانصراف والإنتاجية، وحُسن معاملة المراجعين، وعدمِ استغلال سُلْطَةِ الوظيفة، والحفاظِ على الأموال العامة ومقدَّرات البلدان ومكتسبات الأوطان، كونهم اليوم قدوة للشباب، وحثهم أيضا على إعطاءهم من الخبرة التي يمتلكونها كما أخذوها من خبرة غيرهم، مبينًا أن الدين الإسلامي دين العمل والعبادة، فلا رهبانية فيه ولا تواكل.