الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دافنشي العرب الصغير.. أنطوني يحترف الرسم وصناعة المصغرات والحساب الذهني

دافنشي العرب في عمر
دافنشي العرب في عمر 7 سنوات

يعرف ماذا سيرسم بيده وأي ألوان سيختار لينهي لوحته الفنية الصغيرة برؤية واضحة تظهر في عينيه وينتجها على الورق، وبفضل دعم والديه له في سنه الصغيرة الذي لم يتجاوز الثامنة من العمر أصبح أنطوني أمير جرجس أصغر رسام في مصر بعدد هائل من الرسومات واللوحات وكذلك أصغر صانع للمصغرات في الوطن العربي إضافة إلى تحقيقه المركز الثاني على المستوى المصري والعالمي في مسابقة «ucmas» العالمية للحساب الذهني عام 2019، والمركز الثالث عام 2020 في ذات المسابقة لكنها عقدت عبر الإنترنت.  

اكتشف أنطوني صاحب المواهب الفذة حبه للرسم أثناء مشاهدته لأحد أفلام الكارتون، ففكر في رسم شخصياته على حائط غرفة نومه، وبالفعل نفذ ذلك بدعم من عائلته التي لم تغضب عليه لتلويثه الجدران وإنما فكرت عمليًا في توفير كافة الأدوات المتاحة لدافنشي العرب الصغير، كما يلقبه معظم من يرون رسوماته وسرعة بديهته من عائلته أو غيرها حتى ينمي موهبته أكثر وأكثر، ولم تكن تعلم أنها ستفتح له بذلك مجالًا واسعًا لإظهار مواهب أخرى، كان أولها تحويل منزله إلى معرض فني تزين جدرانه لوحات العبقري الصغير في كل مكان.

لم يقف أنطوني عند حد رسم وجوه الأشخاص أو الرموز الدينية، لكنه عبر عن كل مناسبة اجتماعية برسمة تليق بها كلوحاته للكريسماس أو لعيد الحب وصولًا إلى ابتكار أفكار في لوحاته لشركات عالمية ومرورًا باقتراحه مؤخرًا على عائلته طبع رسوماته على مجات و تيشرتات يهديها لكل من يحب من أفراد عائلته وأصدقائه، وكان من أبرز هداياه إهداء مج كبير لوالده الذي يعمل بالمحاماة في عيد ميلاده يحتوي على ميزان العدالة وكذلك هدية لجده في الكريسماس، ليبدأ بعدها إعجاب الآلاف بروسمات الطفل الفنان.

يطور انطوني دائمًا من نفسه ويشارك في العديد من المسابقات بلوحاته ويحصد مراكز متقدمة، وفى إحدى هذه المسابقات كانت الجائزة للفائز كورس مصغرات، وبالفعل فاز به انطواني بعد انبهار مدربته عبير سعد الدين، عارضة المصغرات التراثية، برسوماته رغم صغر سنه الذي دفعها بمجرد رؤيتهم إلى إعطائه فرصة لتعلم هذا الفن المميز ليثبت الطفل العبقرى جدارة مع أول مصغر له حيث أنجزه في مدة لم تتجاوز الأسبوعين بساعات منفصلة، وهو عبارة عن بيت نوبي اختار ديكوراته فيه بنفسه من باب وشباكين ومنشر وزخارف نوبية جميلة بألوان مبهجة، أبرزها: الأزرق، الاخضر، الأحمر، الأبيض.

وعن عبقريته في الحساب الذهني يقول أنطوني: «وأنا في "kg1" كنت أقول لوالدي ووالدتي ادوني مسائل طرح وجمع، فكنت بحل كتير وأنا فرحان، وفي مرة شافوا بنت حصدت المركز الثاني في مسابقة الـ ucmas العالمية وقدموا لي والحمد لله حصدت المركز الثاني على مستوى مصر والعالم وسط الآلاف الأطفال من دول العالم الكثيرة وحصلت على شهادات كثيرة، وحلمي أكون مهندس عمارة وأشوف الرئيس وإن شاء الله اشوفه». 

من جانبها، تقول زينة إبراهيم سعد، والدة أنطوني، وسورية الأصل، إن مواهب أنطوني ظهرت بظروف صعبة واستثنائية للعائلة الإ أنه اجتهد كثيرًا لإسعادنا، لافتة إلى أن أصعب المواقف التي مرت عليها هي أن أنطوني لم يستطيع توصيل رسالة له أثناء مشاركته بمسابقة الحساب الذهني بماليزيا، فكان يرفع يده لأنه لا يتحدث الإنجليزية وإنما العربية والفرنسية فقط، فبكت الأم ومن هذا الموقف وكيف أن ابنها بمفرده عندما رأته في أحد شاشات العرض صدفة.

وتختتم والدة أنطوني، زينة إبراهيم حديثها، قائلة: «من أجمل الأيام التي لا أنساها مع ابني الوحيد هو يوم إعلان النتيجة وحصوله على المركز الثاني عالميًا بالمسابقة وسط الآلاف المشاركين، ورسالتي دائمًا إنه ضروري ضروري لكل أب وأم أن ينموا مواهب ابنهم معًا، وزي ما بيهتموا بالتمارين والدراسة يهتموا بتطوير مواهبهم الفكرية والفنية».