الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

10 سنوات من القتل .. كيف خسر 7 آلاف عامل حياتهم في قطر؟.. صور

أوضاع صعبة يعيشها
أوضاع صعبة يعيشها العمال بقطر

رغم النداءات الدولية المتكررة من المنظمات الدولية، كالعفو الدولية وهيومان رايتس ووتش وغيرهما، استمرت قطر في غض البصر عن معاناة العمال من الجنسيات الآسيوية لديها، غير عابئة بحياتهم، وسقوط الآلاف منها قتلى، وفق ماكشف تحقيق لصحيفة الجارديان البريطانية.

قالت صحيفة الجارديان،  أن أكثر من 6500 عامل مهاجر من 5 دول هي: الهند وباكستان ونيبال وبنجلاديش وسريلانكا، لقوا حتفهم في قطر منذ أن فازت بحق استضافة كأس العالم (المقرر في 2022)قبل 10 سنوات.

ذكرت الصحيفة التفاصيل الأليمة، وقالت :إن "النتائج ، التي تم جمعها من مصادر حكومية ، تعني أن 12 عاملًا مهاجرًا من هذه الدول الخمس، لقوا حتفهم، بمعدل 12  كل أسبوع، وذلك منذ ديسمبر 2010، الشهر الذي  امتلأت فيه شوارع العاصمة الدوحة بالحشود المنتشية التي احتفلت بفوز قطر بتنظيم البطولة العالمية".

كشفت بيانات من الهند وبنجلاديش ونيبال وسريلانكا عن وقوع 5927 حالة وفاة بين العمال المهاجرين في الفترة 2011-2020.

و بشكل منفصل ، أفادت بيانات من السفارة الباكستانية في قطر عن وفاة 824 آخرين، لعمال باكستانيين ، بين عامي 2010 و 2020.

وبهذا يكون العدد الإجمالي للقتلى أعلى بكثير من الرقم السابق 65000 قتيل، لأن هذه الأرقام لا تشمل الوفيات من عدد من البلدان الأخرى التي ترسل أعدادًا كبيرة من العمال إلى قطر ، بما في ذلك الفلبين وكينيا، كما لم يتم تضمين الوفيات التي حدثت في الأشهر الأخيرة من عام 2020.

في السنوات العشر الماضية ، شرعت قطر في برنامج بناء غير مسبوق ، لمشروعات عملاقة  استعدادًا لبطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022.

فأنشأت بالإضافة إلى سبعة استادات جديدة،  عشرات المشاريع الكبرى، بعضها انتهت منه بالفعل وبعضها الآخر قيد التنفيذ ، بما في ذلك مطار جديد وطرق وأنظمة نقل عام وفنادق ومدينة جديدة لاستضافة زوار  كأس العالم.

وتحدثت الجارديان إلى "نيك ماكجيهان" ، المدير في مؤسسة "فاير سكواير بروجيكتس"، المناصرة لحقوق العمال الذي قال:إنه "على الرغم من عدم تصنيف سجلات الوفاة لهؤلاء القتلى حسب المهنة أو مكان العمل، فمن المرجح أنهم ماتوا خلال عملهم في مشروعات البنية التحتية لكأس العالم". 

أضاف ماكجيهان "نسبة كبيرة جدا من العمال الوافدين الذين لقوا حتفهم منذ 2011 كانوا في البلاد فقط لأن قطر فازت بحق استضافة كأس العالم".

تكشف النتائج فشل قطر في حماية القوة العاملة المهاجرة التي يبلغ قوامها مليوني نسمة ، أو حتى التحقيق في أسباب ارتفاع معدل الوفيات بين العمال الشباب.

خلف الإحصائيات تكمن قصص لا حصر لها عن عائلات محطمة تُركت بدون معيلها الرئيسي ، لتكافح من أجل الحصول على تعويضات بعد وفاة أحبائها.

دفع العامل النيبالي "جال سينج راي" ما يقرب من 1000 جنيه إسترليني كرسوم توظيف ليعمل بقطر ضمن صفو العمال الذين يبنون استادات كأس العالم، حتى تحقق مسعاه، و في غضون أسبوع من وصوله ، قتل نفسه بسبب ما لاقه من ظروف قاسية.

وتعرض عامل آخر ، هو "محمد شهيد" ، من بنجلادش ، للصعق بالكهرباء في سكن العمال بعد أن لامست المياه كابلات كهربائية مكشوفة.

في الهند ، لم تفهم عائلة "ماديوه بولابالي" أبدًا كيف مات ابن الـ43 عامًا "لأسباب طبيعية!" أثناء عمله في قطر، وفق ما أخبرت به المحاضر الرسمية التي حررت في وقتها أهله، رغم إنه تم العثور على جثته ملقاة على أرضية غرفة نومه.

وأوصى تقرير صادر عن محامي الحكومة القطرية في عام 2014 بتكليفها بإجراء دراسة حول وفيات العمال المهاجرين بسبب السكتة القلبية ، وتعديل القانون "للسماح بتشريح الجثث ... في جميع حالات الوفاة غير المتوقعة أو المفاجئة"، لكن الحكومة لم تفعل أي من هذه التوصيات.

قالت هبة زيادين، الباحثة  في  منظمة هيومان رايتس ووتش ، إن قطر تواصل "التباطؤ في هذه القضايا الحرجة والملحة وتتجاهل الأسباب المفضية لموت العمال".

وذكرت: "لقد طالبنا قطر بتعديل قانونها المتعلق بتشريح الجثث بحيث يتطلب إجراء تحقيقات الطب الشرعي في جميع الوفيات المفاجئة أو غير المبررة ، وإصدار تشريع يطالب بأن تتضمن جميع شهادات الوفاة إشارة إلى سبب الوفاة وأن يكون ذا معنى طبي".

وقالت اللجنة المنظمة لكأس العالم في قطر ، عندما سُئلت عن الوفيات خلال مشروعات الكأس الدولية: "نحن نأسف بشدة لكل هذه المآسي ونحقق في كل واقعة لضمان تعلم الدروس. لقد حافظنا دائمًا على الشفافية حول هذه المشكلة وندحض الادعاءات غير الدقيقة حول عدد العمال الذين لقوا حتفهم في مشاريعنا".