الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«فاكرة نفسك السفيرة عزيزة!».. قصة أول سيدة تمثل مصر في الأمم المتحدة

صدى البلد

ليه ياختي هو انتي السفير عزيزة... مثل مصري انتشر على ألسنة السيدات المصريات في إشارة إلى امرأة سطرت بحروف من ذهب اسمها في التاريخ المصري الحديث والتي غيرت ملامح العمل الخيري والوطني جتى أصبحت أيقونة للسيدات في مصر وهي السفيرة عزيزة شكري.



عزيزة شكري ولدت في ميت غمر عام 1919. وورثت من والدها صفة العطاء بلا حدود.. ساعدت والدتها المريضة في رعاية إخوانها الخمسة مع والدها وهي ما زالت طفلة بنت عشر سنوات.. حتى أنها طلبت من أبيها أن تترك الدراسة من أجل ذلك؛ ولكن والدها رفض ذلك تماما؛ وأصر أن تستكمل دراستها؛ فدخلت الجامعة الأمريكية بالقاهرة.



تخرجت شكري من الجامعة الأمريكية في أوائل الأربعينيات وسرعان ما بدأت العمل الخيري التطوعي واهتمت بقضايا الفلاح المصري وحقوقه حتى تزوجت من أحمد حسين باشا وأكملا المشوار معا.



سافرت قبل ثورة يوليو بساعات إلى جزر الكاريبي والمكسيك؛ هي وزوجها للعمل كخبيرة اجتماعية وهنا ألقت المحاضرات في جامعات تلك الدول حتى جاءها خبر قيام الثورة والذي وصفته بالأخبار السعيدة.



رشح الرئيس جمال عبد الناصر الدكتور أحمد لتولى منصب وزير الشئون الاجتماعية بعد ثورة يوليو بأشهر قليلة تقديرا للدور الريادي الذي قاما به بالخارج، فضلا عن دوره الإصلاحي وتصديه لمظاهر الفساد خلال فترة توليه الوزارة لأول مرة فى عهد الملك فاروق لكنه اعتذر قائلا لناصر: "أنتم لديكم السلطة ونحن كمدنيين علينا مسئولية وكل له دوره"... 


اعتبر ناصر الدكتور أحمد بأنه رجل تحتاجه مصر فى تلك الفترة، لذا طلب منه المساعدة فى حث الولايات المتحدة للعب دور هام فى الضغط على بريطانيا للحصول على التزامها بالانسحاب من منطقة قناة السويس.



ونجح أحمد بمهارة وحنكة فى ترتيب لقاء بين الزعيم والسفير الأمريكي في القاهرة جيفرسون كافيرى وكانت نتائج الاجتماع الإيجابية، لذا اعتبر ناصر قرار تولي "حسين"منصب سفير مصر بالولايات المتحدة الأمريكية قرار المرحلة الحاسم وبإلحاح شديد وافق عام 1953 علي تسلم مهام عمله.



وبعدها بعام واحد عينت عزيزة حسين مرة أخرى فى لجنة المرأة بوفد مصر فى الأمم المتحدة، مما جعلها أول امرأة عربية ومصرية تتولى المنصب رسميا فى أول تمثيل لبلدها عقب الثورة، وهى الفترة التى شهدت طرحها لفكرتها التى أبهرت بها العالم كله، وهى تنظيم الأسرة، وأثار ذلك دهشة المشاركين، فرشحوها لتكون عضوا بلجنة المرأة بمنظمة الأمم المتحدة، وظلت بها لمدة 17 سنة.