EN 
بعد معاناتها من أعراض مرضية متعددة على مدى قرابة 3 عقود، من بينها الألم المزمن والإرهاق إلى جانب فقدان التوازن والسقوط أرضًا فجأة لما يصل إلى 8 مرات يوميًا، اكتشفت سيدة بريطانية أخيرًا إصابتها بحالة مرضية نادرة تصيب شخصًا واحدًا من بين كل 5 آلاف شخص في المملكة المتحدة.
وتناولت تقارير صحف بريطانية في الآونة الأخيرة تفاصيل حالة هذه السيدة "سوزان كيد"، البالغة من العمر 36 عامًا، موضحة أنها عانت من آلام مزمنة ومن الإنهاك الشديد طيلة حياتها تقريبًا، واعتقد الأطباء المعالجون لها خطأً أن عملية جراحية كبرى من شأنها وضع حد لأعراضها المرضية، وبالفعل خضعت لـ3 عمليات جراحية في الركبة قبل بلوغها سن الـ30.
واضطرت "كيد" خلال مرحلة من صراعها مع المرض إلى وضع مقاعد في كافة أنحاء المنزل للتخفيف من حدة سقوطها، فضلًا عن أنها ظلت تواجه في كثير الأحيان صعوبة في السير أو حتى النهوض على قدميها، واضطرت في نهاية المطاف إلى دفع تكاليف رعاية صحية خاصة بالعاصمة البريطانية "لندن"، على بعد 370 ميلًا من محل إقامتها.
ولم يتم تشخيص حالتها فعليًا وعلى نحو صحيح سوى عندما بلغت الـ31 من عمرها، حيث اكتشفت آنذاك إصابتها بـ"متلازمة إهلرز دانلوس"، وهي حالة مرضية تؤثر على مفاصلها، وأفاد تقرير لصحيفة "ميرور" البريطانية بأن تشخيص هذه الحالة يستغرق في المتوسط 10 سنوات، وهي تصيب شخصًا من بين كل 5 آلاف وتؤثر عادة على أغلب أجزاء الجسم.
وصرحت "سوزان كيد" لصحيفة بريطانية قائلة إن الحالة التي تعاني منها نادرة وليست معروفة جيدًا حتى على صعيد المجتمع الطبي، مضيفة أنه قد تم تشخيص إصابتها عن طريق الخطأ بـ متلازمة التعب المزمن عندما كانت في عمر 16 أو 17 عامًا تقريبًا.
وشملت قائمة الأعراض التي كانت تعاني منها الإرهاق ومشاكل المعدة والألم المزمن وخاصة في الركبة، وخضعت نتيجة لذلك لعمليات جراحية تبين أنها كانت غير ضرورية، وكانت آخر جراحة في الركبة خضعت لها منذ 9 سنوات، واستغرقت وقتًا طويلًا للتعافي من آثارها.
وأشارت المريضة إلى أنها كانت تضطر لاستخدام كرسي متحرك في الوقت الذي اكتشفت فيه إصابتها بـ"متلازمة إهلرز دانلوس"، وعلى الرغم من تشخيص حالتها إلا أن صحتها واصلت التدهور وأثرت على قدرتها على السير بشكل ملحوظ، وأصبح من الصعب بالنسبة إليها مجرد النهوض على قدميها بسبب الإرهاق والألم المزمن المستمر.
وخضعت "كيد" في أعقاب ذلك لعلاج تأهيلي في أحد المستشفيات بـ لندن، لكن بعد انتهاء العلاج التأهيلي بدأت تعاني من نوبات السقوط المفاجئة أثناء سيرها أو وقوفها تستعيد توازنها في غضون دقائق أو حتى ثوانٍ.
وأوضحت أنها في البداية كانت تتعرض لهذه النوبات على مدى فترات متباعدة، لكن خلال أسوأ مرحلة، والتي كانت قبل عامين، تعرضت لها 8 مرات يوميًا، وباءت محاولاتها للحصول على تفسير لهذه النوبات بالفشل؛ وبعد تلقيها علاج مع أحد الأطباء المختصين، تحسنت حالتها نسبيًا، وهي الآن لا تعاني من مثل هذه النوبات سوى مرة شهريًا، إلى جانب أنها تعمل على استعادة قدرتها على السير مجددًا.
