انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي، تطبيق جديد من ضمن التطبيقات الإلكترونية الحديثة والجديدة على استخدامنا، يحول هذا التطبيق الصور إلى أخرى متحركة، ويستعملها النشطاء في تحريك صور الموتى.
وفي هذا الصدد، عكفت دار الإفتاء المصرية، كعادتها على إصدار فتوى حديثة بشأن هذا التطبيق والذي كثرت عنه أسئلة الناس.
الإفتاء تحسم الجدل
علقت دار الإفتاء على استخدام أحد التطبيقات التلفونية لتحريك الصور الثابتة حتى تبدو متحركة، (MyHeritage) وتطبيق ذلك على صور أشخاص ميتين، وهو ما أفتى البعض بحرمته.
وأكدت الدار، في منشور عبر صفحتها على "فيسبوك"، أن الشريعة الإسلامية أباحت وسائل الترفيه والترويح عن النفس لكونه من متطلبات الفطرة؛ إلَّا أنَّ هذه الإباحة مُقَيَّدة بأن لا تشتمل على سخريةٍ أو سُوءِ أدبٍ؛ فإذا كان لا مانع شرعًا من استخدام برامج حديثة لتحريك الصور الثابتة، بحيث تصبح بتقنية الفيديو بدلًا من كونها ثابتة كصورة عادية.
وأوضحت أن الأَصْل أنَّ هذا مباحٌ بشرط مراعاة خصوصية مَن أفضى إلى رَبِّه بأن لا يشتمل تحريك صورته على سخرية أو سوء أدب مع الميت، وبشرط أن لا يؤدي ذلك إلى تدليسٍ أو ضررٍ بالغير؛ وذلك كما لو تَرتَّب على صورة المستخدم حقوق أو واجبات تستوجب بيان صورته الحقيقية لا الصورة المعدَّلة.
تطبيقصهيوني ينتهك حرمات الموتى
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الازهر السابق، تعليقا على تطبيقات تحريك الصور الثابتة، إنها مسالك شيطانية، ومنصات تضليل.
وأضاف شومان، عبر صفحته على فيسبوك، أن الحديث كثر عن تطبيق يستغل عاطفة الناس وافتقادهم لأحبتهم الذين انتقلوا إلى الرفيق الأعلى، حيث بإمكان التطبيق إظهار صورة الميت وهو يحرك عضوا من أعضائه كالعينين أو اليدين أو الرأس وربما الجسد بكامله، ومن هذا تطبيق ( ماي هرتج).
وأكد شومان، أن هذا التطبيق هو تطبيق صيهوني يجب النظر إليه بعين الريبة ، فهو لا يقتصر بكل تأكيد على التلاعب بصور الموتى غير الجائز لما فيه من التزييف وانتهاك حرمات الموتى، بل هي البداية التي يروج بها للتطبيق دغدغة لمشاعر الناس وحنينيهم لرؤية موتاهم.
وتابع: وبكل تأكيد لن يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يمكن من خلال هذا التطبيق إظهار الموتى في مواضع وأفعال هم منها براء وتلك جناية أخرى، وما يحث لصور الموتى من الأيسر والأسهل حدوثه لصور الأحياء ،حيث يمكن أن يركب على حركة شفاههم كلمات لم ينطقوا بها مستعينين ببرامج التلاعب بالصوت وربما مقتطفات بصوة صاحب الصورة مركبة من عدة مقاطع لا ترابط بينها لتظهر وكأنها كلام واحد.
كما يمكن إظهار الصورة وكأنها في مواضع وأماكن لا علاقة بينها وبين صاحب الصورة، ومنها مسارح الجرائم ليظهر صاحب الصورة وكأنه مشارك فيها، ولذا يحرم التعامل مع هذا التطبيق وأمثاله تحريما باتا، فإذا كانت بعض الأفعال الحقيقية لا يجوز نشرها على الناس لما فيها من التشهير بالناس والاعتداء على خصوصياتهم سواء أكانوا على قيد الحياة أم لا، فيكون من الأولى تحريم تزييف الحقائق وإظهار الشيء على غير حقيقته مهما كانت نيّة الفاعل لا فرق في ذلك بين صور الموتى وصور الأحياء.