قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

على أحر من الجمر.. أردوغان يترقب المكالمة المنتظرة لـ بايدن وسط خلافات بين البلدين.. قلق داخل الأوساط التركية من تجاهل الرئيس الأمريكي.. وواشنطن تتمهل لجر السلطان العثماني لحل مشكلاته مع أمريكا والغرب

أردوغان وبايدن
أردوغان وبايدن
0|شيماء مصطفى

  • أردوغان يترقب المكالمة المنتظرة لـ بايدن بعد شهرين من توليه الرئاسة
  • قائمة من العقبات والخلافات تقف حائلا بين أمريكا وتركيا
  • بايدن يتعامل بحزم وشدة مع تركيا عكس سلفه السابق ترامب


خفف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من لهجته المعادية للغرب والولايات المتحدة تحديدًا، في محاولة واضحة لإعادة العلاقات المتوترة مع حلفائه في حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وحتى اليوم، منذ ما يقرب من شهرين على تولي منصب الرئاسة، لم يجرِ الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصالًا بنظيره أردوغان، وهو ما يعتبره البعض في تركيا علامة مقلقة، فعلى النقيض، تحدث الرئيس السابق دونالد ترامب، مع الرئيس التركي بعد أيام قليلة فقط من انتنخابات عام 2016.

وتدهورت العلاقات بين أنقرة وواشنطن - اللتين كانتا تعتبران أنفسهما شريكتين استراتيجيتين - في السنوات الأخيرة بسبب الخلافات حول التقارب الروسي والتدخل التركي في سوريا وشرق البحر المتوسط، والتي وصفها المسؤولون الأمريكيون بأنها مزعزعة للاستقرار.

ولكن برغم التوترات، كان الكثيرون داخل حكومة أردوغان يأملون في أن يرأس ترامب الإدارة الأمريكية لمدة 4 سنوات أخرى، والذي كان على علاقة شخصية بالرئيس التركي، ولم يقدم له أي دروس أو مواعظ حول سجل حقوق الإنسان في أنقرة، وفقًا لتقرير لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.

أما بايدن فأثار غضب المسئولين الأتراك بعد مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، والتي تحدث فيها عن دعمه المعارضة التركية ضد "المستبد" أردوغان.

وفي تصريحات عامة، قلل مسئولون أتراك من أهمية عدم وجود مكالمة هاتفية من البيت الأبيض، مشيرين إلى أن المحادثات تجري على مستويات أخري، لكن مسئولًا حكوميًا تركيًا كبيرًا قال لوكالة "أسوشيتيد برس" دون الكشف عن هويته، إن مكتب أردوغان "غير سعيد" حيال ذلك.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، الأسبوع الماضي، إن بايدن لم يتحدث إلى العديد من قادة العالم بعد، مشيرة إلى أنها واثقة من أنه سيتصل بأردوغان "في مرحلة ما".

وأصبحت تركيا وسط عدد قليل من الأصدقاء، بسبب موجة السياسة الخارجية الحازمة التي تتبعها والخطاب المعادي للغرب والاستبداد والتدخلات الاستفزازية المتزايدة، إلا أنها تتطلع الآن إلى جذب الاستثمارات الأجنبية لإنقاذ اقتصادها المضطرب.

وحسب الصحيفة البريطانية، يحاول أردوغان التواصل مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية وحلفاء سابقين آخرين من أجل إصلاح العلاقات المضطربة وإنهاء عزلته الدولية.

أما بايدن، الذي تحدث عن استعادة التحالفات الدولية والعلاقات بالإضافة إلى تعزيز حلف شمال الأطلسي، سيكون له مصلحة في إعادة بناء العلاقات ومحاولة سحب تركيا بعيدًا عن دائرة نفوذ روسيا.

لكن المحللين يقولون إنه سيكون من الصعب للغاية إعادة ضبط العلاقة، بالنظر إلى عدد القضايا التي لا تتفق فيها البلدان، بما في ذلك قرار تركيا الحصول على منظومة إس-400 الروسية، والتي تقول واشنطن عنها إنها تشكل تهديدًا لحلف الناتو وبرنامج الطائرات المقاتلة الأمريكية F-35.

وكانت أمريكا أخرجت تركيا من برنامج إنتاج الطائرة F-35، وفرضت العام الماضي عقوبات على كبار مسؤولي صناعة الدفاع الأتراك، بالإضافة إلى حظر تراخيص التصدير العسكرية.

وردت أنقرة على واشنطن قائلة إن منظومة الدفاع الروسية، التي كلفتها 2.5 مليار دولار، لا تمثل تهديدًا لحلف الناتو، ودعت مرارًا إلى الحوار لحل المشكلة، لكن الولايات المتحدة تصر على إنهاء الصفقة لرفع العقوبات.

وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ قبل تعيينه وزيرًا للخارجية الأمريكية، وصف أنتوني بلينكين تركيا بأنها "شريك استراتيجي مزعوم" و"غير مقبول أن تكون متماشية مع أحد أكبر منافسينا الاستراتيجيين وهي روسيا".

وقالت ميرف تاهير أوغلو، منسقة برنامج تركيا لمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط (بوميد)، إنه سيكون من الصعب على أردوغان التراجع عن منظومة إس -400، نظرًا لأنه أبرم صفقة ضخمة بشأن الشراء، كما أنها تعني له أهمية من أجل استقلال تركيا الجيوسياسي.

يعتبر أيضًا الدعم العسكري الأمريكي للمقاتلين الأكراد السوريين لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، هو نقطة خلاف أخرى بين واشنطن وأنقرة، فتقول تركيا إنهم مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بتمرد كردي مستمر منذ عقود.

وقال وزير الدفاع خلوصي أكار: "إن العلاقات لا يمكن أن تتحسن ما لم توقف واشنطن دعمها لأكراد سوريا".

وفي عام 2019، اتهم بايدن، سلفه السابق ترامب بخيانة حلفاء الولايات المتحدة، بعد قرار الأخير سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، مما مهد الطريق لهجوم عسكري تركي ضد الأكراد.

قضية أخرى، من المرجح أن تمارس إدارة بايدن ضغوطا على تركيا بشأن خلافاتها مع اليونان في شرق البحر المتوسط​​، مما أدى إلى التوتر بين عضوين في الناتو، ومنذ ذلك الحين أوقفت أنقرة تنقيبها عن الغاز في المياه المتنازع عليها، بينما خفف أردوغان من لهجته النارية.

من جانبه، قال جونول تول، مدير مركز الدراسات التركية التابع لمعهد الشرق الأوسط، إن تركيا لا تستطيع تقديم تنازلات في شرق البحر المتوسط، ​​"لأنها تعتبر قضية وطنية من قبل شريحة واسعة من المجتمع التركي".

ومن المتوقع أن تركز إدارة بايدن على الديمقراطية وحقوق الإنسان أكثر مما فعل ترامب. وخلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، شدد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين على "أهمية المؤسسات الديمقراطية والحكم الشامل واحترام حقوق الإنسان" لتركيا، وفقًا لقراءة أمريكية للمحادثة.

وفي الأسبوع الماضي، تعهد أردوغان بسلسلة من الإصلاحات لتحسين حقوق الإنسان، لكن المحللين قالوا إنه من غير المرجح أن يكون لها تأثير كبير أو أن تؤدي إلى إطلاق سراح شخصيات بارزة من السجن مثل الناشط عثمان كافالا، الذي اتهمته السلطات بمحاولة الإطاحة بالحكومة عبر تنظيم احتجاجات في 2013، وكذلك صلته يمحاولة الانقلاب الفاشلة في 2016.

وأشارت تاهير أوغلو: "لكي تحدث إعادة ضبط حقيقية، تحتاج إدارة بايدن إلى رؤية المزيد من الديمقراطية التي يمكن أن تأتي في شكل إصلاحات قضائية كبرى أو عن طريق إطلاق سراح بعض الشخصيات السياسية الأكثر إثارة للجدل".

وتسعى تركيا أيضًا إلى استلام رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله جولن، الذي تتهمه بتدبير الانقلاب العسكري الفاشل في عام 2016. ويقول مسؤولون أمريكيون إن أنقرة لم تتمكن من تقديم وثائق تسمح بتسلمه من واشنطن.

كما تهدد العلاقات بين البلدين، محاكمة بنك خلق التركي، المتهم بمساعدة إيران على التهرب من العقوبات الأمريكية التي تبلغ قيمتها 20 مليار دولار.

وقال تول: "إذا حكمت المحكمة على بنك خلق، فسيكون ذلك مدمرًا للاقتصاد التركي ولا أرى كيف يمكنك إعادة ضبطه بعد ذلك".