الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البابا شنودة الثالث من الطفولة إلى الكرسي المرقسي .. قصة رجل امتلك القلوب

مثلث الرحمات قداسة
مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث البطريرك الـ117

يحتل قداسة البابا شنوده الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية وهو البابا الـ117 من تاريخ باباوات الكنيسة الارثوذكسية مكانة كبرى في قلوب كل المصريين لمواقفه الوطنية والإنسانية وقيادته للكنيسة بحكمة ومحبة لمسها الجميع، وهو إضافة إلى ثقافته الموسوعية كان  مشهودا له بأنه رجل صلاة لم يتخلى او ينسى يوما أنه راهب بسيط ترك كل ملذات العالم خلف ظهره، فأصبح يملك القلوب التى كان كل هدفه أن تكون وجهتها نحو الله فقط، الرجل الذى أمتلك القلوب بمحبته، ظهر تقدير الناس لقيمته في الجنازة التى شارك فيها ملايين المصريين، والتى وصفها المتابعين بأنها جنازة القرن.


البابا شنوده الذى رحل عن عالمنا في 17 مارس 2012 تحل ذكراه التاسعة غدا، وكأنه لم يغيب أبدا عن شعبه الذى أحبه بكل طاقته، ولد البابا شنوده باسم "نظـير جيد روفائيل" في الثالث من  أغسـطس 1923 بقرية سـلام بمحافظة أسـيوط، واجتاز مراحله التعليمية الأولى فى دمنهور والإسكندرية وأسيوط وبنها، وأتم دراسته الثانوية بمدرسة الإيمان الثانوية بجزيرة بدران بشبرا مصر.


وفي عام سنة 1939 بدأ خدمته فى مدارس التربية الكنسية بكنيسة العذراء بمهمشة بالقاهرة، وفي سنة 1946 بدأ خدمته بكنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بشبرا مصر، وبعدها في سنة 1947 حصل على ليسانس الآداب قسـم التاريخ من كـلية الآداب بجامعـة فـؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا)،  فى نفس السنة (1947) تخرج من كلية الضباط الاحتياط، بينما التحق  تخرج من الكلية الإكليريكية  سنة 1949، وعمل ف مجال التدريس، وفي العام ذاته تكرس للخدمة وللتدريس بالإكليريكية، وتولى رئاسة تحرير مجلة مدارس الأحد في أكتوبر 1949 إلى وقت رهبنته في شهر يوليو 1954،  كما أنه قام بالتدريس في مدرسة الرهبان بحلوان عام 1953 .


وفى 18 يوليو 1954 ترهب بدير السيدة العذراء (السريان) بوادي النطرون باسم الراهب أنطونيـوس السريانى، وصار أمينا لمكتبة دير السريان، ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة ف مغارة تبعد حوالى 7 أميال عن مبنى الدير مكرسًا فيها كل وقته للتأمل والصلاة، بينما تمت سـيامته قسًا يوم الأحد 31 أغسطس 1958 بيد أنبا ثاؤفيلس أسقف الدير وقتها، وفى يونيو 1959 اختاره القديس البابا كيرلس السادس ليكون سكرتير خاص له.


وفى فترة السكرتارية قام بوضع طقس مسحة الملوك الأرثوذكس وقد مُسحَ بعدها الإمبراطور هيلاسيلاسى كملك مسيحى بيد القديس البابا كيرلس السادس، وقام بوضع طقس رسامة جاثليق لإثيوبيا، كما قام بتحضير وكتابة مذكرة خاصة للأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذكس، عُرفت بمذكرة البابا كيرلس للأحوال الشخصية.


وفي30 سبتمبر 1962 تمت سيامته أسقفا للتعليم باسم الأنبا شنوده بشكل مفاجئ له، حيث باغته البابا القديس الأنبا كيرلس السادس بسبب رفض الراهب أنطونيوس السريانى وهروبه من عمل السكرتارية سابقًا، كما أسس اجتماعات روحية للوعظ والتعليم بمنطقة دير الأنبا رويس بالعباسية، وفى يناير 1965 أصدر العدد الأول من مجلة “الكرازة”، وفى سنة 1966 أصبح عضوًا بنقابة الصحفيين.


وبعد نياحة البابا كيرلس السادس يوم 9 مارس 1971، تم تزكيته من المجمع المقدس بكامله للجلوس على الكرسى البابوي ، ولكن الوحيد الذى اعترض على التزكية هو نيافة الأنبا شنوده اسقف التعليم وخضع المجمع المقدس لرأى نيافة الأنبا شنوده ، وأجريت الإنتخابات حسب اللأئحة التى انتخب بها البابا كيرلس السادس (وعرفت بلائحة ٥٧).  


وكان الأنبا شنوده ضمن الثلاثة " الأنبا صموئيل اسقف الخدمات - الأنبا شنوده اسقف التعليم - الراهب القمص تيموثاوس المقارى" الذين اختيروا بالانتخاب يوم 26 أكتوبر 1971م. وفى يوم الأحد 31 أكتوبر 1971م تم اختياره بالقرعة الهيكلية بطريركا، وفى  يوم الأحد 14 نوفمبر 1971 تم تتويجه وتجليسه على الكرس البابوي.


وفى يناير 1991 اختير رئيسًا لمجلس الكنائس العالمي عن الأرثوذكس الشرقيون لأكثر من دورة، وفى 8 نوفمبر  1994 اختير رئيسـًا لمجلس كنائس الشرق الأوسط عن عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وتجدد انتخابه لمرة ثانية سنة 1998، ولمرة ثالثة 2003.


وقام البابا شنوده بـ 104 رحلة خارج مصر لأهداف رعوية ومسكونية للعديد من الدول وفى  قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأستراليا، وقام بسيامة أول بطريرك لإريتريا وهو أبونا فيلبس الأول 1998، كما قام بسيامة أبونا أنطونيوس الأول بطريركا لإريتريا 2004.


كذلك قام البابا شنوده  بسـيامة 117 مطرانا وأسقفا وخورى ايبسكوبوس، وكذلك سيامة 1001 كاهن للقاهرة والاسكندرية وبلاد المهجر، وعمل الـميرون المقـدس سبع مرات، منهم مرة لكنيسة إريتريا بدولة إريتريا ، كما انه وفي عام  1973 أحضر إلى مصر رفات القديس أثناسيوس الرسولى.


 وصدرت ف عهده بعض اللوائح المنظمة للعمل الكنسى، منها: لائحة المجمع المقدس عام 1985 وعند كتابة البند الخاص بالبابا البطريرك فى لائحة المجمع ترك قداسته جلسة المجمع ليترك الحرية للأباء المطارنة والأساقفة ليكتبوا هذا البند وهم فى حرية كاملة، ولائحة المكرسات 1991، وفى 25 مايو 1980، أسس أسقفية لخدمة الشباب، وفى 1976 تأسست أسقفية عامة لشئون أفريقيا, وفى 1995 تأسست أسقفية للكرازة، وأسس معهد الرعاية والتربية 1974، ومعهد الكتاب المقدس سنة 1974.


وأسس البابا شنوده الثالث إيبارشيات جديدة في مصر وبلاد المهجر، وكان لما جلس على كرسى مار مرقس كان عدد الكنائس القبطية فى أوروبا وأمريكا وأستراليا فقط عدد 7 كنائس ، وعند نياحته كان هذا الرقم قد تضاعف الى 450 كنيسة، وحصل على عدد 9 شهادة دكتوراه فخرية من كبرى جامعات العالم فى أوروبا وأمريكا وأستراليا.