الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد حادث إيفر جيفن .. تحولات تاريخية فى صناعة الشحن البحري بسبب مشاكل السفن العملاقة

السفينة إيفر جيفن
السفينة إيفر جيفن

سلط موقع "ذا كونفرزيشن" الأسترالي الضوء على نقاش واسع أطلقه حادث جنوح السفينة إيفر جيفن في قناة السويس، حول تضخم أحجام سفن الشحن العملاقة، والتي كشف حادث إيفر جيفن كيف أصبحت أضخم من اللازم بما يشكل عدة مخاطر على صناعة الشحن وسلامتها.

وأوضح الموقع أن السفينة إيفر جيفن البالغ طولها 400 متر تُعد بين أضخم 1% من سفن الشحن في العالم، ومن المنتظر أن يطلق حادث جنوحها مراجعات ضرورية لإجراءات سلامة الشحن واحتياطات الأمان للسفن العملاقة، لكن الأهم من ذلك أنه سيجبر صناعة الشحن على إعادة النظر فيما إذا كانت ضخامة السفن المبالغ فيها ضارة أكثر مما هي نافعة.

وعلى مدى عقود، تزايد حجم سفن الشحن كي تتمكن من حمل المزيد من الحاويات خلال الرحلة الواحدة، وخلال الخمسين عامًا الماضية ازداد عدد الحاويات البالغ طولها 20 قدمًا والتي يمكن تحميلها على متون سفن الشحن بنسبة 1500%.

وحدثت نقطة تحول كبرى في صناعة الشحن البحري عام 2006، عندما بدأت شركة الشحن البحري الدنماركية "ميرسك" في صناعة الناقلات من الفئة E التي يمكنها حمل 15 ألف حاوية، أي ضعف قدرة أضخم سفينة شحن كانت موجودة حتى ذلك الوقت.

وخلال السنوات الماضية منذ عام 2006، جرى تصنيع 133 سفينة شحن عملاقة بسعة تترواح بين 18 ألفًا و24 ألف حاوية، لتصبح الأضخم في العالم، وبينها السفينة إيفر جيفن بسعتها البالغة 20 ألف حاوية، وكانت تحمل أكثر من 18 ألف حاوية عندما جنحت في قناة السويس.

وأضاف الموقع أن ضخامة حجم سفن الشحن أمر جذاب ومغر بالنسبة لشركات الشحن الكبرى، فكلما ازدادت سعة السفينة أمكن تحميلها بالمزيد من البضائع خلال الرحلة الواحدة، الأمر الذي يوفر تكاليف الشحن على متن أكثر من سفينة.

وأثبتت حوادث الشحن البحري أن ملاحة السفن العملاقة في الممرات البحرية الحيوية والضيقة أمر صعب وينطوي على مخاطر، فتحميل عدد كبير من الحاويات على ارتفاعات عالية فوق متون السفن يجعلها أكثر عرضة للتمايل بفعل الرياح وأكثر صعوبة على التحكم.

وعندما تتعرض سفن الشحن العملاقة لرياح عنيفة في البحار المفتوحة يزداد خطر سقوط الحاويات المحملة على متونها، وخلال العام الحالي وحده فقدت 5 سفن شحن حاويات سقطت من على متنها بفعل الرياح في المحيط الهادئ.

من ناحية أخرى، تواجه البنى التحتية من موانئ وممرات ملاحية وقنوات متطلبات متزايدة للتعامل مع سفن الشحن العملاقة، وفي عام 2016 تكلف مشروع توسيع قناة بنما أكثر من 5 مليارات دولار كي تصبح قادرة على استيعاب مرور الناقلات العملاقة، وفي ضوء هذه التكاليف يصبح من الضروري مراجعة جدوى تضخم أحجام سفن الشحن.

وأشار الموقع إلى أن قناة السويس لا تشهد سوى عدد ضئيل للغاية من حوادث السفن العملاقة لا تتعدى حادثتين أو ثلاث في العام الواحد مقارنة بـ 19 ألف سفينة تمر عبر القناة سنويًا، ومعظمها حوادث بسيطة لا يستغرق إصلاح الأضرار الناجمة عنها وقتًا أو جهدًا كبيرين.