الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. صلاح عبد الجابر عيسى يكتب: النَّفْخَةُ (قصيدة شعر)

صدى البلد

نَفْخَةٌ مِنْ رُوحِ رَبِّي صَيَّرَتْ طِيِنًا بَشَر
كَيْفَ يَأْبَى ذَلِكَ الطِّيِنُ المُؤَنْسَنُ أَنْ يُقِرّْ
إنَّهُ الإنْسانُ والنِّسْيانُ يّطْوِيِ ما ذَكَر 
يَجْحَدُ النِّعْماتِ سابِغَةً صُدُودًا أَوْ بَطَرْ
رَبُّهُ سَوَّاهُ مَفْطُورًا عَلَى أَبْهَىَ الصُّوَر
رِزْقُهُ بِالعَدْلِ مَكْفُولٌ لِآمادِ العُمُر
نَسْلُهُ مِنْ طُهْرِ إنْباتٍ مُوَصَّىَ أَنْ يَبَرّْ
مَنْ تَوَلاَّهُ وَلِيِدًا رَحْمَةً عِنْدَ الكِبَر
لَوْ تَرَدَّى فِيِ عُقُوقٍ باءَ فِيِ مَهْوَىً خَطِر
... 
كَيْفَ يَنْسَىَ ذِكْرَ رَبٍّ عَرْشُهُ لِلْكَوْنِ سِرّْ
قَوْلُهُ فِي الأَمْرِ كُنْ شَيْئًَا يَكُونُ المُعْتَبَر
نَفْخَةٌ عِنْدَ البَتُوُلِ فكانَ عِيِسىَ مُقْتَدَر
قَرَّ بالإيِمانِ عَبْدًا واصِلًا وَحْيَ السِّيَرْ  
بَشَّرَ الدُّنْيا بِطَهَ خاتَمِ الهَدْيِ الأَغَرّْ
...
فِيِ تَسابِيِحِ البَرايا سِلْمُ حَيٍّ أَوْ حَجَر
والسَّمَا فِيِ بَرْقِ تَسْبِيِحٍ بِرَعْدٍ أَوْ مَطَر
أَيْنَ فِي التَّسْبِيِحِ مَنْ لاذَ بِعَقْلٍ وافْتَخَر
أَيْنَ مَنْ رامَ السَّلامَةَ فِيِ يَقِيِنٍ مُخْتَبَر
أَيْنَ مَنْ خافَ المَلامَةَ واتَّقَىَ سُوُءَ المَفَرّْ
كَيْفَ لا يَعْنِيِهِ وَعْظٌ مِنْ هَلاكٍ مُنْتَظَر
...
مانِحُ الحَيَواتِ أَجَّلَها بِعِلْمٍ مُسْتَتِر
والمساراتُ نَسِيِجٌ مِنْ قَضاءٍ أَوْ قَدَر
نَفْخَةٌ فِي الصُّوُرِ لا تُبْقِيِ دَبِيِبًا أَوْ تَذَر
تَصْعَدُ الرُّوحُ وَيَبْلَىَ جِرْمُها فِيِ مُحْتَفَر
نَفْخَةٌ أُخْرَىَ تُقِيِمُ مِنْ الرَّمِيِمِ المُنْدَثِر
يُنْصَبُ المِيِزانُ والمَحْشُورُ فِيِ يَوْمٍ عَسِر
سُؤْلُهُ عَنْ لُطْفِ رَبٍّ فِيِ صِراطٍ أَنْ يَمُرّْ
...
أَيُّها المَفْتُوُنُ بادِرْ أَوْبَةً لا تَنْتَظِر 
وَحِّد اللهَ فلا شِرْكٌ يَجُوزُ لِذِيِ نَظَر
واغْنَم الطَّاعاتِ خالِصَةً بِمَبْرُورِ الفِكَر
واحْذَر الشَّيْطانَ مِنْ إنْسٍ وجِنٍّ أن يَغُرّْ
واسْأل الغَفَّارَ نَفْحًا جَنَّةَ المَأْوَىَ مَقَرّْ