قال الباحث الاقتصادي محمد محمود عبد الرحيم، إن متحف الحضارة من المشروعات العملاقة خلال العقد الأخير لتطوير القاهرة التاريخية حيث يعد المشروع أحد أهم المشروعات التي تبرز وجه القاهرة الحضاري.
وأضاف أن المتحف سيغير مفهوم السياحة الداخلية في القاهرة، حيث أن المتحف لا يعتمد فقط على عرض الآثار التقليدي إنما يستخدم أساليب تكنولوجية متطورة للعرض بالإضافة إلى وجود الممشي السياحي والترفيهي الذي يتمتع بالاطالة الفريدة على القاهرة التاريخية ولذلك يجمع المتحف بين السياحة الثقافية والترفيهية، كما أن افتتاح المتحف يعد إضافة هامة للمواقع السياحية في القاهرة وخصوصاً قبل افتتاح المتحف المصري الكبير والذي يعد أضخم متحف في العالم للحضارة المصرية القديمة.
وأضاف أن الموكب الملكي حدث تسويقي عالمي ليس فقط لأهمية نقل المومياوات الملكية المصرية، بل للمتحف القومي للحضارة ، كما يمكن القول أن هناك طلاب دراسات عليا وباحثين و مهتمين بالحضارة المصرية القديمة في العالم ، وبلا شك سيجذب اهتمام وسائل الإعلام العالمية وبالتالي يعد ذلك نوع من انواع الدعاية للسياحة في مصر بشكل عام والمتحف القومي للحضارة بشكل خاص ، ولعل ابرز نموذج لأهمية الحدث هو زيارة أودري أزولاي رئيس منظمة اليونسكو إلى القاهرة، وذلك تلبية لدعوة رسمية وجهتها لها مصروذلك لمتابعة حدث نقل المومياوات الملكية ، حيث أن نجاح مشروع متحف الحضارة قد يدفع لمزيد من التعاون بين اليونسكو والحكومة المصرية لمشروعات مماثلة في المستقبل.
وأوضح أن حدث الموكب الملكي هو حدث تسويقي وغير تقليدي ويهدف الي التسويق السياحي والثقافي بشكل عام في مصر و لذلك يمكن القول أن الحدث يعد بداية مرحلة جديدة للاهتمام بالآثار والسياحة لتعظيم استغلال إمكانيات مصر اقتصاديا من السياحة، افتتاح المتحف يعمل على زيادة فترة التواجد والإقامة للسائح في مصر وبالتالي زيادة العوائد حيث تسعى مصر لتعظيم العوائد السياحية فقد حققت مصر 13 مليار دولار تقريباً من عائدات السياحة عام 2019 ، كلما زاد عائد السياحة انعكس ذلك بشكل مباشر على سعر الصرف وتوافر السيولة الدولارية بالإضافة إلى توافر فرص عمل جديدة
وأشار إلى معاناة الآثار الفرعونية من الإهمال سابقا وبالتالي الحدث يبرز مدي الاهتمام والحفاظ علي حقوق الحضارة والتراث المصري فهناك دول تتربح من الحضارة المصرية القديمة دون اي وجه حق في الوقت نفسه لم تستغل مصر الإمكانيات السياحية والأثرية المتاحة، وبالتالي اقترح سن قانون ملزم بالحفاظ على حقوق الملكية للحضارة المصرية وعدم استغلالها تجارياً دون الرجوع لمصر سواء من مؤسسات أو دول .
وتابع: متحف الحضارة رسالة في التنمية الحضارية حيث تم تحويل المكان من مكان عشوائي الي متحف عالمي مبهر يحقق إيرادات ويساهم في تنمية المنطقة ، كما أن حدث نقل المومياوات يعكس إمكانية مصر في تنظيم الأحداث الدولية الضخمة بكافة أنواعها السياسية والاقتصادية والسياحية والرياضية وتنظيم هذه الأحداث في حد ذاته نوع من انواع السياحة ، في المستقبل القريب ستتغير خريطة السياحة في مصر وخصوصاً بعد انتهاء أزمة كورونا ، حيث ستزيد حصة مصر من سوق السياحة العالمي بلا شك وخصوصاً أن هناك المزيد من المشروعات السياحية العملاقة سيتم افتتاحها عن قريب.