الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إثيوبيا تتجاوز الخطوط الحمراء| هاني رسلان : أديس أبابا لا تعي ما تفعله وتدفع بـ المنطقة للهاوية

سد النهضة
سد النهضة

قال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الخبير في الشأن السوداني، الدكتور هاني رسلان، إنه اتضح تماما للجميع أن إثيوبيا دخلت مفاوضات سد النهضة منذ 10 سنوات بسوء نية كامل، وأنها تعمدت الكذب والمراوغة واستهلاك الوقت من أجل استكمال بناء السد.

 

 وأكد "رسلان" في تصريحات لـ "صدى البلد" أن استمرار أديس أبابا في موقفها الرافض لأية حلول لأزمة سد النهضة يدفع منطقة حوض النيل الشرقي إلى أتون صراع طويل ومكلف وسوف يدفع ثمنه شعوب الدول الثلاثة إثيوبيا والسودان ومصر.

 

وأوضح "رسلان" إن السلوك الإثيوبي والتعنت الشديد في موقفها قائم على أساس ملكية إثيوبيا لنهر النيل الأزرق ولكل منابع الأنهار التي تخرج منها، وأنها يمكن أن تتصرف فيها كما تشاء، معقبا: "هذا أمر مخالف للقانون الطبيعي والإنساني وكذلك القانون الدولي، فهناك دول متشاطئة يصل إليها النهر بـ تدفقه الطبيعي ، وهذه منحة الله إليهم، بالضبط كما هي منحة هطول الأمطار على إثيوبيا وهذه الدول يعيش فيها مواطنون لهم حق الحياة والموقف الأثيوبي يمثل تهديدا مباشر لحياتهم واقتصادها وتنميتهم.

 

وتابع: أن السلوك الأثيوبي بالإصرار على التصرف في النهر بشكل أحادي أو تحويله إلى بحيرة أثيوبية كما قال وزير خارجية إثيوبيا السابق اندار جاتشيو ، يعد بمثابة إعلان حرب على دولتي أسفل المجرى وهما السودان ومصر.

 

وأردف "رسلان"، قائلا: "يبدو أن الحكومة الإثيوبية الحالية تريد الهروب من أزماتها الداخلية بافتعال صراع خارجي"، مشيرا إلى أن أبي أحمد سبق له وذكر إن القوات الفيدرالية الإثيوبية تقاتل على ثماني جبهات في الداخل الاثيوبي، وهذا يؤكد أن أبي أحمد وحكومته لا يهتمون بالتنمية أو بمصالح شعوبهم الإثيوبية قدر اهتمامهم بالاستمرار في السلطة ويوضح في نفس الوقت إلى أي مدى وصل انعدام الإحساس بالمسؤولية.

 

واستطر "رسلان" قائلا: "حساباتهم دائما خاطئة تماماً لأنهم يعيشون خارج التاريخ ويفكرون بـ عقلية تنتمي إلى العصور السحيقة كما تورط أبى أحمد وحكومته وحلفاؤه الداخليين والخارجيين في حرب التيغراي  التي تحاصرهم نتائجها من كل جانب، فسوف يكتشفون أيضا أن حساباتهم فى أزمة السد خاسرة وفاشلة تماما وعلى كل المستويات".


كانت الخارجية المصرية أعلنت صباح اليوم الثلاثاء عن فشل مفاوضات سد النهضة  التي احتضنتها العاصمة الكونغولية كينشاسا يومي 4 و5 أبريل، مؤكدة على لسان السفير أحمد حافظ المتحدث الرسمي لها أن أسباب فشل مفاوضات الفرصة الأخيرة هو رفض أديس أبابا المقترح السوداني الذي أيدته مصر والرباعية الدولية التي تقودها الكونغو للتوسط بين الدول الثلاث.


وأوضحت الخارجية في بيانها اليوم أن اثيوبيا رفضت أيضا خلال الاجتماعات كافة المقترحات والبدائل الأخرى التي طرحتها مصر لتطوير العملية التفاوضية وتمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات كمراقبين، من الانخراط بنشاط في المباحثات، وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية.


وأكد البيان أن الرفض الإثيوبي يكشف عن غياب الإرادة السياسية لإثيوبيا للتفاوض بحسن نية وسعيها للمماطلة والتسويف، من خلال الاكتفاء بآلية تفاوضية شكلية وغير مُجدية، كما وأن ورفض العودة للمفاوضات وهو "موقف معيق"، سيؤدي إلى تعقيد الأزمة وزيادة الاحتقان في المنطقة.