الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أعلن عنها زاهي حواس.. حكاية المدينة الذهبية المفقودة بالأقصر تحت الرمال

المدينة المفقودة
المدينة المفقودة

يعود تاريخ المدينة الذهبية بالأقصر إلى عهد الملك أمنحتب الثالث أي منذ 3000 عام واستمر استخدام هذه المدينة من قبل توت عنخ آمون والتي اكتشفتها البعثة المصرية أثناء البحث عن المعبد الجنائزي الخاص بالملك توت عنخ امون برئاسة الدكتور "زاهي حواس والتى أطلق عليها "المدينة المفقودة تحت الرمال والتي كانت تسمى "صعود آتون" 
وتم العثور من قبل على معبدي كل من "حورمحب" و"آي" من قبل".

وقال "حواس" إن هذا الاكتشاف الذي عثرت علي البعثة يعد أكبر مدينة على الإطلاق في مصر والتي أسسها أحد أعظم حكام مصر وهو الملك "أمنحتب الثالث" وهو الملك التاسع من الأسرة الثامنة عشر والذي حكم مصر من عام 1391 حتى 1353 ق.م. وقد شاركه ابنه ووريث العرش المستقبلي أمنحتب الرابع " أخناتون" آخر ثمان سنوات من عهده.

وصرح "حواس" ان هذه المدينة المكتشفة تعتبر أكبر مستوطنة صناعية وإدارية في عصر الإمبراطورية المصرية على الضفة الغربية للأقصر حيث تم العثور بالمدينة على منازل يصل ارتفاع  جدرانها إلى نحو ٣ أمتار ومقسمة إلى شوارع وارذقة ويمتد جزء من المدينة الى الغرب ويعد جزء اخر من المدينة جزء من مدينتنا

والجدير بالذكر ان أعمال التنقيب بدأت  في شهر سبتمبر من العام الماضي  وفي أسابيع قليلة بدأت تظهر تشكيلات من الطوب اللبن بالظهور في جميع الاتجاهات واكتشفت البعثة أن وراء هذة التشكيلات من الطوب اللبن مدينة كبيرة تعتبر في حالة جيدة جدا ومتماسكة الجدران التى تعتبر شبه مكتملة البناء وداخل هذة الجدران بعض من الغرف مليئة بأدوات الحياة اليومية، وقد ظلت الطبقات الأثرية على حالها منذ آلاف السنين، كما لو كانت بالأمس

ويعد اكتشاف هذه المدينة المفقودة هو ثاني اكتشاف أثري مهم بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وتقع منطقة الحفائر بين معبد رمسيس الثالث في مدينة هابو ومعبد أمنحتب الثالث في ممنون.

وإن اكتشاف هذه المدينة، لم يمنحنا فقط لمحة نادرة عن حياة قدماء المصريين في عصر الامبراطورية، ولكنه أيضاً سيساعدنا في إلقاء الضوء على أحد أعظم الألغاز في التاريخ ولماذا قرر إخناتون ونفرتيتي الانتقال إلى العمارنة؟!

 

وكان الهدف الأول للبعثة هو تحديد تاريخ هذه المدينة، حيث تم العثور على نقوش هيروغليفية على أغطية خزفية لأواني النبيذ، وتخبرنا المراجع التاريخية أن المدينة كانت تتألف من ثلاثة قصور ملكية للملك أمنحتب الثالث، بالإضافة إلى المركز الإداري والصناعي للإمبراطورية.

وقد أكد عدد كبير من الاكتشافات الأثرية على تاريخ المدينة مثل الخواتم والجعارين والأواني الفخارية الملونة والطوب اللبن الذي يحمل أختام خرطوش الملك أمنحتب الثالث، وبعد سبعة أشهر فقط من التنقيب، تم الكشف عن عدة مناطق أو أحياء بتلك المدينة.

وعثرت البعثة في الجزء الجنوبي على المخبز ومنطقة الطهي وأماكن إعداد الطعام كاملة مع الأفران وأواني التخزين الفخارية، والذي كان يخدم عددًا كبيرًا من العمال والموظفين.

أما المنطقة الثانية، والتي تم الكشف عنها جزئيًا وهي تمثل الحي الإداري والسكني حيث تضم وحدات أكبر ذات تنظيم جيد. وهذه المنطقة مسيجة بجدار متعرج، مع نقطة دخول واحدة فقط تؤدي إلى ممرات داخلية ومناطق سكنية. وهذا المدخل الوحيد يجعلنا نعتقد أنه كان نوعًا من الأمن حيث القدرة على التحكم في الدخول والخروج إلى المناطق المغلقة.

وتعتبر الجدران المتعرجة من العناصر المعمارية النادرة في العمارة المصرية القديمة، وقد استخدمت بشكل أساسي في نهاية الأسرة الثامنة عشر.

أما المنطقة الثالثة فهي ورشة العمل، حيث تضم بإحدى جهاتها منطقة إنتاج الطوب اللبن المستخدم لبناء المعابد والملحقات، ويحتوي الطوب على أختام تحمل خرطوش الملك أمنحتب الثالث (نب ماعت رع).

وتم اكتشاف عدد كبير من قوالب الصب الخاصة بإنتاج التمائم والعناصر الزخرفية الدقيقة، وهذا دليل آخر على النشاط الواسع في المدينة لإنتاج زخارف كل من المعابد والمقابر.

وعثرت البعثة في جميع أنحاء مناطق الحفائر على العديد من الأدوات المستخدمة في النشاط الصناعي مثل أعمال الغزل والنسيج، كما تم اكتشاف ركام المعادن والزجاج، لكن المنطقة الرئيسية لمثل هذا النشاط لم يتم اكتشافها بعد.

كما تم العثور على دفنة رائعة لشخص ما بذراعيه ممدودتين إلى جانبه، وبقايا حبل ملفوف حول ركبتيه، ويعد موقع ووضع هذا الهيكل العظمي غريب نوعًا ما، وهناك المزيد من البحث حول هذا الأمر. 
كما تم العثور على دفنتين غير مألوفتين لبقرة أو ثور داخل إحدى الغرف، ومازال البحث جار لتحديد طبيعة والغرض من هذه الدفنات


كما تم العثور على إناء يحتوي على جالونين من اللحم المجفف أو المسلوق (حوالي 10 كجم) ويحمل نقوش قيمة يمكن قراءتها: "السنة 37، لحوم مسلوقة لعيد حب سد الثالث من جزارة حظيرة "خع" التي صنعها الجزار إيوي".

وهذه المعلومات القيمة لا تعطينا فقط اسمي شخصين كانا يعيشان ويعملان في المدينة، بل يؤكدان أن المدينة كانت نشطة وتحدد زمن مشاركة الملك أمنحتب الثالث مع ابنه أخناتون.

كما عثرت البعثة أيضاً على نص منقوش على طبعة ختم يقرأ: "جم با أتون" أي مقاطعة أتون الساطع، وهذا اسم معبد قد بناه الملك أخناتون بالكرنك.

كما تم الكشف عن مقبرة كبيرة لم يتم تحديد مداها بعد، واكتشفت البعثة مجموعة من المقابر المنحوتة في الصخور بأحجام مختلفة والتي يمكن الوصول إليها من خلال سلالم منحوتة في الصخر، وهناك سمة مشتركة لبناء المقابر في وادي الملوك ووادي النبلاء. ومازال العمل جار وتتوقع البعثة الكشف عن مقابر لم تمسها يد مليئة بالكنوز.

وتتيح أعمال التنقيب المستمرة لعلماء الآثار الوصول إلى النشاطات الأصلية للمدينة حيث انة  تم اكشاف معلومات ستغير التاريخ وتعطينا معلومات قيمة عن عائلة توت عنخ آمون.

وسيقدم لنا هذا الاكتشاف أيضًا فهمًا أعمق للحياة اليومية للمصريين القدماء من حيث أسلوب بناء وديكورات المنازل والأدوات التي استخدموها وكيفية تنظيم العمل. وقد تم الكشف عن ثلث المنطقة فقط حتى الآن، وستواصل البعثة أعمال التنقيب، بما في ذلك المنطقة التي تم تحديدها على أنها الموقع المحتمل لمعبد توت عنخ آمون الجنائزي.

واختتم حواس كلامة قائلا لدينا الكثير والكثير من المعلومات حول المعابد و المقابر لكن هذه هي المرة الأولى التي نكتشف أسرارا عن حياة ملوك الامبراطورية الذهبية لمصر في عصر الفراعنة