EN 
بصوت عذب وعينان لا تريا إلا الظلام وملامح ضاحكة تبتسم كل ما تنظر لها، وعقل يسبق سنه بأعوام، نطق لسانه مع سماعه إذاعة القرآن الكريم، وأخذ يرتل القرآن ترتيلا، فتخلى عن ألعابه الطفولية، واتخذ القرآن سبيلا له في هذه الدنيا، وخطى خطواته تجاه الله منذ نعومة أظافره في العام الثالث من عمره، وأتم حفظ القرآن الكريم في تمام العام السادس ليصبح طفلا معجزة بمعنى الكلمة.
محمد عبد الله صاحب الـ 11 عامًا، طالب بمدرسة "النور للمكفوفين" استطاع حفظ القرآن الكريم بإيجاز 3 قراءات، وخاض بها العديد من المسابقات الدينية بجدارة، بمساعدة والديه، ومعلميه في المدرسة، "نفسي أعرف أكتر عن ديني، وأقابل كل الشيوخ وأتعلم منهم"، على حد قوله لـ "صدى البلد".
الطفل المعجزة من قاطني محافظ الإسكندرية، يعيش في منزل دافئ وبسيط مع والده ووالدته وشقيقته الصغرى، التي تكون بمثابة عكازه في الحياة، فهي طفلة جميلة لا تتعدى الـ 6 أعوام، تلهو رفقة شقيقها لتكسر أي نوع من الملل يشعر به، كما تساعده على التحرك داخل أو خارج المنزل، وترافقه في استذكار دروسه، أو تمد له يديها الصغيرة بالقرآن الكريم بطريقة برايل.
محمد له العديد من الأمنيات لكنها تخالف المعتاد، فالأطفال في عمره يحلمون بالألعاب وشراء الإلكترونيات، لكن الطفل السكندري يريد أن ينهي القراءات العشر الصغرى والكبرى، ويرغب رغبة مليئة بالحماس أن يصبح قارئًا للقرآن معروفا بين الشيوخ، وحلمه الأكبر أن يصبح عميدا لكلية علوم القرآن الكريم.
