الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هجوم غربي ودعم روسي.. الانتخابات السورية إلى أين؟.. رؤية تحليلة

أرشيفية - الانتخابات
أرشيفية - الانتخابات الرئاسية السورية

بينما تستعد سوريا لإجراء الانتخابات الرئاسية خلال 26 مايو المقبل وفقا لما أعلنه مجلس الشعب السوري، تشهد البلاد، العديد من النزاعات والخلافات حول تلك الانتخابات سواء على المستوي الخارجي أو المحلي، ففي الخارج أعلنت الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن رفضهم  نتيجة الانتخابات الرئاسية السورية وعلي رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا والمملكة المتحدة، فيما أعترض الجانب الروسي علي هذا الموقف.

 

الولايات المتحدة الأمريكية

أكدت المندوبة الأمريكية لدي الأمم المتحدة "ليندا توماس"، على أن الفشل في تبني دستور جديد في سوريا هو أكبر دليل على زيف الانتخابات السورية، مشددة على ضرورة مشاركة اللاجئين والنازحين في أي انتخابات وعدم  وجوب ذلك يمثل خدعة للمجتمع الدولي وتعلن واشنطن رفضها.

 

الموقف الفرنسي

قال السفير الفرنسي لدي المنظمة الأممية "نيكولا دي ريفيير"، خلال الجلسة الشهرية بمجلس الأمن، إن باريس لن تعترف بمشروعية الانتخابات التي يعتزم النظام السوري إقامتها أواخر مايو، موضحا أنه من دون إدارج جميع السوريين في الخارج للمشاركة في الانتخابات فإنها ستكون تحت رقابة النظام السوري دون إشراف دولي يضمن نزاهتها.

 

المملكة المتحدة

أوضحت الممثلة الإنجليزية لدي الأمم المتحدة أن أي انتخابات في ظل غياب بيئة آمنة ومحايدة، إلي جانب أجواء الخوف السائدة في سوريا، فإن تلك الانتخابات ليس لها أي شرعية سياسية.

 

الموقف الروسي

اعترض المندوب الروسي في الأمم المتحدة "فاسيلي نيبينزيا" على موقف الدول الغربية التي ترفض فكرة انتخابات الرئاسة السورية نفسها، لأن تلك الدول أعلنت بالفعل غير شرعية الانتخابات قبل إجرائها، مستنكرا تدخلهم الغير مسموح به في الشؤون الداخلية السورية علي حد وصفه.

 

باقي أعضاء الاتحاد الأوروبي

فيما دعا عدد من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوربي إلي إجراء انتخابات الرئاسة السورية تحت رعاية الأمم المتحدة، على أن تمثل تلك الانتخابات كلا من المعارضة السورية وجميع السوريين الذين يعيشون بالخارج.

 

المراحل الدستورية لإجراء الانتخابات

بدء الإعلان عن الانتخابات في 18 ابريل الماضي على لسان رئيس مجلس الشعب السوري "حمودة الصباح"، وتأكيده على فتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية وذلك تطبيقا لأحكام الدستور اعتبارا من الإثنين 19ابريل، داعيا كل الراغبين بالترشح إلى تقديم طلباتهم إلي المحكمة الدستورية العليا خلال 10أيام انتهت الأربعاء الماضي.

وانتهت يوم الأربعاء الماضي المهلة الدستورية المحددة بـ 10 أيام بعد إعلان المحكمة الدستورية العليا استلام طلبات ترشيح 51 مرشحا للانتخابات الرئاسية.

 

مواعيد الاقتراع داخل وخارج سوريا

وحدد "الصباح" الخميس الموافق 20 مايو القادم سيكون موعد بدء الاقتراع لانتخابات الرئاسة في السفارات السورية بدءا من السابعة صباحا وحتي السابعة مساءا، على أن يكون الأربعاء السابق له هو موعد الانتخابات داخل سوريا.

 

الانتخابات السورية منذ 2011 وحتي الآن

تعد انتخابات الرئاسة السورية المعلن إجرائها خلال الشهر الجاري، هي الثانية منذ بدء النزاع بين الأطراف السورية والجماعات الإرهابية عام 2011، وستجري تلك المرة بعد استعادة القوات الحكومية السورية بدعم عسكري روسي وإيراني مساحات واسعة من الأراضي السورية.

 

ما عدا "مصر ولبنان" .. غياب الانتخابات عن 4 محافظات ودول العالم

ستجري الانتخابات الرئاسية السورية في المناطق الخاضعة للسيطرة الحكومية فقط، بجانب المناطق الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، بينما ستغيب عن نصف مساحة محافظة إدلب بجانب بعض المناطق المحدودة المحاذية لها شمال غرب البلاد والمناطق الحدودية التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها.

وكشف الخبير السياسي "فادي عقوم" عن الانتقادات التى وجهها المراقبين لتلك الانتخابات، بسبب أن هناك 4 محافظات سورية كبرى وذات كثافة سكانية عالية، لن تشارك في هذا الاقتراع، وتقع تلك المناطق تحت سلطة قوات "سورية الديموقراطية" بجانب المناطق التي تقع تحت سيطرة تركيا وجبهة النصرة في شمال وشمال شرق سورية وتعد تلك المناطق ذات ثقل سياسي واجتماعي واستراتيجي.

وتابع خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد": "بالإضافة إلى تلك المناطق التي لن تستطيع أن تشارك في الانتخابات، هناك أيضا المواطنين السورين الموجودين في الخارج بإستثناء السوريين الموجودين في "مصر - لبنان"، ولكن يعتبر هؤلاء هم أقلية مقارنه بالسورين الموجودين بـ أوروبا الذين لن يستطيعوا المشاركة في الانتخابات الرئاسية السورية.

 

رغم توتر الأوضاع .. الانتخابات الرئاسية خطوة إيجابية

قال الكاتب "فادي عقوم" الخبير السياسي إن الاستعداد التي تجري للانتخابات السورية هو خطوة إيجابية جدا برغم كل ما يحدث على الأرض، موضحا أن عدد من تقدموا للترشيح لتلك الإنتخابات هم 51 شخص، من ضمنهم الرئيس السوري الحالي بشار الأسد، بجانب 7 نساء، وتعتبر هى المرة الأولى التي يكون بها هذا العدد من المرشحين للإنتخابات الرئاسية وهذا العدد من النساء.

 

"الإنتخابات الفعلية" بين 4 مرشحين فقط

وأوضح "عقوم" أن العدد الفعلي للمرشحين الذين سيخضون الإنتخابات لن يتجاوز أربعة أو خمسة أشخاص، وذلك لأن كل مرشح عليه أن يحصل على توقع أو دعم 35 نائب في مجلس الشعب السوري حتي تقبل أوراق ترشحه، وبالتالي من الصعب على المرشحين الـ 51 كلهم تحقيق هذا الشرط.

وتابع أن هناك شخص واحد فقط قد جمع دعم الـ 35 صوت من نواب البرلمان السوري، إلي جانب الرئيس السوري "بشار الأسد"، وهو المرشح "عبدالله عبدالله"، مشيرا إلي اقتراب شخص أخر من الحصول على  الـ 35 صوت وهى "فاتن نهرا" بما يجعلها قريبة من أن تكون أول سيدة سورية تترشح للإنتخابات الرئاسية، وهناك أيضا المرشح "محمود مرعي".

 

توقعات .. "الأسد" لـ فترة رئاسية جديدة

ولفت "عقوم" إلي أن الإنتخابات الرئاسية السورية من المرجح أن تكون بين الأربعة مرشحين فقط، رغم قلة التاريخ السياسي لـ "عبدالله عبدالله"، والذي انضم إلي حزب "الجبهة الوطنية التقدمية" والذي لا يملك تواجد كبير فعلي على الأرض، وبالتالي نحن أمام إعادة إنتخاب الرئيس بشار الأسد لدورة رئاسية جديدة.

 

تأجيل الإنتخابات الرئاسية السورية

وأعرب الخبير السياسي عن تمنيه تأجيل هذه الإنتخابات لفترة زمنية محددة، رغم مزاياها الإعلامية للنظام السوري، مبررا ذلك بإعطاء فرصة للتواصل مع قوات سورية الديموقراطية والمساهمة في إنجاح الإنتخابات في المناطق التي تسيطر عليها هذه القوات، ولكن هذا الأمر مرتبط بعوامل أخرى وتشابكات سياسية بين الأكراد والحكومة السورية.

وإختتم: "أيضا هناك الحالة الشاذة في منطقة أدلب والتي يبدوا أنها مع موافقة بعض الدول الكبرى علي هذا الإنتخابات، مثل روسيا والصين، من المرجح أن يستمر الوضع في أدلب إلى فترة أطول"