الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سبب نزول سورة الممتحنة وتسميتها بهذا الاسم .. إبنة أشقى القوم

 سبب نزول سورة الممتحنة
سبب نزول سورة الممتحنة وتسميتها بهذا الاسم..إبنة أشقى القوم

قصة سورة الممتحنة أو سبب نزول سورة الممتحنة وسر تسميتها بهذا الاسم، لعلها من الأمور الخفية عن الكثيرين، رغم أن سورة الممتحنة وآياتها من السور المعروفة بل والمحفوظة من قبل الكثير من الناس، وعهدنا بالقرآن الكريم أنه مليء بالقصص والعبر والحكم والأسباب ، وذلك لأن نزول القرآن الكريم تزامن مع أحداث ووقائع حدثت ووقعت أثناء نزوله، فكان ذلك سببًا في نزول بعض السور والآيات التي كانت ردًا على تلك الحادثة، فإما لترد على المشركين أو لتعالج أمرًا أو قضية، وهذا كله لنعلم بأن هذا القرآن الكريم هو كتاب خالد لا شبيه له، محكم معجز في شتى جوانبه. 

سورة الممتحنة 

سورة الممتحنة ،هي من سور المفصًّل وتقع في الربعيْن الثالث والرابع من الحزب الخامس والخمسين من الجزء الثامن والعشرين، وترتيبها ستون بحسب المصحف العثماني، وابتدأت آياتها بأسلوب النداء باستخدام حرف النداء “يا”، ونزلت بعد سورة الأحزاب، وعدد آياتها 13 آية.

سورة الممتحنة وهي واحدةٌ من السُّور المدنية باتفاق أهل التفسير، وعُنيت كباقي السُّور المدنية بالجانب التشريعيّ من خلال التطرق إلى موالاة أعداء الله وحكم المعاهدين وحكم المؤمنات المهاجرات إلى المدينة وغيرها من أحكام الشريعة إلى جانب الحب في الله كأحد أوثق العرى في الإسلام.

سبب تسمية سورة الممتحنة
سبب تسمية سورة الممتحنة بهذا الاسم ، عُرفت هذه السورة بهذا الاسم في غالبية المصاحف والممتحِنة -بكسر الحاء- وتعني المُختبرة أي التي نزل فيها الامتحان والاختبار وهذا القول هو الأشهر عند أهل التفسير حيث جاء لفظ الامتحان في معرض الحديث عن امتحان النساء المؤمنات المهاجرات من مكة إلى المدينة قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ….».

كما يُطلق عليها اسم الممتحَنة -بفتح الحاء- في إشارةٍ إلى المرأة التي وقع عليها الامتحان والاختبار في إيمانها للتأكد من صدقها وكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط زوجة عبد الرحمن بن عوفٍ، كما تُسمى بسورة المودة وسورة الامتحان.

قصة وسبب نزول سورة الممتحنة

قصة وسبب نزول سورة الممتحنة ، سورة الممتحنة من سور الجزء الثامن والعشرين ، وهي من السور توقيفية ، التي ينبغي الوقوف عند اسم السورة ومعرفة سبب تسميتها .. من هي الممتحنة ؟، ورد أن الممتحنة هي : أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وأبيها عقبة بن أبي معيط الذي لقب (بأشقى القوم)، الذي أتى بسلإ جزور (سلا جزور يعني أمعاء الشاة والقاذورات الموجودة في بطن الشاة )  ووضعها علي ظهر النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ساجد ، وهو الذي لف رداءه وخنق به النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي فنقص الأكسجين عنه وأغمي على النبي –صلى الله عليه وسلم- ، وهو الذي بصق في وجه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبالرغم من ضلال عقبة ابن أبي معيط ربنا أخرج من صلبه من يوحد الله وهي ابنته أم كلثوم .

قصة وسبب نزول سورة الممتحنة ، وابنته أم كلثوم كانت ذكية جداً وكانت تحب العلم وكانت من قلائل النساء الذين يهتمون في العلم بمكة ، و يدخل الإيمان في قلب أم كلثوم ولكن تكتم إيمانها عن أبوها عقبة بن أبي معيط وعن إخوتها عمارة ، والوليد ، ويأتي موعد الهجرة ويهاجر النبي علية الصلاة والسلام ، وأم كلثوم تريد أن تهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها تخاف من بطش أبوها وإخوتها فتصبر أم كلثوم ، وتأتي غزوة بدر ويقتل أبوها عقبة بن أبي معيط ويموت علي الكفر ، وتكبر أم كلثوم وعندها (16او 17) سنة ، وهي في سن الزواج ويتقدم لخطبتها أشرف شبان مكة وترفض أم كلثوم وتصبر وحلمها دين محمد وأن تهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة.

قصة وسبب نزول سورة الممتحنة ، ويحصل حدث يغير حياة أم كلثوم ويأتي بعدها صلح الحديبية ويكون من شروط صلح الحديبية أن لو أحد ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينه حتى يسلم فالنبي –صلى الله عليه وسلم- يرد الشخص ويرجعه إلى مكة ، وتسمع أم كلثوم بشروط صلح الحديبيه فتعلم أنها من المستحيل أن تهاجر للنبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينه ولو هاجرت النبي سيرجعها إلى مكة من أجل شروط الصلح ، ويشتد الخناق على أم كلثوم وتقرر أن تهاجر حتى لو أرجعها النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة.

قصة وسبب نزول سورة الممتحنة، شابة عمرها يقارب 16 سنة تهاجر لوحدها إلى المدينة المنورة في الليل والطرقات بين مكة والمدينة وعرة والمسافة طويلة ، ومن الممكن أن النبي صلى الله عليه وسلم يرجعها إلى مكة وسيعلم الجميع أنها مسلمة وتتأذي من إخوتها ، إنه ثبات كالجبال الراسية، ويشاء الله وتهاجر أم كلثوم وتصل المدينة المنورة وتذهب للنبي -صل الله عليه وسلم-، فيحتار في أمرها والصحابة يقولوا : كيف نرجعها إلى مكة يا رسول الله ، والنبي عليه الصلاة والسلام صامت ينتظر أمرًا من الوحي، فقال تعالى : « وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى».

وينزل الفرج من السماء ، جبريل الوحى من فوق سبع سموات في أمر أم كلثوم وتنزل آيات سورة الممتحنة : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ »، وينزل أمر الله من فوق سبع سموات بأن أم كلثوم لا ترجع إلى مكه ويقبلها الله سبحانه وتعالى ، والله يجزيها علي صبرها فتتزوج ليس من أشراف مكة فقط بل من : عبدالرحمن بن عوف ، أحد العشرة المبشرين بالجنة وأغنى أغنياء المدينة المنورة وأشرفهم، تلك كانت قصة اسم سورة الممتحنة .