الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: الحياء من الأخلاق التي تميز الإسلام وأهله

 الحياء من الأخلاق
الحياء من الأخلاق التي تميز الإسلام وأهله

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إن الحياء في خصال البشر نوعان، نوع مكتسب، ونوع غريزي، وقد جمع النبي ﷺ بينهما في أخلاقه وسلوكه، قال القرطبي : «وكان النبي ﷺ قد جمع له النوعان من الحياء : المكتسب والغريزي. وكان في الغريزي أشد حياء من العذراء في خدرها ،وكان في المكتسب في الذروة العليا ﷺ » [المفهم شرح مسلم]. ولذا فقد وصفه أصحابه رضوان الله عليهم فقالوا : «كان النبي ﷺ : أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه» [متفق عليه].

 

وأضاف علي جمعة عبر صفحته على فيس بوك أن النبي حث على الحياء ورغب فيه، وحفز المؤمنين على التخلق به وأعلمهم أن هذه الصفة هي من صفات الله سبحانه وتعالى على ما يليق به جل وعلا، فقد روى سلمان عن رسول الله ﷺ قال : «إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين» [الترمذي].

 

أشار إلى أن الحياء من الأخلاق التي تميز الإسلام وأهله، ولذا يقول عنه النبي ﷺ : «إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء» [ابن ماجة، والطبراني في الكبير]

 

وأخبر النبي ﷺ أن الحياء جزء من الإيمان، وأن نقيضه وهو الفحش جزء من الجفاء، وأن الحياء في الجنة فقال : «الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاءة من الجفاء والجفاء في النار» [ابن حبان].

وخصه ﷺ بالذكر ضمن شعب الإيمان بعد ذكر أعلى الشعب وأدناها، وذلك لبيان مكانته، فقال : «الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول: لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان» [متفق عليه]

بل جعله رسول الله ﷺ قرين الإيمان، في قلب المسلم، وفي نزعهما من قلبه، فقال ﷺ : «الحياء والإيمان قرنا جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر» [الحاكم في المستدرك، والمصنف لابن أبي شيبة].

 

وقد ورد أن النبي ﷺ مر على رجل يعظ أخاه في الحياء ، فقال له ﷺ: «دعه فإن الحياء من الإيمان» [متفق عليه].

 

ويعلمنا النبي ﷺ كيف نطبق خلق الحياء مع الله سبحانه وتعالى ، فيقول «استحيوا من الله حق الحياء. قال : قلنا : إنا نستحيي والحمد لله، قال : ليس ذاك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى ، والبطن وما حوى، وتتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء» [الترمذي].

 

فالحياء كله خير، ولا يأتي إلا بالخير. والذي أخبر بذلك هو الصادق المصدوق ﷺ حيث قال: «الحياء لا يأتي إلا بخير». [متفق عليه]. وفي الحديث «الحياء خير كله ولا يأتي إلا بخير» [مسلم].

 

كل هذه الأحاديث تؤكد على قيمة الحياء العظيمة في الإسلام، وأن الحياء هو خلق الإسلام حقا؛ لأنه باعث على أفعال الخير ومانع من المعاصي، ويحول بين المرء والقبائح ، ويمنعه مما يعاب به ويذم، فإذا كان هذا أثره فلا شك أنه خلق محمود، لا ينتج إلا خيرا