قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ما بين الرشوة والعمولة

0|د.على ثابت

قال سيدنا رسول الله : ( الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات فمن أتقى الشبهات فقد أستبرئ لدينه وعرضه ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومن الامور التى باتت تختلط على بعض الناس سواء عن عمد أو عن جهل , الفرق بين الرشوة والعمولة , فسيدنا رسول الله قال ( هدايا العمال غُلول) صدق رسول الله , ولذا فأن الموظف لا يجوز له أخذ الهدايا بسبب ما يتصل بطبيعة عمله ، يقول الله تعالى : (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) صدق الله العظيم , وجاء أحد عمال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل اليه مال الصدقة وقال له : هذا هو ما للمسلمين أما هذه ( يقصد بعض الهدايا ) فهى لى , وعندئذً غضب سيدنا رسول الله غضباً شديداً وقال : ( فهلا جلس فى بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أيهدى له أم لا ) صدق رسول الله .

فالفرق بين الرشوة والعمولة واضح كالشمس للاتقياء ولكنه كالغيوم فى عيون الاشقياء , والموظف الذى يحصل على أى مال أو هدايا تحت اى مسمى كعمولة أو أتعاب أو أى مسمى شيطانى آخرعليه ان يسأل نفسه سؤال واحد , لو لم أكن فى وظيفتى هذه هل كنت سأحصل على هذه الهدايا أو هذا المال أم لأ ؟ وكما قال سيدنا رسول الله ( الاثم ما حاك فى صدرك وخشيت ان يطلع عليه الناس ).
ومنذ حوالى شهر تقريباً هالنى موقف غريب من موظف شاب فى أحد الهيئات الهامة التى يتصل عملها بصورة مباشرة مع المستثمرين ورجال الاعمال , فقد طلب منى الرجل التوسط لأحد معارفه لالحاقه بأحد المشروعات الكبرى , ونظراً لأننى لا أملك القدرة على تنفيذ طلبه ولعلمى انه يأخذ أموال من الناس فى مقابل الحاقهم بالوظائف فى الاماكن التى يعرفها أو له صلة ما بها فقد رفضت بشدة وقلت له بكل صراحة انت تفعل كذا وكذا ولذا لن أتوسط لك فى أى شئ من هذا القبيل نهائياً , واذا به يثور ثورة عارمة أمام أحد زملائه قائلاً ان المال الذى يأخذه فى مقابل توسطه لتشغيل الناس حلال ! فالكارثة المؤلمة ان هذا الرجل مقتنع ان ما يفعله حلال لا شبهة فيه .
ولذا على الفقهاء والعلماء التركيز على الفرق بين الرشوة والعمولة والاتعاب والهدية , وعمل حلقات وبرامج تلفزيونية مكثفة عن هذا الموضوع وجعل خطب الجمعة فى المساجد ودروس الاحد فى الكنائس تدور حول توضيح الفرق بين المعاملات الحلال والحرام فى عالم الموظفين والمسئولين خاصة والناس عامة , فقد وصل الفساد فى مصر الى مستويات غير مسبوقة , ولذا ينهار الاقتصاد ويهرب المستثمرين , وصارت حياة الناس أكثر صعوبة , فكل شئ تقريباً أصبح بمقابل سواء تحت مسمى عمولة أو أتعاب أو أى مسمى شيطانى آخر , بعدما اختلط الحلال بالحرام فى عيون بعض الناس التى أصابها رماد الفساد وضعف الايمان .
الموضوع شائك ومعقد , ولكن علينا مواجهته بكل حزم لوجه الله أولاً ومن أجل أحفادنا ثانياً , بعدما عز الاصلاح من أجلنا أومن أجل أبناءنا ... وللحديث بقية .