الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.جوزيف رامز أمين يكتب: مصر وأفريقيا والعالم

صدى البلد

تثبت مصر على الدوام خاصة فى أوقات الأزمات أنها قوة إقليمية هامة لا يستهان بها حتى لو صادفت تحديات ومشا كل عديدة مستعصية..فقدراتها المتعددة على المواجهة والحل تفيد أنها دوما كانت وستظل كيانا صلبا وعنيدا ورابط الجأش.. ولعل هذا ما وضح مؤخرا فى المواجهة الإسرائيلية-الفلسطينية الأخيرة حيث نجحت فى حقن الدماء فى إقليم غزة ووقف الاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطينى ولو إلى حين..الأمر الذى لقى صدا دوليا ومباركة أوروبية وأمريكية بالأساس..فهذه القوى والكيانات الدولية تريد الاستقرار خاصة فى منطقة الشرق الأوسط تلك المنطقة الملتهبة من العالم ,وتريد تلك القوى أيضا الحفاظ على مصالحها وخاصة بعد أن تغيرت النظريات وأصبحت "الفوضى الخلاقة "والتى سبق استخدامها والترويج لها بين الشركاء سياسة عفى عليها الزمان ولم ينتج عنها سوى الخراب والدمار وعدم استقرار الدول والكيانات بأسرها.               

فعاليات مؤتمر باريس:

ولعل المؤتمر الدولى الاخير الذى استضافته فرنسا خلال مايو الماضى وشاركت فيه قوى دولية وإقليمية عديدة لدعم السودان فى الفترة الانتقالية وكذا لوقف الحرب الدائرة فى إقليم غزة  قد أثبت وبوضوح أن مصر كانت عند حسن الظن والتوقع بها  وحيث أثبتت قدرتها وجاهزيتها سواء فى منطقة الشرق الأوسط أو افريقيا للعمل والتنسيق الإقليمي والدولى والمحافظة على الأمن والاستقرار ودعم التنمية والمصالحة والمسار السياسى.ولعله وكما أورد الرئيس السيسى بنفسه  فى كلمته أمام القمة فان مشاركة مصر في هذا المؤتمر الهام، تأتي انطلاقاً من اقتناع راسخ لدينا بأن أمن واستقرار السودان هو جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة.

كما أن مشاركة مصر تعكس التزاماتها وإرادتها السياسية الثابتة بألّا تدخر جهداً لدعم استدامة السلام والتنمية والاستقرار في السودان، والحفاظ على وحدة أراضيه.                                               

ولقد التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي بعدد من الزعماء الأفارقة والشخصيات الدولية المشاركة في مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان الأمر الذى يعزز من تواصله الدائم والمستمر مع الشخصيات الدولية والاقليمية المرموقة.                    يوم أفريقيا : 

وفيما يخص أفريقيا: والتى لم يأتى الاحتفال بيومها مؤخرا "يوم إفريقيا"فى مصر يوم ٢٥ مايو"وهو ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية عام ١٩٦٣شكليا فقط بمجرد  إضاءة وتزيين مقر وزارة الخارجية المصرية أو عمل بعض اللقاءات الاحتفالية والتجمعات الرسمية الدبلوماسية والأكاديمية والعلمية أو حتى الغير رسمية والشعبية أو من منظمات المجتمع المدنى وخلافه.. ولكن الاحتفال جاء عمليا وواقعيا حينما التقى الرئيس/السيسى خلال  اسبوع الاحتفال بيوم  افريقيا بالعديد من قادة وزعماء افريقيا..كما شهد لقاء فرنسا كما سبق الذكر أنشطة إفريقية عديدة بجوار دعم كل من السودان وفلسطين. وتؤمن مصر ايمانا راسخا إن الإتحاد الأفريقى وآلياته يشكلان البنيان الذي تلتف حوله دول وشعوب القارة الأفريقية من أجل تعزيز بنية السلم والأمن في القارة الأفريقية، ودفع قضايا التنمية المستدامة ومكافحة الفقر والأمراض والأوبئة والإرهاب والتطرف، وهي أهداف تسعى الدول الأفريقية لبلوغها من خلال العمل على تنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠ وأجندة الاتحاد الأفريقي٢٠٦٣.                                                       

والواقع  إن مصر وهي تحتفل مع دول القارة بهذه الذكرى المهمة، فإنها تؤكد مجدداً تمسكها بالعمل الأفريقي المُشترك، والوصول لأهداف القارة والحفاظ على مصالحها ودعم أجندة الاتحاد الأفريقي كما تُناشد مصر المجتمع الدولي بأن يستمر في دعمه للقارة في مواجهة ما فرضته جائحة "كورونا" من تحديات جديدة تهدد الاستقرار ومسيرة التنمية، والبناء على ما تحقق من إنجازات على الصعيد القاري، ومنها دخول إتفاقية التجارة الحرة القارية حيز النفاذ خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي في عام ٢٠١٩..وبمناسبة "يوم أفريقيا "وافق: المجلس الأعلى للآثار على منح المواطنين الأفارقة تخفيض بنسبة 50٪؜ على رسوم دخول المواقع الأثرية والمتاحف المفتوحة للزيارة، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 25 مايو2021.            

زيارة  جيبوتى وتنامى الدور المصرى الأفريقى :أيضا زار الرئيس السيسى جيبوتي فيما له علاقة بالأوضاع فى منطقة القرن الأفريقى والتواصل مع الأصدقاء ,وهى الزيارة التى وصفت بأنها استراتيجية وهامة للغاية فى ضوء الظروف والملابسات التى تمر بها المنطقة. ولقد اتفق الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الجيبوتى إسماعيل عمر جيلة على أهمية العمل المشترك نحو توفير الدعم اللازم لزيادة الاستثمارات المصرية في جيبوتي، وإتاحة المجال أمام الشركات المصرية للمساهمة في مشروعات البنية التحتية، إضافةً إلى تيسير نفاذ المزيد من الصادرات المصرية إلى السوق الجيبوتية والمضي قدماً بافتتاح فرع لبنك مصر في جيبوتى.  

وأشار الرئيس خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره الجيبوتى إلى توافقهما على أهمية الإسراع بالإجراءات الخاصة بإنشاء المنطقة اللوجستية المصرية فى جيبوتى خلال الفترة المقبلة، لتيسير تصدير مختلف البضائع المصرية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون فى القطاعات ذات الأولوية، خاصةً فى مجال النقل وربط الموانئ، ومجال الصحة، حيث يجرى التنسيق بين الجانبين لإنشاء مستشفى مصرى فى جيبوتى، فضلا عن التعاون بمجال الاستزراع السمكى.. كما تم التطرق للعديد من النواحى الأمنية والاستراتيجية,خاصة وهى أول زيارة لرئيس مصرى لجيبوتى.

هذا ويمكن القول أن العلاقات الإفريقية  مع مصر وكذا علاقات مصر الإفريقية قد تغيرت تماما منذ قدوم الرييس السيسى إلى دفة الحكم فى يونية 2014وقد زادت الأهمية والالتزامات فى فترة تولى مصر رئاسة الاتحاد الافريقى ٢٠١٨/٢٠١٩..لكنها استمرت ايضا بعد الرئاسة..فلقد زادت الزيارات الرئاسية المصرية لافريقيا والافريقية لمصر..زاد التعاون الثنائى والاقليمى..زاد التبادل التجارى المصرى مع أفريقيا ,تكثف ونما التعاون المصرى والفنى مع دول القارة وفى العديد من المجالات .. استمرت رغبة مصر فى العمل والتنسيق مع الأشقاء الأفارقة ,ولقد زاد ثقل مصر ووضعها ومكانتها الدولية من دورها الراسخ فى القارة الافريقية.

   حقائق التميز الاقليمى  والدولى لمصر :ولا شك فإنه من متابعة مجريات الوضع الحالى  ومسار السياسات المصرية فى الشرق الأوسط وإفريقيا والعالم..يمكن أن نستشف الحقائق والإيجابيات التالية والتى تفيد بنجاح مصر وتميز سياستها إقليميا ودوليا على النحو التالي:                          

  -مشاركة مصر بإيجابية فى مؤتمر باريس لدعم السودان ومواجهة التطورات المتلاحقة وتداعيات الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة..وحيث تمت المشاركة المصرية على أعلى مستوى وبشكل ايجابى وهو ما أثار تقدير العالم كله :الولايات المتحدة وأوروبا  للدور المصرى وتصميمه.. هذا فضلا عن لقاءات الرئيس ومشاوراته على هامش المؤتمر.   

 - زيارة الرئيس السيسى كأول زيارة لرئيس مصرى لجيبوتى.. ونجاح الزيارة والتى أثبتت بنجاح الرؤية والاستراتيجية المصرية فى القرن  الأفريقى فى ظل الظروف والأوضاع الحالية.                                                                             -المشاركة الايجابية فى المناورة العسكرية الثالثة مع السودان "مناورة حماة النيل "وايجابيتها لكلا البلدين والمنطقة.بالاضافة لمناورات مشتركة أخرى مع باكستان والإمارات وغيرهما من القوى وما يمثله كل منهما من الأهمية والقدرة العسكرية وفى إطار التنسيق والتعاون العسكرى والاستراتيجي مع الأشقاء. 

  -التباحث مع قادة ومسؤلين  دوليين واقليميين من كافة الأطياف والانتماءات سواء  عبر الهاتف أو"أون لاين" وايفاد المسؤلين المصريين للخارج وفق ما تسمح به الظروف والمتطلبات.وهو يؤكد سلامة السياسة المصرية ونجاحها أيضا فى ادارة ملفاتها كافة.   

  -استحقاق  الرئيس السيسى لجائزة البرلمان العربى "مؤخرا"وهى وسام القائد ودلالتها "عربيا ودوليا" وهو بحق زعيم وطنى مخلص ويسعى لنحقيق مصالح الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره.