الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نهاية نتنياهو ومستقبل الحكومة الائتلافية

حالة صخب يشهدها الداخل الاسرائيلي في نهاية فترة  حكم  بنيامين نتنياهو الذي امتدت12عاما وهي أطول فترة لرئيس وزراء في السلطة بعد ان بات عاجزاً أمام كوارثه المتتالية فمن خسارة حليفه دونالد ترامب إلى الهزيمة المدوية في العدوان على غزة التي أظهرت إسرائيل الممزقة  ونتنياهو الضعيف وبلورت عنصرية اسرائيل القبيحة للعالم وابرزت الانقسام الذي ينخر في عضد المجتمع.
هل تتلاشى التصدعات التي احدثها نتنياهو بانتهاء ولايته اما ينجح في اجهاض تشكيل حكومة التغيير في فرصة اخيرة قبل جلسة الكنسيت للتصديق بمنح الثقة معركة حياة اوموت لثعلب الليكود تجعله شراسا امام مستقبل مظلم في ظل ملاحقات قانونية حول قضايا فساد استطاعت مظلة منصبه ان توفر له حصانة نسبية لابعاده عن مصيره المحتوم داخل  السجون.  
وجاء تشكيل حكومة ائتلافية في مفاجاة مدوية بعد نجاح زعيم المعارضة يائير لابيد وزعيم اليمين المتطرف  نفتالي بينيت ورئيس القائمة العربية الموحدة عباس منصور في الاتفاق علي حكومة موحدة وان حملت بين طياتها بذو فشلها فما بين بين ليبرالية واشتراكية يقع هذا الائتلاف المنقسم  حول مسائل الاقتصادية وامنية واضافة الي القضية الحساسة المتعلقة بالعلاقة بين الدين والدولة وانشقاقات لم يجمعها سوي الرغبة في الإطاحة بنتانياهو. 
وبالفعل بدا نتنياهو اجتماعاته مع كتلة اليمن المتطرف وقادة المستوطنين واعضاء حزبه مناروات لتفكيك  ائتلاف لابيد..بينت وضرب الكتلة التصويتة لزعزعة الاتفاق على أمل حدوث تصدعات في تحالف الائتلاف مغتنما صداقته الشخصية والحزبية برئيس الكنسيت الاسرائيلي لايجاد طريقة تعطل جلسة منح الثقة للحكومة الجديدة بمحاولة منع ادراجها في جدول الكنسيت وهو ما تخوله له صلاحياته كرئيس للكنسيت  ليعطي مساحة زمنية لمعسكر نتنياهو للانقضاض علي ائتلاف حكومة التغيير لمحاولة شق ائتلافها  وقلب الطاولة.
وفي نفس الوقت يرد له الجميل بعدنجاح نتنياهو ممارسة ضغوطه علي اعضاء يمين الائتلاف للانسحاب من حملة لتغيير رئيس الكنسيت قام مائير حتي يضمن عدم اطالة امد جلسة منح الثقة ونتنياهو ان استمريحقق نجاحات بهذة القوة سوف يمثل تهديدا حقيقيا ضد الائتلاف الهش الذي يتكون من اقل اغلبية يمكن ان تشكل بها حكومة والذي يمكن لمقعد واحد اذ انشق عنها ان يبطل التصويت عليها. 
وفي مداعبة للداخل الاسرائيلي للتاثير علي نوابه اتهم نتنياهو بينيت بانه باع نفسه للقائمة العربية بموافقته علي بعض مطالبها بشان الغاء قانون هدم المنازل العربية والاعتراف بمعظم التجمعات البدوية في النقب والوعد بتخصيص52مليار شيكل تمويل حكومي للقطاع العربي مقابل  سماحه بالابقاء علي 3تجمعات بدوية فقط وتخصيصه15مليارشيكل كدعم للقطاع العربي اضافةالي عدم مواقفته علي السماح للقائمة العربية ان تكون جزء من ائتلافه لكن هل يستجيب الداخل  للمرواغة التي يجيدها زعيم الليكود وينسي المرارة التي تجرعها بعدحرب ل11 يوم في مايو الماضي وينهي حالة الجدل والاستقطاب داخل المجتمع الإسرائيلي.
ورغم اعلان لابيد ان الحكومة الجديدة ستكون في خدمة جميع مواطني إسرائيل وستحترم من يعارضها وستبذل قصاري جهدها لتوحيد كافة اطياف المجتمع الإسرائيلي الا ان الكثيرين يرون في هذا التحالف الهش خيانة لأفكار اليمين واليسار.
لكن ماذا عن عرب48الذين يمثلون20%من عدد سكان اسرائيل وهل تنخدع الفصائل الفلسطينيية بالحكومة الجديدة بعد اعلان رئيس القائمة العربية حصوله علي وعود بامتيازات مالية واجتماعية وسياسية لتحسين اوضاع الفلسطنين وهل يستطيع منصور عباس ان يثمن اتفاقه مع حكومة لابيد ليفيت ويقدم حلولاً للقضايا الملحة داخل المجتمع العربي اما سيكتفي بالمغانم  الشخصية خاصة مع تصريح الاخير انه يفخر بأنه قتل عددا كبيرا من الفلسطينيين ومستعدا لقتل المزيد منهم في المستقبل .
كل الاحتمالات مفتوحة وخاصة انه حال فشل المعسكر المناهض لنتنياهو تشكيل حكومة يمكن أن يطلب61 نائبا من رئيس الدولة تكليف عضو برلمان برئاسة الحكومة سيسعى نتنياهو أولا إلى ضمان بقائه في رئاسة حزب الليكود ليتوفر له الغطاء السياسي لاسقاط الحكومة البديلة مستغلاً التناقضات الداخلية بين يسار ويمين بين محافظين وليبراليين
لكن ماذا لو نجح تيار التغير في تشكيل الحكومة وهل تنهي  الأزمة السياسية في إسرائيل وهوما قد يواجه بالفشل لحكومة تجمع متناقضات حادة من جانب ومن جانب أخر لن يترك معسكر اليمين المتطرف هذا الكوكيتل غير المسبوق المتالف من 8أحزاب2من اليسار و2من الوسط و3من اليمين اضافة الي القائمة العربية بايدلوجياتها المتناقضة ان تكون فاعلة في سياسة الدولة العبرية فالامر لهم لن يتوقف علي الاطاحة بنتنياهو لكنه يحمل معه بداية تفكك اليمين الإسرائيلي وتآكله وهو الذي هيمن على الساحة السياسية الإسرائيلية في العشرين عاما الماضية.
أما السيناريو الاسوأ الذي يخشاه الناخبون هو الدعوة لانتخابات جديدة تكون الخامسة خلال  قرابة العامين لكن الاهم هو دلالة مايحدث في إسرائيل  الكاشف للازمة السياسية والحزبية والذي يطرح سؤالا جوهري حول مايجري في المجتمع الاسرائيلي وهل ينذر بمواجهات داخلية نتيجة حالة الاستقطاب والتنافر بين مكوناته وهل ستقف الولايات المتحدة الراعي الاصيل لاسرائيل التي اعلنت أنها ستبقى حليفتها في كل الأحوال موقف المتفرج من هذا تداعيات ربيع عبري.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط