الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المفتي: تنظيم النسل جائز والإجهاض حرام شرعا إلا بمبرر طبي.. ويؤكد: حذرنا من المفاهيم المغلوطة المتعلقة بالزيادة السكانية

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

مفتي الجمهورية:

- دار الإفتاء لديها منهجية متكاملة نابعة من فهم العلماء الأوائل على مدى التاريخ

- منهجية دار الإفتاء تراعي السياق المجتمعي والواقع المعيش فيه والقوانين

- سنصدر قريبًا جدًا موسوعة "المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية"

- الشرع الكريم أرشدنا إلى اللجوء إلى أهل الاختصاص 

- دار الإفتاء أول من حذر من مصطلح الدولة الإسلامية لداعش 

 

 

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن دار الإفتاء لديها منهجية متكاملة نابعة من فهم العلماء الأوائل على مدى التاريخ، ومن حضارة فقهية ومنهجية لم يشهد التاريخ مثلها.

 

وأوضح «علام» خلال لقائه في برنامج «تحت الشمس» مع الإعلامي الدكتور معتز عبد الفتاح، الذي عُرض على قناة الشمس الفضائية اليوم، أن منهجية دار الإفتاء تراعي السياق المجتمعي والواقع المعيش فيه والقوانين مع مراعاة ضوابط وأحكام الشرع وقت إصدار الفتاوى، مؤكدًا عراقة دار الإفتاء التاريخية باعتبارها المؤسسة الأهم في مجال الفتاوى ومعالجتها، وكونها أول مؤسسة دينية تغزو الفضاء الإلكتروني لنشر صحيح الدين ومواجهة الفكر المتطرف.

 

وسائل التواصل الاجتماعي
وأشار إلى أن دار الإفتاء المصرية تولي أهمية بالغة لوسائل التواصل الاجتماعي نظرًا لما لها من قوة وقدرة على التأثير في الناس والوصول إلى أعداد كبيرة لا يمكن الوصول إليهم بالوسائل التقليدية، كما أن هذا الاهتمام يندرج في إطار خطة الدار لتجديد الخطاب الديني وتطوير آلياته؛ وجاء متوافقًا ومتناغمًا مع دعوة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية لتجديد الخطاب الديني.

 

المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية

وأعلن المفتي، عن أن دار الإفتاء المصرية ستصدر قريبًا جدًا موسوعة «المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية»، تجمع هذه المعلمة مبادئ وأركان العملية الإفتائية، وتدعم التطبيق الأمثل للإفتاء على المستوى المهاري والمؤسسي.

وشدد على أن الشرع الكريم قد أرشدنا إلى اللجوء إلى أهل الاختصاص كلٍّ في تخصصه؛ وسؤال أهل الذِّكْر إذا خَفِي علينا شيء؛ فقال تعالى: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» (النحل: 43)، والمراد بأهل الذكر: هم أهل التخصص والعلم والخبرة في كل فنٍّ وعلمٍ.

 

خطورة التكلم في علوم الدين بغير علم

وألمح إلى أن التكلم في علوم الدين بغير علم يئول إلى فساد في الاعتقاد والدين، وكذلك التجرؤ في كافة التخصصات الأخرى من طب، وصيدلة، وهندسة، وغيرها قد يئول إلى فساد في الأنفس، وقد يعرض حياة الإنسان إلى الخطر، ومن المقاصد الشرعية العليا حفظ النفس، وتعد أهم الضروريات المقاصدية الخمس التي قام على أساسها الشرع الشريف؛ فكان حفظها أصلًا قطعيًّا، وكليةً عامةً في الدِّين؛ ولذا وجب احترام التخصص، وخاصة عند تداخله في الفتوى؛ فالفتوى واقعة معينة تراعي أحوال وحال المستفتي.

 

خطورة داعش الإرهابية
واستعرض المفتي مجهودات الدار في مواجهة التطرف والإرهاب ودورها في توضيح صحيح الإسلام ومحاربة الأفكار المتطرفة التي تروج لها الجماعات الإرهابية مثل داعش وغيرها، مشيرًا إلى أن الدار أول من حذر من التسليم والرضا بمصطلح الدولة الإسلامية التي ادَّعتها داعش الإرهابية، لأن مجرد تداوله يُعد إقرارًا لكيانهم غير الشرعي.


ولفت إلى أن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم هيئة عالمية متخصصة مقرها دار الإفتاء المصرية، وكان إنشاؤها من توصيات أول مؤتمر لدار الإفتاء في 2015م، وتقوم بالتنسيق بين دُور الفتوى والهيئات الإفتائية العاملة في مجال الإفتاء في أنحاء العالم بهدف رفع كفاءة الأداء الإفتائي لتلك الجهات، مع التنسيق فيما بينها لإنتاج عمل إفتائي علمي رصين، ومن ثَمَّ زيادة فعاليتها في مجتمعاتها حتى يكون الإفتاء أحد عوامل التنمية والتحضر للإنسانية.

 

وواصل: أن التعاون لا يعني ذوبان كيان إفتائي واندثاره بل يعني التعاون والتكامل. وقد حددت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم وذلك تحت مظلة دار الإفتاء المصرية يوم 15 ديسمبر «اليوم العالمي للإفتاء» بناء على توصية من المؤتمر العالمي الخامس لدور وهيئات الإفتاء المنعقد في القاهرة تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي" وقد أوصت الأمانة العامة في البيان الختامي بإطلاق اليوم العالمي للإفتاء يوم 15 ديسمبر من كل عام وهو ذكرى إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم .


وأردف: «إننا في دار الإفتاء المصرية ومنذ سنين طويلة نحذر من المفاهيم المغلوطة المتعلقة بالزيادة السكانية التي تدعو للتكاثر بلا مبرر، ولكن في نفس الوقت أكدنا أن الإجهاض محرم شرعًا، وأنه بمجرد أن يخلق الله سبحانه وتعالى الجنين، منذ لحظة التلقيح، فقد أصبح هذا الجنين في حماية شرعية وقانونية، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن نتخذ من الأسباب ما يجهض هذا الجنين، إلا إذا وجدت أسباب طبية قوية، بتقرير من طبيب، توضح أن في بقاء هذا الجنين خطرًا على الأم».

 

فتاوى وباء كورونا 

وأفاد بأن دار الإفتاء المصرية أدلت بدلوها في التعامل مع ظروف وباء كورونا منذ اللحظات الأولى لظهوره، بصفتها أعرق المؤسسات الإفتائية في العالم كله، حيث وجهت مع البدايات الأولى لظهور عدوى الفيروس بتوظيف كل الإمكانيات العلمية والشرعية والتخصصية والتقنية للتعامل مع النازلة، والتأصيل لمواجهة الأزمة، ولإنجاز هذه المهمة الجليلة.

 

واستطرد: أنه تم تناول جل الجوانب التي يمكن أن تتأثر بهذا الوباء، بدءًا من الموقف العقدي، إلى الجانب الروحي، إلى الأداء الشعائري، إلى التناول الفقهي، إلى السلوك الأخلاقي إلى الحراك الاجتماعي، إلى التفاعل الوطني، إلى الالتزام القانوني… وغير ذلك مما يحيط به من أحوال وظروف فردية ومجتمعية ووطنية ودولية".

 

وأكمل: أن دار الإفتاء قد أصدرت العام الماضي كتابًا ضخمًا بعنوان "فتاوى النوازل لتقديم معالجة شرعية وإفتائية للمستجدات التي تتعلق بوباء كورونا" متضمنًا عشرات الفتاوى المتعلقة بالوباء، فضلًا عن ضوابط أداء العبادات على الوجه الذي يقي خطر استشراء البلاء وبلواه، وتأصيلًا لمشروعية اتخاذ الإجراءات التي تحد من انتشاره وتقلل من عدواه، وتفصيلًا لكيفية التعامل مع مرضاه، وتوضيحًا لطرق دفن موتاه.

وأكد مفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء المصرية رأت ضرورة تكثيف وجودها في مواقع التواصل الاجتماعي لما لها من تأثير ومميزات كثيرة، منها سرعة الانتشار واستخدام الشباب لها ووجودهم بشكل مستمر، حيث تمثل أسلوب التواصل العصري الجديد، فكان لا بد من التواصل من خلالها وإيصال المعلومات الدينية بشكل يستطيع الشاب تناوله والتفاعل معه.

وتابع: وخلال الفترة السابقة كان لدار الإفتاء المصرية جهود ووجود في كل وسائل التواصل الاجتماعي بلا استثناء، وأهمها موقع الفيس بوك بعدد 18 صفحة بأكثر من لغة، ومنها الصفحة الرسمية للدار بعدد متابعين تخطى الـ 11 مليون متابع.

ونوه بدور مرصد الفتاوى التكفيرية الذي أنشأته الدار في عام 2014 لرصد الفتاوى الشاذة والمتطرفة، والرد عليها بأسلوب علمي وشرعي، حيث يعمل على مدار الساعة، وقد أصدر أكثر من 600 تقرير بلغات مختلفة، وكان بالمرصاد لكل الأفكار المغلوطة، منها على سبيل المثال أفكار الإخوان كادِّعاء السلمية أو المظلومية وغيرها من الأفكار المغلوطة، فقد استندنا إلى كتابات المحايدين، فضلًا عن المنشقين عنهم، متتبعين كافة الحركات الإرهابية المنبثقة عنهم حتى حركة حسم المنحرفة الإرهابية.

وأشار المفتي إلى العديد من الجهود الأخرى كالمؤلفات العلمية الرصينة التي صدرت والتي ستصدر في شكل موسوعات تؤسس لقواعد الإفتاء ولمنهجية الفتوى فضلًا عن الاهتمام بنبض الشارع وما يشغل المواطن من هموم لها علاقة بالفتوى والشرع، جنبًا إلى جنب أبحاث ودراسات وفتاوى استشراف المستقبل لقضايا الإفتاء المستقبلية لتكون الدار مستعدة لمواجهة المستقبل.

وأثنى الدكتور معتز عبد الفتاح على رؤية الدار في قضية تنظيم النسل، فيما أكد فضيلة المفتي على أنه لا مانع من اتِّخاذ الدولة ما تراه من وسائل وتدابير لتنظيم عملية النسل وترغيب الناس فيه، مشيرًا إلى أن الكثرة من غير قوة داخلة في الكثرة غير المطلوبة التي هي كغثاء السيل، لافتًا إلى أن هناك اتساقًا بين جميع النصوص الشرعية التي تدعو لرخاء الإنسان وتحقيق استقراره، ولا تتعارض مع التوازن بين عدد السكان وتحقيق التنمية، حتى لا تؤدي كثرة السكان إلى الفقر.

وشدد المفتي على أنه لا مانع شرعًا من تنظيم النسل أيًّا كان السبب، سواء لحاجة أو لأمر ضروري أو تحسيني؛ فهذا السبب لا يمنع ولا يتعارض أبدًا مع قضاء الله وقدره؛ فالرزق مكفول لكل إنسان، ولكن على الإنسان أن يسعى في تحصيل هذا الرزق، وأن يبذل كل وجه متقن يتوافق مع الحياة والواقع، ثم يتوكل بعد ذلك على الله عز وجل".