الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ساعات على القمة الأمريكية الروسية

لقاء محفوف بالمخاطر.. رجل المخابرات الروسية على موعد مع العم جو الأمريكي

فلاديمير بوتين وجو
فلاديمير بوتين وجو بايدن

يستعد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في العاصمة السويسرية جنيف، في اجتماع مغلق وصفته وسائل إعلام أمريكية بأنه "محفوف بالمخاطر".

وبوتين الذي ترعرع في عش جهاز المخابرات السوفيتي سابقًا "كي جي بي" واجه خلال الأيام الماضية اتهامات وانتقادات من قبل بايدن، والذي يلقب أيضًا بـ "العم جو"، وكان أكثر تلك الانتقادات حدة هي وصف بايدن لبوتين بـ "القاتل".

وتقول شبكة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية، في تقرير لها حول اللقاء المرتقب، إن اجتماع بوتين وبايدن سيكون أحد أهم "المسرحيات الجيوسياسية" خلال العام الجاري.

ولقاء الزعيمين المزمع عقده غدًا لن يكون الأول، حيث التقى بايدن بوتين عندما كان نائبًا للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وكان بوتين يشغل منصب رئيس وزراء روسيا آنذاك.

ومن المتوقع أن تتسم تلك القمة بنبرة مختلفة تماما عن القمة التي جمعت بوتين بالرئيس السابق، دونالد ترامب في يوليو عام 2018 في العاصمة الفنلندية هلسنكي، حيث أصر ترامب أن يلتقي ببوتين في قمة منفردة بدون أي مساعدين، وهو ما أثار مباعث القلق لدى الكثيرين من أن رجل المخابرات الروسي السابق سيتمكن من نظيره الأمريكي.

وأعلن كلا الجانبين أنهما لا يتوقعان نتائج مثمرة من اللقاء بسبب فجوة الخلافات بين البلدين، لكنهما أشارا إلى أن الحوار سيكون خطوة مهمة لمحاولة ضبط مسار العلاقات بين موسكو وواشنطن.

فلاديمير بوتين وجو بايدن

سجن المعارض الروسي أليكسي نافالني

تقول شبكة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية في تقريرها المطول حول القضايا المحتمل مناقشتها خلال لقاء بايدن وبوتين، إن روسيا أصبحت منبوذة لدى الغرب بعد سلسلة الحوادث التي ضلعت فيها موسكو خلال السنوات الأخيرة، والتي تسببت في إدانة المجتمع الدولي واستنكاره لها.

وكان سجن المعارض الروسي نافالني آخر تلك الإجراءات التي تسببت في توتر العلاقات بين روسيا والغرب، ففي يناير الماضي، ألقت السلطات الروسية القبض على نافالني لدى عودته من رحلة علاج من برلين، وذلك عقب تعرضه لحالة تسمم على متن طائرة كانت في طريقها إلى سيبريا، ووجهت حينها أصابع الاتهام لموسكو بالوقوف ورائها.

وقال بوتين في حوار مع شبكة "إن.بي.سي" الأمريكية، إنه لا يستطيع ضمان خروج نافالني من السجن، نظرًا لإدانته بعدة قضايا، مضيفًا: "قرارات الخروج من السجن في روسيا لا تتخذ من قبل الرئيس".

أليكسي نافالني

الهجمات السيبرانية

من المتوقع أيضًا أن يعرب بايدن عن قلقه خلال لقائه ببوتين حيال الهجمات الإلكترونية المطالبة بالفدية، والتي تعرضت لها عدة مؤسسات في الولايات المتحدة، من جانب قراصنة روس.

وقامت مجموعة قرصنة إلكترونية معروفة باسم "دارك سايد" ويشتبه فيها بأن لها علاقة بمجرمين روس، بإطلاق هجمات إلكترونية على شركة غاز أمريكية، أجبرتها على وقف إمدادات الطاقة في خطوط أنابيب بطول 5.500 ميل مؤقتًا، ما أدى إلى انقطاع ما يقرب من نصف إمدادات الوقود في الساحل الشرقي وتسبب في نقص البنزين في الجنوب الشرقي.

وقال بايدن في هذا الصدد: "حتى الآن لا يوجد لدينا دليل من المخابرات حول ضلوع روسيا في تلك الهجمات، على الرغم من أن منفذي تلك الهجمات يتواجدون في روسيا. هم يتحملون بعض المسؤولية في ذلك".

من جانبه، نفى الكرملين تلك المزاعم وقال إنها محاولة لخلق جو غير ملائم قبل انعقاد القمة الأمريكية الروسية.

وفي أبريل الماضي، فرضت واشنطن عقوبات على روسيا بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، وشن هجمات إلكترونية على مؤسسات أمريكية، ومحاولة التأثير على الانتخابات، كما قامت الإدارة الأمريكية بطرد 10 دبلوماسيين روس من الولايات المتحدة.

في المقابل، قررت الحكومة الروسية طرد 10 دبلوماسيين أمريكيين من سفارة واشنطن بموسكو، في إجراء قالت إنه مبني على مبدأ الرد بالمثل، كما فرضت عقوبات على 8 مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، من بينهم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، ومديرة المخابرات الوطنية أفريل هاينز.

فلاديمير بوتين في حواره مع قناة NBC الأمريكية

أوكرانيا وانضمامها لحلف الناتو

أعلن الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي أمس أجراه عقب قمة حلف الناتو، أن الولايات المتحدة تعتزم مساعدة أوكرانيا لتواجه النفوذ الروسي، واصفًا قيام روسيا بتحريك قواتها نحو الحدود الأوكرانية بـ "العدوان".

في المقابل، رد بوتين على تلك الاتهامات قائلًا، إن روسيا لديها مطلق الحرية في تحريك قواتها داخل حدودها، مشيرًا إلى أن حلف الناتو ينشر قواته قرب الحدود الروسية بشكل استفزازي.

وحول إمكانية انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، أكد بوتين أن موسكو تتعامل مع هذه المسألة على محمل الجد، معتبرًا أن نصب صواريخ الناتو في كييف يشكل تهديدًا على أمن روسيا ويقلل من وقت وصول صواريخ حلف الناتو إلى موسكو إلى 15 دقيقة فقط.

الرئيس الأوكراني والأمين العام لحلف الناتو (أرشيفية)