الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روسيا ترفض مقترح تمديد آلية نقل المساعدات إلى سوريا عبر الحدود

صدى البلد

أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن موسكو لا تؤيد خطة نقل المساعدات إلى سوريا عن طريق معبري باب الهوى على الحدود مع تركيا والعراق.

وصرح نيبينزيا، خلال اجتماع لمجلس الأمن الأربعاء: "قلنا منذ البداية إن تصريحات شركائنا حول استئناف عمل المعابر الحدودية فكرة سيئة".

وأشار نيبينزيا إلى أن آلية نقل المساعدات عبر الحدود "تخرق بشكل كامل مبادئ تقديم المساعدات الإنسانية وأحكام القانون الدولي"، وأوضح: "حينما مددنا العام الماضي نقل المساعدات عبر الحدود لسنة إضافية، حتى 10 يوليو، أكدنا أنه إضافة إلى ذلك يجب ضمان الدعم عبر خطوط التماس في أراضي سوريا بشكل مستقر".

ويقتضي مشروع قرار مجلس الأمن الدولي حول إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود إبقاء عمل معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا واستئناف معبر اليعربية على الحدود مع العراق.

وفي يوليو 2020 تبنى مجلس الأمن قرارا حول تمديد آلية إيصال المساعدات إلى سوريا عبر حدودها، والتي كانت تعمل منذ العام 2014. وفي البداية كانت المساعدات تدخل الأراضي السورية عبر أربعة معابر هي باب السلام وباب الهوى من تركيا واليعربية من العراق والرمثا من الأردن.

وكانت روسيا وسوريا تصران على تقليص عدد المعابر، مع تقدم عملية استعادة الحكومة السورية سيادتها على أراضي البلاد، وظهور إمكانية لإيصال المساعدات من داخل سوريا بالتنسيق مع سلطاتها الرسمية، وفقا لأحكام القانون الإنساني الدولي.

وفي وقت سابق، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن معارضة موسكو لمشروع قرار جديد تم طرحه في مجلس الأمن الدولي بشأن فتح ممر ثان لنقل المساعدات عبر الحدود إلى سوريا.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم الأربعاء في أنطاليا مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو: "إذا كنا قلقين في الواقع من المشاكل الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوري فينبغي النظر إلى مجمل الأسباب التي أسفرت عن ظهور هذه المشاكل، ابتداء من العقوبات، بما فيها قانون القيصر الخانق وغير الإنساني الذي تبنته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب".

وأضاف: "هذا بالإضافة إلى الاستيلاء غير المشروع على الأصول السورية في المصارف الغربية بطلب من واشنطن ما لا يمكن وصفه إلا بمجرد النهب، ورفض شركائنا ضمان تقديم المساعدات الإنسانية بوساطة المنظمات الدولية عبر دمشق وعبر خطوط التماس إلى جميع المناطق التي لا تزال خارج سيطرة الحكومة حتى الآن".

وأكد وزير الخارجية الروسي أنه بحث من هذه الزاوية اليوم مع نظيره التركي مستجدات الوضع في سوريا، مؤكدا أن موسكو كانت ولا تزال تنطلق من هذا الموقف.

وفي معرض تعليقه على مشروع القرار الجديد الذي قدمته النرويج وإيرلندا إلى الأمم المتحدة، شدد لافروف على أن هذه المبادرة "تتجاهل بشكل تام ما تحدثت عنه الآن".

ووجه لافروف بهذا الصدد انتقادات شديدة إلى "تصرفات الاتحاد الأوروبي غير المقبولة"، قائلا إن بروكسل "عندما تحاول مساعدة اللاجئين تنظم مؤتمرات وتدعو إليها الأمين العام للأمم المتحدة وتتصرف كأن هذا الموضوع لا يخص الحكومة السورية إطلاقا".

ولفت الوزير الروسي إلى أن الأموال والموارد التي يجري تخصيصها بموجب مخرجات هذه المؤتمرات لا تأتي إلى سوريا بهدف إنشاء بنى تحتية أساسية مطلوبة لعودة اللاجئين بل إلى دول المنطقة التي تستضيف هؤلاء اللاجئين منها تركيا والأردن ولبنان، مرجحا أن هذا السلوك يهدف إلى تثبيت هذا الوضع كي يستمر تواجد اللاجئين السوريين في أراضي هذه الدول حتى ما لا نهاية.

وتابع لافروف "لا بد من النظر بشكل صريح إلى كل ما تسبب في الصعوبات الخطيرة جدا التي يعاني منها الشعب السوري حاليا، ونحن مستعدون لاستعراض هذا الوضع بشكل متكامل، وهذا ما بحثناه اليوم".

وشدد لافروف على أن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية يشكل أولوية حددها مجلس الأمن الدولي، معربا عن أسف روسيا إزاء "رؤية محاولات زرع نزعات انفصالية في شرق الفرات بدعم مالي ومادي من الخارج".

ووصف وزير الخارجية الروسي هذه المحاولات بأنها غير مقبولة إطلاقا، مؤكدا التزام موسكو الثابت بالمبادئ الأساسية لـ"صيغة أستانا" الخاصة بالتسوية السورية.