الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمريكا وروسيا وكندا.. حرائق تضرب أكثر بلاد العالم برودة بسبب الحرارة.. صواعق تجبر سكان كولومبيا البريطانية على الفرار.. غابات كاليفورنيا تشتعل.. والنيران تلتهم براري سيبيريا | فيديو

حرائق غابات
حرائق غابات

لطالما اقترنت سيرة دول نصف الكرة الأرضية الشمالي مثل الولايات المتحدة وكندا وروسيا بالصقيع والبرد والجليد، لا سيما وهي الأكثر قربا من القطب الشمالي، المنطقة الأكثر برودة في الكوكب.

لكن موجة شديدة الحرارة تعصف بنصف الكرة الشمالي هذه الأيام سببت حرائق عملاقة في البلدان الثلاث تكافح فرق الإطفاء بصعوبة للسيطرة عليها وإخمادها.

 

صواعق تجبر سكان كولومبيا البريطانية على الفرار

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، يشتعل في هذه الأثناء أكثر من 130 حريقاً في غابات كندية في جميع أنحاء غرب البلاد في أعقاب موجة الحر التي حطمت درجاتها أرقاما قياسية هناك.

وقالت الحكومة الفيدرالية الكندية إنها سترسل طائرات عسكرية، لمساعدة عمال الطوارئ الذين يكافحون للسيطرة على الحرائق في مقاطعة كولومبيا البريطانية التي تُعدّ ثالث أكبر مقاطعات كندا من حيث تعداد السكان.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، اضطر السكان إلى الفرار من قرية ليتون في الإقليم ذاته بعد أن أتت عليها النيران.

ودُمرت قرية ليتون، التي سجلت أعلى درجة حرارة في كندا على الإطلاق عند 49.6 درجة مئوية يوم الثلاثاء، بعدما أجبرت النيران التي اندلعت في القرية - على بعد حوالي 260 كيلومترا شمال شرقي فانكوفر - سكانها البالغ تعدادهم نحو 250 نسمة على الفرار تاركين أمتعتهم وراءهم مساء الأربعاء.

وقالت دائرة مكافحة حرائق الغابات في مقاطعة كولومبيا البريطانية، أمس الجمعة، إن 136 حريقا اندلع في أنحاء المقاطعة، بعد نحو 12 ألف صاعقة برق في اليوم السابق.

وسُجلت درجات حرارة عالية بشكل غير طبيعي، في مساحات شاسعة من أمريكا الشمالية خلال الأيام الأخيرة.

ويقول الخبراء إنه من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة تواتر الظواهر الجوية المتطرفة، مثل موجات الحر الشديدة والبرد القارس. ومع ذلك، فإن ربط أي حدث منفرد بالاحتباس الحراري أمر معقد.

غابات كاليفورنيا تشتعل

وفي ولاية كاليفورنيا الأمريكية، يعمل مئات من رجال الإطفاء على احتواء ثلاثة حرائق غابات التهمت أكثر من 15 ألف هكتار في شمال كاليفورنيا، بما في ذلك في منطقة سياحية كانت تستعد لاستقبال عدد كبير من الزوار في عطلة نهاية الأسبوع.

وذكرت قناة "فرانس 24" أن السلطات أمرت بعمليات إجلاء على طول بحيرة شاستا، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والرياح على انتشار الحرائق. وقد دمّر نحو 40 مبنى، بما في ذلك ما لا يقل عن ستة منازل بالقرب من لايكهيد.

النيران تلتهم براري سيبيريا

وعلى صعيد متصل، يكافح آلاف الأشخاص حرائق الغابات والبراري المستعرة في روسيا ولا سيما في شرقى سيبيريا.

وفي جمهورية ياقوتيا الروسية المعروفة أيضاً باسم ساخا، توجد هناك 196 من حرائق الغابات المستعرة والتي تؤثر على مساحة 288460 هكتار وهي مساحة تزيد على مساحة لوكسمبورغ، وذلك حسبما أعلنت السلطات الروسية اليوم السبت.

وتخضع حالياً المنطقة ذات الكثافة السكانية المنخفضة لحالة طوارئ. وفي الوقت ذاته أرسلت منظمة جرينبيس المناصرة لحماية البيئة متطوعين إلى المنطقة، من أجل حماية الحديقة الوطنية الشهيرة بأعمدتها، والتي أصبحت أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2012. وتقول منظمة جرينبيس إن الوضع سيء بشكل خاص هذا العام في المنطقة التي يصعب الوصول إليها.

وفي جميع أنحاء روسيا، سجلت وكالة حماية الغابات 264 حريقاً في الغابات كما أدرجت مناطق متضررة تبلغ مساحتها 325526 هكتار. وتم نشر أكثر من 4700 من الأفراد ومئات المركبات و25 طائرة ومروحية لإخماد الحرائق.

وأكد تقرير للأمم المتحدة أن تغير المناخ يمكن أن يدفع 100 مليون شخص إضافي إلى الفقر بحلول عام 2030، وأن ثمة حاجة إلى موارد مالية كبيرة واستثمارات سليمة ونهج عالمي منتظم للتصدي لهذه الاتجاهات المقلقة.

ودعت الأمم المتحدة في تقريرها إلى ضرورة توافر الموارد اللازمة والاستثمارات الكبيرة، والتعاون الدولي، باعتبارها شروطا ضرورية للتعاون في مجال المتغيرات المناخية ومواجهتها، مشيرة إلى أنه منذ أكثر من عقد من الزمن، التزمت البلدان المتقدمة بحشد 100 مليار دولار سنويا بشكل مشترك، بحلول عام 2020 لدعم العمل المناخي في البلدان النامية.

وشددت الأمم المتحدة على أن تغير المناخ بات يمثل تهديدا خطيرا للغاية للبشرية، وبينما توجد حلول لا حصر لها لمعالجة ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "التهديد الوجودي" في عصرنا، لا يزال من غير الواضح تماما كيف سيتم دفع هذه الحلول قدما.