قاد الشهيد العقيد أركان حرب «أحمد صابر منسي»، واثنان وعشرون جنديا وضابطا ملحمة تاريخية سالت فيها دماؤهم الباسلة والشريفة؛ ليروا بها أرض الفيروز في السابع من يوليو 2017.
4 سنوات ثقال مرت على ملحمة «كمين البرث» التي قدم فيها مجموعة كبيرة من أبطال الكتيبة 103 صاعقة والكتيبة 83 صاعقة أرواحهم فداء للوطن وحفاظا على عزته وكرامته وفي سبيل دحر ضباع الإرهاب الأسود.
في مثل هذا اليوم اخترقت رصاصات الغدر صدور وظهور أبطال ملحمة «البرث»؛ لتنهمر دماؤهم الباسلة على زيهم العسكري الموقر لافظين الشهادة وهم يقاتلون دواعش الإرهاب، ليخلد اسم العقيد منسي ورجاله بحروف من ذهب في صفحات السجل العسكري المصري المشرف.
وكان من بين الشهداء الجندي المقاتل علي علي السيد، الذي حارب بكل قوة وبسالة ووطنية غير عابئ برصاصات الغدر التي يطلقها دواعش العصر إلى أن لقي ربه شهيدا.
بطولة العسكري علي السيد كانت من نوع خاص، وتحدث عنها جميع رجال الصاعقة حاملين في قلوبهم الحزن الممزوج بفرح الشهادة لأنه فدى زملاءه حتى الموت.
وبهذه المناسبة يستعرض موقع «صدى البلد» أهم المعلومات عن الجندي المقاتل علي علي السيد في السطور التالية:
22 عاما
الشهيد علي علي السيد، 22 سنة، من مواليد قرية الدغايدة التابعة لمركز الجمالية، بمحافظة الدقهلية، والعسكري علي هو الأصغر بين أشقائه، كان يعمل في مجال (الجبس)، وحصل فقط على الشهادة الابتدائية ولم يكمل تعليمه، التحق بالصاعقة قبل استشهاده بعام ونصف العام.
ملحمة البرث
فى 7 يوليو عام 2017، كانت هناك معارك شرسة يخوضها رجال القوات المسلحة ضد العناصر الإرهابية، لدى استهدافهم كمين البرث في شبه جزيرة سيناء، وهو الكمين الذي كان يقوده البطل الشهيد أحمد منسي، وخلال المعارك فوجئ الجندي مقاتل بطل شهيد علي علي السيد، بعنصر إرهابي يمسك في يده رشاشا متعددا، ويستعد لتصفية زملائه في إحدى كتائب الصاعقة.
العسكري علي لم يتردد ثانية واحدة خلال الملحمة، فتارة حمل السلاح ليدافع عن وطنه وعرضه، وتارة أخرى صدَّر نفسه في وجه الرشاش المتعدد حتى لا يموت كل أبطال كتيبته جراء استهدافهم من تلك العناصر الإرهابية.

أمنياته الشهادة
كان البطل علي يتمنى الشهادة فقاتل حتى النهاية،حيثاستقبل في ظهره 60 طلقة كاملة خرمت جسده بالرصاص، ليحمي زملاءه من مفاجأة استهدافهم بالمتعدد، ليتوجّهوا للعنصر الإرهابي ويقضوا عليه ويحميهم بروحه الطاهرة.
لم يكن ضابطاً، وكانت أقصى أمنياته لدى دخوله للقوات المسلحة أن يقضى فترة تجنيده سريعاً ليخرج ليواصل حياته، لكن الله أراد أن يمكث في الجنة حيث الراحة الدائمة.
أنا هبقي السابع
وروت والدة الشهيد أن نجلها قبيل سفره في آخر أيام إجازته قبل استشهاده، احتضنها بقوة وقبلها، ثم سألها «أنتِ ميّت كام ابن ليكى قبل كده؟، لترد عليه قائلة: (6)، فقال: (أنا هابقى السابع، نفسى أموت شهيد يا ماما)»، وهي الأمنية التي حققها ببطولة فريدة وما زال يتحاكى عنها رجال قواتنا المسلحة حتى اليوم رغم مرور 4 أعوام كاملة على استشهاد البطل القوي العسكري علي.
العسكري علي من الشجعان
وأخذ رجال الصاعقة بثأر الشهيد؛ ليقتلوا المجموعة الإرهابية التي استهدفتهم عن آخرهم، وأطلق اسمه على عدد من المنشآت تكريماً له، كما خلده نشيد قالوا إيه، حينما قيل عنه «العسكري علي من الشجعان، مات راجل وسط الفرسان».