الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لعنة التذكرة| بعد وقائع الصفع والسب والوفاة.. الكمسري « سيد قراره» أم «عبد المأمور» ؟

صدى البلد

لازالت لعنة تذكرة القطار تمثل أزمات كثيرة لمسؤولي السكك الحديدية في مصر، وتحولت إلى وقائع مثيرة للرأي العام اتخذت على إثرها اجراءات كثيرة لتحديث وتنظيم الخدمة وضبط العلاقة بين الراكب والكمثري، لكنها لم تفلح حتى الآن.

من شهيد التذكرة إلى المجند وصفع الأب 

القصة بدأت بضجة كبيرة أحدثتها واقعة هروب شاب يدعى « محمد عيد » من قطار طنطا قفزًا عقب مطاردة الكمسري له هو وصديقه بسبب تذكرة ثمنها 70 جنيهًا مما تسبب في وفاة الشاب الذي عُرف إعلاميا بعد ذلك بـ شهيد التذكرة، ووُجهت تهمًا للكمسري حينها بالقتل العمد.

الواقعة الأخرى والتي أخذت بُعدًا إعلاميا كبيرًا كان بطلها مجند لا يملك ثمن التذكرة وسيدة تدافع عنه، بينما واجه المجند اهانات متعمدة من الكمسري الذي أحيل بعدها للتحقيق وواجه هجوما كبيرًا من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي.

إهانات الكمسرية للمواطنين لم تنتهي عند هذا الحد، بل تجددت مع انتشار فيديو لأحد الكمثرية بقطا منوف يصفع رجلًا بسبب عدم دفعه غرامة الركوب بدون تذكرة، بينما بكت إبنة الرجل الصغيرة من مشهد إهانة الكمسري لوالدها.

الكمسري ظالم أم مظلوم ؟

وتبدو من وقائع الكمسرية المتعددة تجاه المواطن أن هناك خللًا في تطبيق النظام الذي تحدث عنه وزير النقل مرارًا وتكرارًا من خلال فرض غرامات فورية على الركاب الذين يصعدون للقطارات بدون تذكرة.

حديث وزير النقل في أكثر من جولة طالب الكمسرية بتحصيل الغرامات ومواجهة ما أسموه بـ تزويغ الركاب، لكن التوجيهات خلت بالتأكيد من التحريض على العنف الظاهر في الوقائع السابقة.

ومن خلال التعليقات على الفيديوهات المنتشرة هاجم بعض المتابعين المنظومة نفسها التي تدفع الكمسرية للاشتباك مع المواطنين، حيث علق أحدهم: « دلوقتي فيه مفتشين بيدوروا ورا الكمسري، لو راكب واحد مدفعش بيعملوله جزاء ودة اللي بيخلي الكمسري يتعامل من غير انسانية مع أي راكب ».

وقال آخر: « دي مناظر وفيديوهات يارب تنتهي ومانشوفهاش كتير .. أنا شايف إن الكمسري والمواطن الاتنين مظلومين .. الأول معهوش يدفع والتاني مجبور إنه يحصّل تمن التذكرة .. ودة مش معناه إن الكمسري بريء لأنه ملوش حق يمد ايده على راكب مهما كان ».

وكتب متابع ثالث معلقً على الواقعة: « الوزير قالها بوضوح .. اللي ميدفعش تذكرة يتسلم لشرطة القطر أو لأول محطة يقف فيها القطر، مقالش اضربو المواطن وهينوه، الكمسري لازم يتعاقب »

ويبدو أن الجدل المثار حول القضية يجبر الجميع على العودة إلى تعليمات وزير النقل، المهندس كامل الوزير لللكمسرية لاستبيان الحقيقة الكاملة عن توجيهاته في مثل هذه الحالات.

 ماذا قال الوزير للكمسرية ؟       

في إحدى جولات المهندس كامل الوزير، وزير النقل بهيئة السكك الحديدية دار حوار بينه وبين كمسري عن أزمة التزويغ، حيث قال الوزير للكمسري: « لو انت عايز تسيب الناس تدخل تركب كدة من غير تذكرة .. يبقى أمشيك أفضل وأوفر مرتبك » وفي نفس الجولة طالب الوزير الكمسرية بعدم استغلال الركاب قائلًا: « اللي مش هيشتغل همشيه وبلاش استغلال للركاب ».

« اللي ما يدفعش سلمه للشرطة » كان توجيهًا واضحا من وزير النقل على الهواء، عند إبلاغه - في أحد جولاته التي صاحبته خلالها كاميرا صدى البلد - بـ ضبط 11 راكب مزوغ في قطار الـ VIP.

وقال رئيس القطار للوزير إن من دفع قيمة الغرامة تم تحصيلها منه دون أزمات، بينما من رفض تم تسليمه للشرطة، وقال الوزير مؤكدًا: اللي ما يدفعش سلمه للشرطة، وأنا بأكد علشان ما يحصلش تاني ما يسمى بـ شهيد التذكرة.

 وأوضح الوزير للإعلامي أحمد موسى أن هناك اتفاقًا مع الشرطة بشأن المتهربين من دفع التذكرة يقضي بتسليم المتهرب، وتحرير محضر ومن ثم يتم عرضه على النيابة وذلك في حالة أي مخالفة.

هل يتمكن البرلمان من الحل ؟

وسعيًا لإيجاد حل لفض الاشتباك، أعلن عبد الوهاب خليل عضو مجلس النواب، عن تقدمه خلال الأيام القادمة بمشروع قانون يهدف الى فض الاشتباك بين "كمسارية القطارات" والركاب فى حالة عدم وجود تذكرة مع الراكب او مخالفة للقواعد والأجراءات المتبعة داخل هيئة السكك الحديدية.

وقال خليل فى بيان صحفى له اليوم، تابعت بقلق واقعة ضرب كمسرى قطار القاهرة – طنطا، لمواطن عجز عن دفع غرامة التذكرة بمحطة منوف والمتجه إلى مدينة شبين الكوم، وقد آلمنا بشدة ما ظهر فى الفيديو من بكاء لطفلة شاهدت والدها يُصفع أمامها لعدم امتلاكه حق التذكرة.

ومع تكرار تلك الوقائع على فترات متفاوتة ومتعاقبة خلال الفترة الأخيرة، تطلب الأمر تحركا برلمانيا من نواب الشعب، وطرح الواقعة وبحث الأسباب التي أدت إليها، ومحاولة البحث والتقصي وراء تكرار الحوادث التي يكون طرفا فيها أحد المحصلين أو الكمسارية في القطارات، مع المواطنين أو ذويهم وأبنائهم، وتدخل المواطنين في كل مرة لنزع فتيل الأزمة.

شهيد التذكرة 

وأضاف خليل، من يرى المشهد من اللحظة الأولي يقوم بالقاء اللوم على الكمسارية، فى حين ان الكمسرى يقوم بتأدية واجبه الوظيفي ويتمسك بتحصيل الغرامة حفاظاً على المال العام، مما يؤدى الى اشتباك بين الراكب والكمسري ينتج عن ذلك تجاوز من أحد الطرفين.

وتابع النائب ، رغم أننا نثمن على الدوام حالة التكاتف المجتمعي بين الشعب المصري، ومبادرة بعض الركاب من أجل التدخل وحل المشكلة قبل تفاقمها، إلا أن الأمر يحتاج إلى نظرة وتحرك عاجل، خاصة مع انتشار مقطع فيديو للواقعة التي شهدتها محطة منوف والتي أثارت حالة استياء واسعة عقب تداول فيديو وثقته سيدة، لضرب كمسرى قطار القاهرة - طنطا، لمواطن لرفضه دفع غرامة التذكرة بمحطة منوف والمتجه إلى مدينة شبين الكوم ، وانخراط طفلة الراكب في بكاء مرير بعدما شهدت الواقعة.

اقتراحات عاجلة 

واستطرد البرلماني : من موقع مسؤولياتنا، أرغب في التقدم باقتراحات عن طريق تعديل تشريعى أو قرارات تصدر من الوزير المختص، تضع الحلول الحاسمة والقاطعة لمنع تكرار تلك الوقائع، وبما يمنع تماما أي من أشكال الاحتكاك بين المواطنين وبعضهم مع المحصلين، لحفظ كرامة المواطنين من جهة، وعدم ضياع حق الدولة في تحصيل مستحقاتها التي تكون مدعومة بالأساس من جهة أخرى.

و تقدم النائب،  بمجموعة من الحلول والمقترحات، والتي تضمن في النهاية تحصيل الغرامات على أي من الركاب، من خلال وسائل عدة، سواء من خلال توثيق الغرامة عن طريق رقم بطاقة الراكب ومطالبتة بها مع دفع أية التزامات أو فواتير مستقبلية، أو إدراجها على مستحقات استخراجه للترخيصات الخاصة بالسيارات أو استخراج شهادات للمواليد أو أي من المستخرجات الرسمية، أو تحديد مدة زمنية يقوم خلالها المخالف بدفع الغرامة وفى حالة عدم الدفع خلال هذه المدة يتم إحالتها الى النيابة العامة، وهو مايضمن حق الدولة، دون أن يضطر المواطنين إلى الدخول في حالة سجال أو مشاجرات.

المجند وسيدة القطار

وتابع النائب عبد الوهاب خليل، مع كامل ثقتي في القدرات الإلكترونية للدولة المصرية الآن، والتي قطعت أشواطا هائلة في مسار الرقمنة، فكلي ثقة في توافر الآليات المناسبة التي تمكننا من إقرار الغرامات والضمان الأكيد لتحصيلها بعدها بأيام قليلة، وذلك دون الاضطرار إلى تكرار تلك الوقائع والحوادث التي نرفضها جميعا.

وأهاب النائب، المؤسسات والهيئات ذات الاختصاص في الدولة، سرعة التحرك لتفعيل تلك المقترحات التي ربما يضاف إليه عدم الاضطرار لدفع الغرامة بشكل فوري، وتحصيلها حتى مع بلوغ الراكب لوجهته، مع التأكيد على استعدادنا لبلورة أية رؤى تشريعية وصيغ قانونية نمكن بها الجهات المختصة من إعمال تلك الأفكار والمقترحات في أسرع وقت.