الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تصرفات إثيوبيا وإشعال منطقة القرن الأفريقي|قراءة في اتفاق موسكو أديس أبابا العسكري

بوتين وآبي أحمد
بوتين وآبي أحمد

وقعت إثيوبيا وروسيا، الاثنين، اتفاقية تعاون عسكري بعد مناقشة مجالات عدة للشراكة لمدة ثلاثة أيام، حسبما ذكرت وسائل إعلام إثيوبية.

وقالت مارثا ليويج، وزيرة الدولة للشؤون المالية في قوة الدفاع الوطني الإثيوبية، إن «الاتفاقية الموقعة سيكون لها أهمية قصوى في تحويل العلاقات طويلة الأمد بين البلدين إلى مستوى أعلى».

مجالات المعرفة والمهارة

وبحسب شبكة «فانا» الإثيوبية، ستركز الاتفاقية على تحويل قدرات قوات الدفاع الوطني في مجالات المعرفة والمهارة والتكنولوجيا.

واستعرض منتدى التعاون العسكري التقني الإثيوبي الروسي الحادي عشر، الأنشطة التي تم الاضطلاع بها بعد النسخة العاشرة من المنتدى وحدد توجيهات للمساعي المستقبلية، حسبما ذكرت الشبكة.

وفي الأسبوع الماضي، بدأت اللجنة الفنية العسكرية التعاونية المشتركة بين إثيوبيا وروسيا اجتماعاتها الـ11 في أديس أبابا، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري بين البلدين لزيادة المعرفة والمهارات والتقنيات العسكرية المستخدمة.

تطور جديد في القرن الأفريقي 

ولقراءة الموقف بشكل عام، وإلقاء الضوء على ما قامت به أديس أبابا وموسكو خاصة في ظل الوضع الملتهب مع كلا من مصر والسودان، أكد نبيل نجم الدين، الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية، أن توقيع كلا من أديس أبابا وموسكو اتفاقية تعاون عسكري بين البلدين تطور جديد في المشهد بمنطقة القرن الأفريقي.

وأوضح نجم الدين في تصريحات لـ«صدى البلد» أن العلاقات بين إثيوبيا وروسيا ممتدة وتعود إلى ما يقرب من مئة عام وبدأت العلاقة بالتحديد عام 1906، وأخذت العلاقات بينهما تتطور في أكثر من مجال.

ولفت أن «قيام روسيا الفيدرالية بتوقيع اتفاقية تعاون عسكري مع إثيوبيا لـ تطوير مجالات التكنولوجيا والمهارات والخبرات في العلوم العسكرية والتقنية، جانبها فيها الثواب من حيث التوقيت».

روسيا وعدم قراءة المشهد الدولي 

وتابع «من المفترض أن روسيا عضو دائم في مجلس الأمن الدولي وكان عليها أن تتريث قليلا، وتضع اعتبار أن الشريك الإثيوبي لها ضالع في نزاع إقليمي مع دولتين كبيرتين وهما مصر والسودان».

وأكد أن «بعض المراقبين وصفوا الذي حدث بين روسيا وإثيوبيا بـ انتهازية سياسية بامتياز»، مشيرا إلى أن «روسيا دخلت في مفاوضات منذ أكثر من عام ونصف مع السودان لتأسيس قاعدة عسكرية لها في البحر الأحمر بالقرب من ميناء بور سودان، وتعثرت المسارات بين موسكو والخرطوم في هذا الشأن، ويبدو أن موسكو ترد على ذلك التعثر بتطوير علاقاتها مع إثيوبيا».

المنتدى الروسي الإثيوبي 

وأوضح أن «المنتدي الروسي الإثيوبي يعقد كل عام وبدأ دورته الحادية عشر الأربعاء الماضي في أديس أبابا، وهذا المنتدى يهدف دائما إلى تقوية العلاقات العسكرية التكنولوجيا بين الدولتين».

وأشار إلى أن «إثيوبيا أقرب ما تكون إلى أن تكون محمية دولية فهناك العديد من القوى الدولية التي تسعى إلى بسط نفوذها في هذه الدولة، فالصين من جانب وروسيا من جانب آخر والهند من جانب وإسرائيل من جانب وعدد من دول الخليج النفطية من جانب آخر».

انتهازية شديدة من قبل الإثيوبيين

وتابع" الوضع في إثيوبيا لا يبشر بالخير طالما الإدارة السياسية بداخلها تتعامل مع القضايا الاستراتيجية بانتهازية شديدة»، مردفا أن «المصادر الروسية قالت أن البلدين تربطهما صداقة طويلة وأن المنتدى يعزز هذه العلاقات في المجالات العسكرية، وأن العديد من أفراد الدفاع الإثيوبية يتلقون التدريبات في روسيا، وأن مؤسسة صناعة الدفاع الروسية وشركة الطيران الإثيوبية كلاهما يشتركان في المنتدى للاستفادة من الخبرات الروسية».

روسيا وطعن مصر والسودان

واستطرد «أن مندوب روسيا الدائم في مجلس الأمن لعب على وتر مختلف، وقال إن موسكو قلقة من تنامي الخطاب التهديدي في أزمة سد النهضة»، مشدد على أن «روسيا سددت طعنة في ظهر مصر والسودان بـ انحيازها الواضح تجاه إثيوبيا في أزمة سد النهضة».

واختتم أن «كل ما يجري من مناورات انتهازية لن تؤدي إلى ما يسعى إليه أبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، وأن مصر بحد ذاتها لن تتهاون في أمنها القومي مهما كانت التحديات، فـ مصر واجهت تحديات كثيرة ونجحت في الانتصار عليها.

روسيا واللعب على وتر تيجراي

وقالت ليويج، إن «التعاون المشترك مع روسيا قد يتعزز خاصة بعد المناقشات التي أجراها رئيس الوزراء آبي أحمد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».

وأضافت أن «الحكومة الروسية قدمت دعما لإثيوبيا خلال عملية تطبيق القانون في ولاية تيجراي باعتبارها قضية شأن داخلي، بالإضافة إلى موقفها المؤيد لإثيوبيا فى مختلف القضايا والساحات الدولية ومن ضمنها الانتخابات العامة الإثيوبية التي عقدت مؤخرا وسد النهضة الإثيوبي».