الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قراءة في زيارة وانغ يي إلى دمشق

تحركات الصين في سوريا .. بحث عن نفوذ أم محاصرة لأمريكا؟

وانغ يي ووليد المعلم
وانغ يي ووليد المعلم وزير خارجية سوريا السابق

في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول صيني كبير منذ 2011، يصل وزير خارجية الصين، وانغ يي، غدا السبت، إلى العاصمة السورية، دمشق.

الزيارة تتسم بأهمية كبرى، وتمثل بداية تحول في السياسة الخارجية الصينية نحو مزاحمة الغرب في مناطق عدة في العالم، وتحديدا روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

زيارة وزير الخارجية الصيني إلى دمشق تعد بحسب مراقبين للوضع خاصة الصراع الدائر في سوريا منذ 10 سنوات رسالة قوية لواشنطن، التي تفرض على سوريا عقوبات خانقة اسمها «قانون قيصر».

تحركات الصين في المنطقة 

الدكتور طارق فهمي، خبير العلاقات الدولية، قال إن «الصين تتحرك في الإقليم برؤية ومقاربة سياسية بدأت بتعيين مبعوث لعملية السلام بالشرق الأوسط، ومبعوث للملفات العربية، منها: الملف الليبي والملف السوري».

ولفت فهمي في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن «الصين تبحث الآن عن موطأ قدم في الإقليم بأكمله وفي دوائر النفوذ كلل وليس سوريا أو ليبيا أو إقليم شرق المتوسط، موضحا «تنتقل المقاربة الصينية في المنطقة من الدور الاقتصادي إلى الدور السياسي».

وعن قيام الصين بدور فعال وقوي في المسألة السورية أشار فهمي إلى إن «الصينيون في البداية كانوا يسجلون حضورا ليس أكثر ولم يكن لبكين أي دور فعال تجاه ما يحدث في سوريا وتأييدهم للقرارات التي صدرت من مجلس الأمن بشأن ما يجري في سوريا كان تأيدا اتوماتيكيا».

وتابع: «الأمر اختلف؛ لأن الصين بدأت في رسم استراتيجية حضور في الإقليم، هذه الاستراتيجية غير قاصرة على منطقة الشرق الأوسط بل تخطتها ووصلت إلى الجنوب الأفريقي، حيث منابع النيل وهذا يفسر مواقفها السياسية الأخيرة تجاه بعض الملفات العالقة».

واختتم: «العالم كان يعرف أن الصين لا تريد التدخل في الملفات السياسية طوال الفترة الماضية، لكن في آخر 3 سنوات الحزب الشيوعي الصيني بلور رؤية جديدة؛ تقوم على المقاربات السياسية والتواجد في مناطق الأزمات؛ وضرورة منافسة روسيا والولايات المتحدة في مناطق نفوذ متعددة وأبرزها بالنسبة لمنطقتنا هي سوريا».

سياسة الصين في سوريا

وخلال سنوات الاحتجاجات، قدمت بكين دعما سياسيا وماليا وحتى عسكريا لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، ظهر ذلك في استخدام حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن لصالح الأسد 4 مرات مرات عدة.

ومع ذلك، لم يزر مسؤولون صينيون كبار دمشق، مما يؤشر إلى أن الزيارة المرتقبة تبرز مساع جديدة من جانب الصين لزيادة دعم سوريا، التي تتعرض لعقوبات أميركية خانقة.

وبحسب التفاصيل المُعلنة عن جدول زيارة الوزيرة، فإن الوزير الصيني سيعقد اجتماعا مُغلقا مع نظيره السوري فيصل المقداد، سيناقش خلاله العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية بين البلدين.

وكذلك سيلتقي وانغ الرئيس السوري بشار الأسد خلال اليوم نفسه، ليقدم له تهان نيابة الصين بمناسبة إعادة انتخابه رئيساً لسوريا.

لكن التسريبات الإعلامية ذهبت إلى أن الوزير الصيني قد يحضر حفل أداء القسم، الذي يؤديه الرئيس السوري المقرر في اليوم ذاته، وبذا سيكون أكبر مسؤول دولي يحضر المناسبة، بما يشكل ذلك دعماً استثنائياً للأسد.

وكان الرئيس الصيني، شي جين بينغ من بين القادة العالميين الذين أرسلوا برقية تهنئة إلى الأسد بمناسبة انتخابه في مايو الماضي، قائلاً خلال رسالته إن «الصين تدعم بقوة سوريا في حماية سيادتها الوطنية واستقلالها وسلامة أراضيها، وستقدم أكبر ما تستطيع».