الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد ممازحة الرئيس لعسكري منوفي .. ما لا تعرفه عن أشمون أرض القمر

صدى البلد

في لفتة إنسانية، مازح الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية مجندا قائلا له "خليك دوغرى أنا عارف بتوع أشمون كويس".

 

وتعد مدينة أشمون من أكبر مدن محافظة المنوفية ويتبعها العديد من القرى والعزب تبعد عن القاهرة بنحو 40 كيلو مترا شمالا، وتعد واحدة من أكبر وأقدم المدن المصرية من حيث النشأة.


وتعرف كلمة أشمون باللاتينية تعني "أرض القمر" كما عرفت لمئات السنين باسم اشمون جريس لمجاوراتها لناحية جريس تلك القرية الشهيرة بصناعة الفخار فكان العامة يطلقون عليها اشمون الجريسات تمييزا لها عن اشمون الرمان بمركز دكرنس دقهلية، إلى أن أقام محمد علي باشا وخلفاؤه من بعده الدولة الحديثة فقسمت محافظة المنوفية إلى مدن وقري فظهر للوجود عام 1871م، مركز ومدينة اشمون والذي يضم حاليا 54 قرية و190 كفرا ونجعا و322 شياخة وعدد السكان 814 ألف نسمة ويقال ايضا انها كانت واحدة من المدن الشهيرة في عصر الدولة الفرعونية القديمة وان اسمها مكون من مقطعين الأول (أش) بمعني ارض (آمون) اسم الإله الأشهر عند الفراعنة وعليه تكون ارض الله وليست ارض القمر.

 

و حصلت أشمون على لقب أجمل مدينة مصرية قبل عشر أعوام في مسابقة التميز للمدن والقري التي نظمتها وزارة التخطيط والتنمية المحلية تحت رعاية الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء السابق.

 

ومازالت تحافظ علي جمالها وتميزها إلي الآن حتي تضم العديد من القرى المنتجة التي لا تعرف البطالة  ففي جنوب المدينة تقع قرية "ساقية ابو شعرة" التي تعد قلعة صناعة الكليم البلدي والسجاد اليدوي سواء المصنوع من الحرير او الصوف في العالم حيث تأتي في المرتبة الثانية من حيث الشهرة بعد السجاد اليدوي الإيراني وتسبق الافغاني والمغربي وذلك علي الرغم من ان تعداد القرية لايتجاوز 20 ألف نسمة إلا أن اللافت أن 90% من أبنائها يعملون في تلك الصناعة المتوارثة أبا عن جد فلا يكاد يخلو بيت فيها من نول ولذا غزت منتجاتها الأسواق والمعارض الدولية في أوروبا وأمريكا.

 

ساقية المنقدي
ليست ساقية ابوشعرة هي القرية الوحيدة في اشمون التي تحظي بسمعة وشهرة كبيرة في مجال الصناعة والإنتاج وإنما هناك أيضا قرى أخرى تتميز بمنتجات ذائعة الصيت مثل قرية كفر ابومحمود بسنتريس والتي تشتهر بتجفيف البصل وقرية "قورص" المعروفة بصناعة الحلوي وقرية "ساقية المنقدي" التي يعمل الكثير من أبنائها في صناعة علب الصدف والمشغولات اليدوية وإنتاج الموبيليات المطعمة بالصدف بجميع أنواعها الي جانب علب مختلفة الاحجام مطعمة بالصدف من تلك التي تستخدم في حفظ المجوهرات ومشغولات اخري تستخدم في الديكور يتم اعدادها حسب الطلب ويتم تسويق منتجات تلك القرية من خلال تجار الجملة بخان الخليلي وعن طريق المعارض الدولية في مصر وخارجها.

 

فخار جريس
هناك أيضا قرية "جريس" التي تعد قلعة صناعة الأواني الفخارية في الوجه البحري وهي من أعمال اشمون وتبعد عنها بنحو 7 كيلومترات فقط وتعد واحدة من أقدم وأشهر قري مصر، حيث اشتهرت منذ القدم بصناعة الفخار وتصديره لكل القري والمدن عبر نهر النيل حيث كانت تحظي يوما ما قبل انشاء قناة السويس بشهرة واسعة كميناء مهم علي النيل ترسو عليه القوارب والصنادل وكانت تأتي في الأهمية كميناء بعد روض الفرج ودمياط ورشيد وهي الآن عبارة عن ورشة كبيرة لصناعة الفخار فلا يكاد يخلو شارع او زقاق او سطح منزل فيها من كميات كبيرة من الفواخير مصفوفة او معدة للبيع.

 

لا تقتصر أهمية أشمون في كونها مدينة منتجة للسجاد والفخار، أو لكون أبنائها لا يعرفون الاستسلام لغول البطالة مثل غيرهم، أو لاهتمامهم بالتعليم فانخفضت نسبة الأمية بينهم، وإنما أيضا لكونها مركزا لعدد من الآثار المهمة أبرزها "المسجد العمري" والمعروف عند العامة بالمسجد الكبير ـ وهو مسجل كأثر بوزارة الثقافة قطاع الآثار ويتبع تفتيش جنوب الدلتا ـ ومساحته 862 م2 ويرجع بناؤه الأول إلي القائد عمرو بن العاص وقت فتح مصر ومروره بتلك الناحية من الدلتا لوجود حصن روماني بها.

 

كما تعد اشمون من أول المراكز بمحافظة المنوفية التي حظيت بدخولها ضمن مبادرة الرئيس حياة كريمة حيث تجرى بها الأعمال لتوفير حياة كريمة لمواطنيها في القرى والعزب.