الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: الحج رباكم على الصبر على الطاعات فسلوا الله القبول

خطيب المسجد الحرام
خطيب المسجد الحرام

قال الشيخ الدكتور بندر بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه قد خرجتم مِن مدرسة الحج بأنفع الدروس وأزكاها، ونَهَلْتم من معينِهِ أهنأَ المشارِبِ وأرْواها، لقد رأيتمْ قيامَ هذه الشعيرةِ الجليلةِ على التوحيد، فلا يُعبَد إلا اللهُ وحده، ولا يُدعى غيرُه، ولا يُطافُ ويُنحَرُ إلا له جلَّ جلالُه. 

لقد خرجتم من مدرسة الحج 

وأوضح «بليلة» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمةً، أنه قد ربَّاكُم الحجُّ على الصبرِ على الطاعات، وكبحِ النفسِ عن الوقوعِ في حَمْأةِ الهوى، والانزلاق في مكايدِ الشيطان، إنكم مأمورون إثرَ ذلك بالمداومة على الصالحات، والاستقامةِ على المأمورات، والبُعد عن المحظورات، قال تعالى مُخاطِبًا نبيَّه عليه الصلاةُ والسلام: (فاستقم كما أُمرت).

سلوا الله الرضا والقبول

ودلل بما ورد عن سفيانَ بنِ عبداللهِ الثقفيِّ رضي الله عنه قال: (قلتُ يارسولَ الله: قُل لي في الإسلام قولًا لا أسألُ عنه أحدًا بعدك) قال: (قل: آمنتُ بالله فاستقم) وعن ثوبانَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله –صلى الله عليه وسلم-: (استقيموا ولن تُحْصُوا) أخرجه الإمام أحمدُ وابنُ ماجه، قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله: (أعظمُ الكَرامة: لزومُ الاستقامة)، وسَلُوا الله الرضا والقبول، وارجُوه الهُدى والسداد؛ قال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: (قُل: اللهم اهْدني وسددني، واذكر بالهدى هدايتَكَ الطريق، والسدادَ سدادَ السهم) أخرجه مسلم.

وأشار إلى أنه قد تَفَيَّأنا فيما خلا ظِلالَ خيرِ الأيام، أيامِ عشرِ ذي الحجة وأيامِ الحجِّ المباركات، وقد لَمْلَمتْ رِحالَها ومَضَتْ، وطوتَ خِيامَها وتوَلَّتْ، بعد أن أتْحَفتْنا بالنعم الكريمة، والرَّحَمَاتِ العظيمة، وحمَّلْناها ما عَمِلْنا فيها من الأعمال، فهنيئًا لِمَن فاز فيها ونُعمى، وتَعْسًا لِمَن حُرم فيها وبُوسى، ألا وإن من أعظم ما ينبغي أن يظفرَ به المسلمُ من ثمارِ تلك الأيام الجليلةِ وآثارِها: استدامةَ الأعمالِ الصالحات.

واستشهد بما قال الحافظُ ابنُ حجرٍ رحمه الله: (الأَوْلى في العبادة القصدُ والملازمة، لا المبالغةُ المفضيةُ إلى التَّرْك؛ كما جاء في الحديث الآخر: المُنْبَت، أي الُمجِدُّ في السير، لا أرضًا قطع، ولا ظهْرًا أبقى) انتهى كلامُه.

عبادة الله ليست قصرا على مكان

ونبه إلى أن  الهدى لايقتصر بزمان ولا مكان فقال: إن سبيلَ الهُدى لا يتحددُ بزمان، وإن عبادةَ اللهِ ليست قصرًا على بُقعة أو حَصرًا على مكان، قال الحسنُ البصريُّ رحمه الله: «إن الله لم يجعلْ لعملِ المؤمن أجلًا دون الموت» ثم قرأ: « وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ»، وعن دروس الحج فقال: لقد خرجتم مِن مدرسة الحج بأنفع الدروس وأزكاها، ونَهَلْتم من معينِهِ أهنأَ المشارِبِ وأرْواها، لقد رأيتمْ قيامَ هذه الشعيرةِ الجليلةِ على التوحيد، فلا يُعبَد إلا اللهُ وحده، ولا يُدعى غيرُه، ولا يُطافُ ويُنحَرُ إلا له جلَّ جلالُه.

وواصل: