الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر دول الجوار.. محاولة عراقية للعب دور جديد في المنطقة

العلم العراقي - أرشيفية
العلم العراقي - أرشيفية

بعد ثلاث قمم جمعت العراق ومصر والأردن، في القاهرة والبحر الأبيض وآخرها بغداد، تسعى الحكومة العراقية للتحضير إلى مؤتمر دول جوار العراق، في خطوة جديدة وصفت بأنها لـ"تعزيز التقارب مع الدول العربية والإقليمية.

ويستعد العراق لاستضافة أول مؤتمر لدول الجوار الإقليمي نهاية الشهر الحالي، حيث دعا رئيس وزراء العراقي مصطفى الكاظمي الدول ومنها: العراق وإيران والسعودية والكويت وسوريا وتركيا والأردن، للمشاركة في مؤتمر يعمل على تعزيز العلاقات الاقليمية وتطوير تعاونها في مختلف المجالات.

فتح قنوات اتصال

ومن جانبه يقول الدكتور خالد شنيكات، أستاذ العلوم السياسية الأردني، إن مؤتمر دول الجوار الذى دعت إليه الحكومة العراقية برئاسة رئيس الوزراء مصطفي الكاظمي، يستهدف فتح قنوات اتصال وحوار بين دول الإقليم التي منها إيران والتي لها نفوذ كبير في العراق، وكذلك السعودية التي اجرت قبل ذلك مفاوضات مع إيران في العراق حسبما سربت وكالات أنباء عالمية.

دور إيران في المنطقة

وتابع شنيكات في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن المؤتمر قد يتعلق بدور إيران في المنطقة في ظل وجود كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ممثلا عن الاتحاد الأوروبي، وكذلك محاولة التفاهم مع إيران حلول دورها في العراق والمنطقة ككل.

مشاركة مصر وتركيا في المؤتمر

وأضاف أن "مصر قد تشارك في المؤتمر ووجهت لها الدعوة، وكذلك دولة الكويت وتركيا أيضا من المفترض إنها ستشارك في المؤتمر، وكلا الدولتين إيران وتركيا لديهم قوات عسكرية في العراق يشكلان تهديدا كبيرا على استقرار وأمن العراق".

ولفت أن "العراق تحاول أن يكون ساحة إلتقاء وحاسة تقارب وأن يلعب دور الوسيط بين الدول، وأن يقوم بتهدئه الأمور في المنطقة في ظل التصاعد الذي بدء في منطقة الملاحة البحرية بالخليج العربي".

دور إيران في المؤتمر

وبخصوص ما ستقدمه إيران في المؤتمر، قال إن إيران من الممكن أن تقدم حسن نواياها خاصة أن الرئيس الإيراني الجديد تنظر له في الغرب على إنه يمثل تيار متشدد في إيران وهناك تخوفات من سياساته الخارجية، لذلك فهو يريد أن يقدم للمجتمع الدولي حسن نواياه وانفتاحه للحوار والتفاوض.

وعن الملفات الأخرى التي قد يتناولها المؤتمر، أوضح أستاذ العلوم السياسية الأردني أنه "سيتم مناقشة ملف الإرهاب والعديد من الملفات السياسية المتعلقة بالمنطقة، ومن الممكن أن يتم تناول ملف إعادة الإعمار في العراق خاصة في المناطق التي تضررت من قبل تنظيم داعش".

الدور الجديد للعراق في المنطقة

وأضاف أن "العراق لديه موارد وثروات كبيرة ولكن حتى هذه اللحظة لم يتم استغلالها بالشكل الأمثل من الناحية الاقتصادية ولا من ناحية دورة في المنطقة، ولكن هل سيكون هذا المؤتمر بداية لسياسة خارجية عراقية تحفظ التوازن  في المنطقة؟، خاصة أن هناك بعض الاطراف الإقليمية تنظر إلى العراق على أنه حليف إلي إيران وذلك لأن إيران لديها نفوذ كبير في العراق".

وتابع أن "الدور الذي تلعبه العراق الآن بدعوتها لهذا المؤتمر من الممكن أن يعكس طمأنه لكل دول المنطقة بأن العراق سيكون ساحة للوساطة والتنسيق مع مختلف دول المنطقة، وهذا سيعزز دور العراق المنطقة، وسيكون المؤتمر فاتحة للعديد من المؤتمرات الأخرى تركز على مشاكل دول المنطقة بوصف العراق منصة للحوار، والنقاش والتسويات".

لا يعلق عليه آمال كبيرة

وأوضح أن "هذا المؤتمر لن يعلق عليه آمال كبيرة بحلحلة الأمور بقدر أن يكون بداية لشكل من أشكال التنسيق أو قناة للحوار والتفاهم على الملفات المستعصية في المنطقة والخلافات في الرؤى والتوجهات بين قادة الدول وبشكل خاص بين إيران ودول الخليج".

ولفت أنه "على المستوى الإقليمي لم يسبق أن عقد لقاء بهذا الشكل وبهذا الحضور منذ زمن طويل، وغاب التفاهم والتنسيق وحل مكانهم الصراع بين دول المنطقة، وكانت الأزمة السورية هي مثال واضح على حالة الاستقطاب الشديد بين دول المنطقة".

وتابع: "ذلك من الممكن أن يكون هذا المؤتمر هو بداية للحوار بين دول المنطقة، وقد نشهد تغيرات بالنسبة للوضع في سوريا وأيضا في الملف اليمني، ولكن من المتوقع أنه لن يكون هناك تغيرات كبيرة".