الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كارثة إنسانية في هايتي | البشرية تحتضر والطبيعة كلمة السر

دمار الزلازل - أرشيفية
دمار الزلازل - أرشيفية

يتعرض العالم لموجة شديدة من المخاطر والكوارث الطبيعية، حرائق كانت أو زلازل أو فيضانات أو أمراض لم يشهدها أو يعيشها الجنس البشري من قبل.

بدأت موجة الكوارث الطبيعية بـ فيضانات أوروبا التي اجتاحت مدن عديدة في ألمانيا وبلجيكا والنمسا، مرورا بـ الحرائق التي التهمت آلاف الهكتارات من الغابات في تركيا واليونان، هذا بالإضافة إلى فيروس كورونا "كوفيد – 19" الذي ما زال يعاني منه سكان العالم.

وآخر الكوارث الطبيعية كان الزلزال الذي ضرب منطقة الكاريبي والتي تشمل ثلاث دول هايتي والتي كانت أكثر الدول تضررا ودولة الدومينيكان وكوبا.

وبلغت قوة الزلزال الذي سمى بـ "زلزال هايتي" نظرا للضرر الأكبر الذي أصاب دولة هايتي، بـ 7.2 درجة على مقياس ريختر وفقا لما أصدرته هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية.

يذكر أن زلزال هايتي 2021 لم يكن الأول من نوعه الذي يضرب البلد الفقير، بل هو الزلزال الثاني الذي يضرب البلاد، حيث جاء الزلزال الأول في عام 2010، وأودى بحياة 200 ألف شخص وما زالت الدولة تتعافى من آثاره المدمرة حتى الآن.

وفي هذا التقرير يستعرض "صدى البلد" بعض المعلومات زلزال هايتي الأول والثاني وأخطر الزلازل التي ضربت العالم في الأعوام الأخيرة..

زلزال هايتي الأول

وقع الزلزال في يوم الثلاثاء 12 يناير 2010، وبلغت قوته 7.0 درجة على مقياس ريختر وكان مركزه يبعد نحو 10 أميال (17 كيلومتر) جنوب غربي العاصمة الهايتية بورتو برنس.

وقع الزلزال على عمق 6.2 ميل (10.0 كم)، وقد سجلت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية سلسلة من الهزات الارتدادية عشر منها زادت قوتها عن 5.0 درجة بينها واحدة بقوة 5.9 وأخرى بقوة 5.5 كلها بنفس العمق، وبالرغم من أن الزلزال لم يستغرق أكثر من دقيقة واحدة إلا أنه خلف وراءه دمارا هائلا ودمر الكثير من المباني والمنازل السكنية.

وقدر الصليب الأحمر الدولي أعداد الأشخاص الذين تأثروا بالزلزال إلى ثلاثة ملايين شخص بين قتيل وجريح ومفقود، وعلى إثر هذا الزلزال قتل العديد من شخصيات عامة والبارزة، فيما أعلنت الحكومة الهايتية في 9 فبراير عن دفن أكثر من 230.000 قتيل في مقابر جماعية. 

وتدمرت معظم معالم مدينة بور أو برنس تضررت بشدة جراء الزلزال ومن بينها بينها القصر الرئاسي ومبنى الجمعية الوطنية "البرلمان"، وكاتدرائية بور أو برنس، كذلك انهار السجن الرئيسي ومستشفى واحد على الأقل.

كما أعلنت الأمم المتحدة أن مقر قيادة قوات حفظ السلام الدولية في هايتي والموجودة منذ عام 2004 لحقت به أضرار كبيرة بعد مقتل العشرات من موظفيهم بما فيهم مبعوث الأمم المتحدة ونائبه.

منطقة خطرة

وتقع منطقة الزلزال الذي ضرب دولة هايتي ضمن منطقة صدع زلزالي تعرف باسم صدع إنريكيو بلينتين جاردن، وهو صدع يشبه صدع سان أندريز في كاليفورنيا الأمريكية.

وفي المؤتمر الجيولوجي الثامن عشر لمنطقة الكاريبي الذي عقد في سان دومينغو عاصمة جمهورية الدومينيكان المجاورة لهايتي في مارس 2008، حذر خمسة من العلماء في دراسة قاموا بتقديمها في المؤتمر من "خطر زلزالي كبير" في المنطقة التي تشكل الصدع في الجزء الجنوبي من الجزيرة، وهي المنطقة ذاتها التي وقع بها الزلزال في يناير 2010. 

ويذكر بول مان وأحد معدي الدراسة والأستاذ في المعهد الجيوفيزيائي بجامعة تكساس، أن «المشكلة في مثل هذه الزلازل أنها قد تظل هادئة وساكنة لمئات السنين قبل أن تضرب من جديد» مضيفا أن  ذلك السبب وراء عدم القدرة على التنبؤ بوقت وقوع الزلزال.

زلزال هايتي الثاني

بعد أن اختفى الزلزال لمدة 11 عاما عاد مجدا في 2021 بقوة بلغت 7.2 درجة على مقياس ريختر، في نفس المنطقة التي التي كانت بها الزلزال الأول في هايتي والبحر الكاريبي.

وفي ساعة مبكرة من صباح يوم السبت الماضي شعر سكان دولة هايتي بهزة أرضية كبيرة لتنهار مبانى وتتضرر أخرى بما في ذلك الكنائس والفنادق وغيرها من الأماكن.

وبحسب هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية، جاء مركز الزلزال على مسافة حوالي 12 كيلومترا من مدينة سانت لويس جنوبي هايتي.

وفي المنطقة المحيطة بالزلزال، رصدت الهيئة الأمريكية ستًا على الأقل من التوابع، أحدها بلغت قوته 5.1 درجة على مقياس ريختر.

وأعلن رئيس الوزراء الجديد أرييل هنري عن فرض حالة طوارئ في البلاد لمدة شهر، كلّف فريقا لتولّي مهام الإنقاذ.

زلزال إيران والعراق 2017

في 12 نوفمبر 2017 ضرب زلزال بقوة 7.3 درجة بمقياس ريختر، الحدود الإيرانية العراقية.

وقد لقى أكثر من 400 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من 7 آلاف جراء الزلزال الذي شعر به السكان في إسرائيل وعبر الخليج أيضا.

زلزال تسونامي في شرق آسيا

ضرب هذا الزلزال المحيط الهندي قبالة جزيرة سومطرة الإندونيسية في 26 ديسمبر 2004، بقوة 9.1 على مقياس ريختر.

وأثر الزلزال في 226306 شخصا، ما بين قتلى ومفقودين اعتبروا في  عداد القتلى، وتشرد نحو 1.7 مليون شخص في 14 دولة في جنوب شرق آسيا وشرق إفريقيا.

زلزال اليابان

على قبالة الساحل الشرقي لجزيرة هونشو في اليابان، وفي 11 مارس 2011 تعرضت اليابان إلى زلزال بلغت قوته 9.0 على مقياس ريختر، حيث ولد موجات تسونامي هائلة أودت بحياة ما يقدر بنحو 15891 شخصا، وكان تأثره أقوى 8000 مرة من القنبلة النووية التي ألقيت على اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.

وظلت الهزات الارتدادية بعدها تضرب الجزيرة هونشو، وبلغ عددها أكثر من 50 هزة بقوة 6.0 درجات و3 هزات تزيد قوتها عن 7.0 درجات على مقياس ريختر.