الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المعرض الصيني العربي يلعب دورا فاعلا في تعزيز التعاون لبناء "الحزام والطريق".. الصين تتعهد بتوفير احتياجات العرب من لقاحات كورونا

تشاي جيون مبعوث الحكومة
تشاي جيون مبعوث الحكومة الصينية الخاص للشرق الأوسط

مبعوث الصين الخاص للشرق الاوسط: 

  • الصين والدول العربية نموذجا يحتذى به للتقدم يدا بيد والتقاسم في السراء والضراء
  • حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية قفز إلى 144.27 مليار دولار أمريكي
  •  الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية بواردات 130 مليون طن من النفط الخام 

أكد مبعوث الحكومة الصينية الخاص للشرق الأوسط، تشاي جيون، أن المعرض الصيني العربي لعب دورا فاعلا في تعزيز تعاون الجانبين في بناء "الحزام والطريق" منذ تأسيسه في عام 2013، وقد أصبح منصة مهمة لتواصل الاحتياجات التنموية وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية. 

وقال تشاي جيون في الجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة لمعرض الصين والدول العربية “وبهذه المناسبة، يطيب لي أن أتقدم بالتهاني الحارة بنجاح هذه الدورة للمعرض، وبالشكر الخالص على الجهود الجبارة المبذولة من قبل الجهة المستضيفة لهذا المعرض!”

وأضاف المبعوث الصيني “في الوقت الراهن، تتشابك وتتداخل التغيرات الكبرى التي لم يشهدها العالم منذ مائة سنة مع جائحة القرن، مما جلب تداعيات غير مسبوقة على البشرية”

وتابع “في الوقت نفسه، ما زالت السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك تمثل تيارا سائدا في العصر، وما زال تقدم العولمة الاقتصادية في ظل التعرجات يمثل زخما عاما في العصر. إن العلاقات الصينية العربية التي تشبه بشجرة صامدة أمام العواصف، تتصدّى لكافة عوامل عدم الاستقرار وعدم اليقين بما يميزها من الاستقرار والابتكار، ما قدم نموذجا للعلاقات بين دول العالم وقدوة للتعاون بين الجنوب والجنوب”

واستطرد تشاي جيون “نصبت الصين والدول العربية نموذجا يحتذى به للتقدم يدا بيد والتقاسم في السراء والضراء. وتزداد الصداقة التقليدية الصينية العربية متانةً على مر الزمان، حيث يتبادل الجانبان الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الحيوية والهموم الكبرى للجانب الآخر، ويعملان بقوة على صيانة السيادة والاستقلال والمساواة ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، والدفاع عن الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية” 

واسترسل قائلا “في يوليو من العام الماضي، عُقدت الدورة التاسعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي بنجاح، حيث اتفق الجانبان على عقد القمة الصينية العربية الأولى، وأعلنا بشكل مشترك عن العمل سويا على إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، مما فتح أفقا أرحب لتطور علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية”

وأضاف مبعوث الصين للشرق الأوسط “نصبت الصين والدول العربية نموذجا يحتذى به للتعاون في مكافحة الجائحة وتجاوز الصعوبات العابرة، وتآزرت  وتضامنت الصين والدول العربية في وجه الجائحة، وقام الجانبان بتبادل  الدعم والتشجيع وتبادل المساعدة للمستلزمات الوقائية وتبادل الخبرات عبر الإنترنت وإرسال فرق طبية بصورة عاجلة والتعاون في التجربة السريرية للقاح والإنتاج المشترك لتعبئة اللقاح، ما جسد للمشاعر الأخوية المتمثلة في التضامن بروح الفريق الواحد بخطوات ملموسة، ولغاية اليوم، قد قدم الجانب الصيني ما يقرب من 100 مليون جرعة من اللقاح الصيني إلى الدول العربية كمنح وصادرات، وأجرى التعاون مع كل من الإمارات ومصر في الإنتاج المشترك للقاح، الأمر الذي قدم مساعدة قوية للدول العربية في المعركة ضد الجائحة”

وتابع ايضا قائلا "نصبت الصين والدول العربية نموذجا يحتذى به للتعاون في تحقيق التنمية والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، ونركز على التعاون في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، ونعمل على تطوير التعاون المتبادل المنفعة بين الجانبين على نحو شامل ومعمق، بما يعود بالخير على الشعب الصيني والشعوب العربية بشكل ملموس. 

واشار جيون إلى انه في النصف الأول من العام الجاري، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية 144.27 مليار دولار أمريكي، بزيادة 25.7% على أساس سنوي مؤكدا أن الصين تبقى كأكبر شريك تجاري للدول العربية؛ واستوردت الصين 130 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية، كما تبقى الدول العربية كأكبر مورد للنفط الخام للصين. 

كما استعرض مبعوث الصين في كلمته التعاون بين الجانبين في مجالات اتصالات الجيل الخامس والبيانات الضخمة والطيران والفضاء والذكاء الاصطناعي وغيرها من التكنولوجيا المتقدمة والحديثة تطورا مزدهرا وأحرز نتائج شاملة في هذا الصدد، موضحا أن هناك إمكانيات كامنة ضخمة لتطور الاقتصاد الأخضر في الصين والدول العربية، وشهد التعاون بين الجانبين في مجالات الطاقة الشمسية والطاقة النووية وغيرها من الطاقة النظيفة تطورا معمقا، بما يساهم في بناء "طريق الحرير الأخضر" بشكل مشترك.

وفي مجال تعزيز السلام استعرض مبعوث الصين للشرق الاوسط ايضا التعاون بين بلاده والدول العربية والتي جسدت نموذجا يحتذى به للتعاون، قائلا: ظلت الصين تهتم بالشرق الأوسط، وتحترم سيادة دول المنطقة واستقلالها وسلامة أراضيها، وتدعم جهود شعوب المنطقة في استكشاف طرق تنموية بإرادتها المستقلة، وتساهم بحكمتها في صيانة الاستقرار وتعزيز السلام في المنطقة، وتبذل جهود الوساطة لتسوية النزاعات. 

كما اشار إلى جولتي مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانج يي بالجولتين إلى الشرق الأوسط، حيث طرح نيابة عن الجانب الصيني مبادرات ودعوات مثل المبادرة ذات النقاط الخمس بشأن تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والرؤية الصينية ذات النقاط الأربع لحل المسألة السورية والأفكار ذات النقاط الثلاث لتنفيذ "حل الدولتين". 

كما استعرض المبعوث الصيني دعم جهود بلاده المشتركة مع دول المنطقة في إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، ودعا إلى إنشاء منصة الحوار المتعددة الأطراف في منطقة الخليج. 

واكد ان المبادرات والدعوات بين الجانبين لاقت تقديرا إيجابيا واستجابة واسعة النطاق من دول المنطقة، وخاصة الدول العربية، اذ أنها تركز على جذور الاضطرابات الطويلة الأمد في الشرق الأوسط وتوفر سبلا قابلة التنفيذ لحل القضايا الساخنة.

واعاد مبعوث الصين للشرق الاوسط ما قاله الرئيس الصيني شي جينبينج في احتفال بلاده بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني والتي أكد فيها أن الحزب الشيوعي الصيني يهتم بمستقبل البشرية ومصيرها، ويحرص على التقدم يدًا بيد مع جميع القوى المتقدمة في العالم، مضيفا أن الصين ستبقى من يبني السلام العالمي ويساهم في التنمية في العالم ويدافع عن النظام الدولي. وذلك يوفر مرجعية أساسية ويحدد اتجاه التقدم لتطوير العلاقات الودية بين الصين ودول العالم ودفع قضية التقدم البشري في المستقبل. 

وتابع تشاي جيون قائلا: في هذا السياق، إننا على استعداد لمواصلة بذل جهود مشتركة مع الدول العربية لبناء علاقات الشراكة على مستوى أعلى وإقامة مجتمع المستقبل المشترك الأوثق وفتح آقاق أكثر إشراقا للعلاقات بيننا.

وأكد انه خلال المرحلة المقبلة، من الأهمية للجانبين الصيني والعربي مواصلة تكثيف التبادلات الرفيعة المستوى وتعميق التواصل الاستراتيجي، ومواصلة تبادل الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الحيوية والهموم الكبرى للجانب الآخر، كما لفت إلى أهمية رفع راية عدم التدخل في الشؤون الداخلية عاليا وتعزيز الوحدة وتقوية الذات والتضامن والتعاون والدفاع عن العدل والإنصاف الدوليين، وتوسيع معسكرات القوى المتقدمة والدفاع عن مصلحة الدول النامية. 

وشدد ايضا على أهمية مواصلة تكريس روح التضامن لمكافحة الجائحة، مؤكدا أن الجانب الصيني سيبذل جهودا لتلبية احتياجات الدول العربية للقاحات الصينية، وتعميق التعاون في الإنتاج المشترك للقاحات والإنتاج المحلي، والرفض القاطع لتسييس ملف تتبع منشأ الفيروس. ومن الأهمية مواءمة الاستراتيجيات التنموية على نحو معمق والتشارك في بناء ”الحزام والطريق“ بجودة عالية، وتوسيع التعاون المتبادل المنفعة، بما يساعد في تحقيق حلم النهضة لكلا الأمتين.