EN 
ارتفاع درجات الحرارة التى يتأفف منها معظم المواطنين، يراها آخرين مصدراً للرزق وجلب الخير للمهن التى يعملون بها، ومن ضمنها بيع الآيس كريم أو كما يطلق عليها الأطفال فى قنا "دندورمه"، حيث تلقى رواج كبير خلال فصل الصيف و تكاد تختفي تماماً خلال فصل الشتاء.
محمد أبوالوفا، شاب مكافح من أبناء قرية أولاد نجم بنجع حمادى، لم ينتظر وظيفة حكومية توفر له حياة كريمة يعيشها مع أسرته أو ينضم لـطوابير العاطلين على المقاهي، وقرر أن يبحث عن مهنة شريفة تعينه على تحمل أعباء المعيشة وتكون مصدر دخل ثابت له و لأسرته فكان مشروع عربة " الآيس كريم" المتنقل.
كورنيش النيل فى نجع حمادى ، كان المقصد الأول لـ محمد أبوالوفا ، حيث تتوافد عليه الأسر بأطفالها فى المساء، ويقصده الكثير من الشباب والفتيات فى الصباح، فضلاً عن وجود العديد من القاعات و الكافتريات التى تقع على النيل مباشرة و يقصدها المدعوين للأفراح أو المشاركين فى اجتماعات و فعاليات مختلفة.
قال محمد أبوالوفا ، أعمل بـ عربة متنقلة لبيع الآيس كريم ، على كورنيش النيل بـ نجع حمادى منذ 10 أعوام، لكثرة توافد المواطنين على الكورنيش على مدار اليوم ، بالإضافة لوجود أكثر من قاعة أفراح و كافتيريا على امتداد الكورنيش ، وهو ما يجعل المكان مناسب لبيع منتجات الآيس كريم، لأنها مهنة تعتمد على الزحام و ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير.
و تابع أبوالوفا ، كلما ارتفعت درجة الحرارة خرج الناس من منازلهم هرباً من حرارة الجو، والمقصد الأول كورنيش النيل، لذلك أعتبر أنا وكثير ممن يعلمون باعة جائلين على الكورنيش ارتفاع درجة الحرارة رزق ، و منتجاتنا تتناسب مع كافة الفئات و خاصة محدوى الدخل الذين يرون فى الآيس كريم مصدر سعادة لهم و لأطفالهم.
و أضاف أبوالوفا ، أخرج يومياً من الصباح الباكر إلى فترة الظهيرة، و بعدها أعود للمنزل للراحة والغذاء، وبعدها أعاود الحضور إلى الكورنيش مرة أخرى بداية من الساعة 3 عصراً حتى 12 مساء ، مشيراً إلى أن المنتجات التى يبيعها كلها من فواكه طبيعية يحضرها من مصنع بمحافظة سوهاج و يرى بنفسه عملية إعدادها لتقديمها للزبائن وهو مطمئن من صحتها.
و أشار أبوالوفا ، إلى أنه لم يوفق فى الحصول على وظيفة أو السفر للخارج، و اختار العمل فى بيع الآيس كريم ، كونها مهنة سهلة و مريحة ، والعمل فيها لا يتطلب البعد عن أسرته و مقر سكنه ، ويعتمد العمل فيها على حسن التعامل مع الجمهور، خاصة أنها منتجات بأسعار بسيطة تتراوح ما بين 3 إلى 5 جنيهاً ، إضافة لقطع بسيطة بـ 1 جنيه و2 جنيه للأطفال الصغار.
و يتمنى بائع الآيس كريم، أن يطور من نفسه و ينشىء مصنع لـ الآيس كريم يوزع من خلاله على الباعة و الموزعين فى قنا والمحافظات المجاورة، حتى يتمكن من تلبية احتياجات أسرته التى تتزايد يوماً بعد آخر، فالعربة المتنقلة رغم أنها كانت ومازالت مصدر للدخل ، إلا أنها لن تستطيع أن توفى احتياجات أسرة كاملة فى ظل ارتفاع مستوى الأسعار.
محمد أبو الوفا .. بائع ايس كرىم
