مهندس الإدارة البيضاء.. هكذا أعاد « حسين لبيب» للزمالك وقاره

سنوات من القحط الكروي، والإفلاس الفني، والترنح الإداري، عاشها نادي الزمالك، صاحب الشعبية الثانوية في الكرة المصرية بعد النادي الأهلي، بسبب عدم الاستقرار الإداري وتعاقب المجالس التي جمعتها الأزمات أكثر من مصلحة النادي والعمل لأجله.

حسين لبيب هو الخيار الثالث الذي تم اللجوء إليه كرئيس لـ اللجنة المكلفة لإدارة النادي عقب قرار وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي بإبعاد مجلس إدارة مرتضى منصور بسبب مخالفات مالية وإدارية - وفقًا لقرار الاستبعاد -.

نادٍ متهالك.. ومهمة صعبة

تسلم حسين لبيب المهمة من سابقيه وسط أزمة مالية طاحنة، وتعقيدات إدارية جمّة، حيث كان منوطًا به مواجهة كل هذه الأزمات دون التأثير على فريق كرة القدم أو الفرق المنافسة في الألعاب الجماعية.

حاول حسين لبيب لملمة كل خيوط اللعبة من خبرات إدارية، وموارد مالية، ورموز زملكاوية وتوحيد الصف من أجل تجاوز المشاكل والعبور إلى حصد الألقاب لتهدئة الشارع الزملكاوي، حيث فطن الرئيس المُعين للنادي أن الجمهور هو الداعم الأول نحو تحقيق ما يستهدفه من انجازات.

كانت الأزمات بدأت تتبلور أمام حسين لبيب، والملفات تتفاقم للبحث عن حلول، وكان على رأسها المستحقات المتأخرة لـ اللاعبين والتجديد للعناصر الأساسية، وأبرزها فرجاني ساسي، وأشرف بن شرقي، وأحمد سيد زيزو.

فريق السلة.. طوق النجاة

مع بداية مجابهة حسين لبيب لتلك الأزمات، كان فريق كرة السلة بالزمالك يحقق انجازًا تاريخيًا على الصعيد الإفريقي بالفوز بأول بطولة إفريقية للأندية تحت إشراف NBA، ليحقق إنجازا مصريا وإفريقيا فريدا من نوعه.

ثم عاد فريق كرة السلة ليحصد بطولة الدوري المصري، بعد مباراة صعبة مع نادي الاتحاد السكندري، ليحقق الثنائية الصعبة في نفس العام.

فوز فريق السلة منح الإدارة الجديدة متنفسًا للانطلاق والعمل على جلب بطولات أخرى، كما جمع جماهير الزمالك للالتفاف حول فريقها في كل الألعب وإدارتها المُعينة، حتى تمكن النادي من تحقيق دوري اليد ثم دوري كرة القدم بعد غياب 5 سنوات.

تفخيم المنظومة.. ودبلوماسية التصريحات

حديث حسين لبيب عن الزمالك يتسم دائما بالتفخيم والتعظيم من قيمة النادي، حيث يبعث رسائلًا دائما من خلال مداخلاته بقناة الزمالك عن أنه يعمل من أجل جماهير المنظومة الأكبر في الكرة المصرية.

وعلى الرغم من التعظيم الواضح في كلام رئيس الزمالك، للنادي الذي يأتي ثانيًا من حيث الشعبية والألقاب، لكنه يحافظ على مسافة دائمة من الود والمحبة مع المنافسين، وظهر ذلك من خلال ارسال برقية تهنئة للنادي الأهلي عقب التتويج ببطولة دوري أبطال إفريقيا.

وعلى عكس سابقيه، فإن حسين لبيب يجيد فن التصريح جيدًا، ويدير الأزمات بدبلوماسية تحفظ للنادي حقوقه ولا توقعه في المحظور، وربما كان هذا سببًا حقيقيًا لنجاح إدارة حسين لبيب حتى الآن.

إنجازات في وقت قياسي

كان حسين لبيب واحدًا من نجوم كرة اليد في نادي الزمالك، ومعشوق جماهير اللعبة على غرار أحمد الأحمر في الوقت الحالي، ثم عاد ليختطف قلوب عشاق الزمالك بحسن الإدارة وتوالي الإنجازات.

حقق حسين لبيب مع الزمالك في وقت قصير انجازات لم يصل إليها الزمالك خلال 5 سنوات فائتة على رأسها بطولة افريقيا لكرة السلة والدوري المصري، ودوري كرة السلة، وكأس مصر للكرة الطائرة، والدوري المصري لكرة اليد، فضلًا عن المنافسة على لقب كأس مصر.