الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زفة خالد يوسف النخباوية!

 

كان مشهدا لافتا بشكل كبير وكأنه سيناريو أعد سلفا! ولما لا وصاحبه مخرج محترف يعرف ماذا يفعل، أتحدث عن مشهد الاحتفاء الكبير بعودة المخرج خالد يوسف وكأنه عائدا من المعتقل ! المجتمعين في الصورة لم أشاهدهم معا منذ سنوات، بالطبع قدرة خالد يوسف على جمع تلك الأسماء في هذا التوقيت فائقة، ولكن السؤال الذين يتحدث عنه الكثيرين هل تورط المجتمعون في محاولة إعادة تلميع صورة المخرج والتي أصابها ما أصابها في السنوات الأخيرة ؟!
أستعيد شريط الذاكرة سريعا الآن وأنا التقي بعض تلك الأسماء لأول في مقهى الندوة الثقافية بوسط البلد قبل عام 2010 في ندواتنا الأسبوعية حيث كان يحضر هؤلاء ويتحدثون واعترف جرأتهم في انتقاد نظام مبارك كانت لافتة للجميع وحملت لبعض الأسماء تقديرا كبيرا لأني صدقت مواقفهم من القضايا الوطنية وقتها! وعملت مع بعضهم في تجارب صحفية أيضا.
ولكن اكتشفت ان جزء كبير من تلك "النخبة" التي لا تكل ولا تمل عن الحديث والتنظير أنهم وافقوا على الدخول في " حظيرة التدجين " في وقت سابق وفي نفس الوقت كنت أجدهم يعلوا صوتهم في اللقاءات والندوات بغير الحقيقة التي صاروا عليها ولذلك فشلوا بعد أحداث يناير 2011 في استمالة الشارع أو الشباب، باختصار لأنهم فشلوا في توفير البدائل والحلول وانكشفت مواقف الكثيرين منهم! وغابوا تماما عن التأثير في مسار الأحداث، ربما وجد بعضهم في تلك الاحتفالية فرصة للعودة مجددا للظهور الإعلامي ولكن الحقيقة أن الزمن تجاوزهم كثيرا، ومن الأمور اللافتة وجدت أحدهم بعد تلك الاحتفالية يبرر مشاركته! بعد أن وجد انتقادات كثيرة لذلك المشهد! 
على المستوى الشخصي لم أختلف مع خالد يوما بل كنت أعتز بصداقته كثيرا ومن أكثر المخرجين الذين اقتربت منهم و كثيرا ما كنت أزور بلاتوهات تصوير أفلامه، هو مثقف وسياسي بارع ربما أكثر منه مخرجا سينمائيا.
ولكن بالتأكيد لي تحفظ كبير على الفيديوهات المسيئة لبعض النساء التي كان هو طرفا فيها وكنت أنتظر ان يخرج يوضح أو يعتذر عما حدث ! لنساء تضرروا ولم يرحمهم المجتمع ! إحداهن هددت بالانتحار لأنها أصبحت منبوذة من الجميع.
لكن وجدته يخرج يتحدث في ناحية أخرى عن الغربة و المعارضة السياسية والنضال الوطني والعودة السينمائية وكأنه كان معتقلا سياسيا! 
لم أفهم تلك "الزفة" الإعلامية التى حدثت، وهنا أدعوه ان يأخذ جولة على تويتر وباقي مواقع التواصل الاجتماعي ليشاهد كم التعليقات السلبية تجاهه ومعه المحتفين به!! حيث هناك شبه إجماع بان المشهد كان مستفزا ! لكن يبدو أنهم منعزلين عن الواقع، هكذا يتم الحديث عن النخبة دائما.
على المستوى الفني خالد ذهب إلى السياسة في السنوات الأخيرة بكل تفكيره وكأنه كان يريد الابتعاد عن الإخراج وبالفعل ظل سبع سنوات منشغلا بالسياسة قبل عودته بفيلم متواضع "كارما" ولم يحقق نجاحا جماهيريا ونقديا مثل أفلامه السابقة، هل لديه طاقة للعمل السينمائي مجددا " بحب" لتلك المهنة أم سيكون للتواجد فقط ! وهل سيبتعد بالفعل عن السياسة والتي يهواها منذ كان شابا وقبل العمل بالإخراج!
يبدو لي الآن خالد في اختبار صعب أمام قطاع كبير من الجمهور مستاء من المشهد المستفز والاحتفال بعودته!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط