الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرجم المعنوى!

 

من ضمن الحريات الخاصة بالإنسان، ومحددة للعلاقة بين الخالق والمخلوق ..الحريات الجنسية، فالله من يحاسب البشر عموما، لكن ستصبح هذه الحرية مقبولة فقط بشرط عدم الفجور، أى التبشير والترويج للخطية أو الخطيئة، وبالتالى فالشرط جعل الأمر في حكم الاستحالة، فالجنس يحتاج للشريك، ومن هناك جاء التبشير بالخطية، وزادت القصة سوءا بالمجاهرة   أو التصوير، بل وتسريب الڤيديوهات.

بالتالى، لا أعرف من أى منطلق طبيعي يدافع أحد عن هذا المدعو مروج الرذيلة، ولا أعرف أى قانون لا يستطيع مواجهة هذه السقطات بل الكوارث، لحماية السلم الاجتماعي على الأقل!

ومن مفارقات الوضع المهين، أن بعض المتزيدين يحمل مسئولية تسريب الڤيديوهات لجهات ما، التى كانت غاضبة من المخرج المناضل على أفخاذ فتياته، اللاتى يغريهن بالأدوار والنجومية في أفلامه، وكأن هذه الجهات هى من صورت الڤيديوهات، وعلي المتزيدين أن يسألوا أنفسهم من سرب الڤيديوهات أولا؟!

عموما، الموقف كله مقزز، ودعم فتيات وسيدات له غريب جدا، ودعم رجال أغرب وأغرب، فالنكايات لا تسقط المعايير والأخلاقيات، والتنطع بمسخ يمسونه حريات، أصبح يلطخ جبين مروجيه بعار لا يمحى!

صبرا يامجتمع مصر على هذه الظواهر السلبية، وكن قويا وأنت تربي أبناءك وسط هذه الضربات، لكن ماذا سنقول لأنفسنا قبل أبنائنا ونحن نرى أمثال هؤلاء النشطاء الجنسيين المرضي، وهم يستقبلوا استقبال الفاتحين، بدلا من رجمهم فكريا ومعنويا لا ماديا بالطبع، لأنهم احتموا بالزواج العرفي، الذي روجته ضحاياه حماية للباقي منهن، وطبعا التصوير وتسريبه لا علاقة له بالزواج العرفي والشرعى، فالتشنيع جريمة في حد ذاتها، دينية وقانونية بل وإنسانية.

لست وصيا على أحد، ولا تطربنى هذه الأدوار، لكن الفكرة وما فيها في الأصل والأساس، القيمة، وللأسف بعبدا عن المنظور المباشر القريب والبعيد لهذا الحدث المستفز، فإن حالات الرشوة الجنسية انتشرت واستفحلت، ويجب مواجهتها بشكل أو آخر، علنا نناقشه معا سويا في سياق آخر!

وأخيرا، لا أرى بعدا آخر إلا البعد السياسي لإستعادة تيار ما لقوته، بشكل ما إرضاء لمتطلبات المشهد بتفاهمات غير مباشرة مع ديمقراطية بادين، وطبعا البعض يتفهم ذلك، حتى لا تعطلنا مثل هذه الملاحظات الديمقراطية المعتادة، عن الإنجاز في عدة ملفات، خاصة إننا نعانى بالفعل في بعض المحاور، ولهذا إسقاطاته الصعبة في عدة مناحى، وكلنا راصدون لذلك.

لكنى متحفظ على التعامل مع الموقف بهذا الشكل، خاصة أن الترويج لإعادة أسماء ما، يعد إرباك للباقي من معسكر يوينو، والذي تلقي ضربات عديدة خلال الفترة الأخيرة،على كل السياقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فهل ينتبه أحد؟!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط