الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سكان العاصمة يتوقعون فوزها.. كيف استعدت الفتاة المصرية مريم علي لانتخابات بلدية روما؟

مريم علي
مريم علي

فجأة وبدون سابق انذار، أعلنت فتاة مصرية الأصل، وإيطالية الجنسية تدعى «مريم علي» 20 عاما، عن الترشح لمقعد بلدية روما في إيطاليا، لتضع اسمها كأصغر المرشحين للانتخابات ضمن مجموعة كبيرة من المرشحين، للانتخابات التي تبدأ في أكتوبر المقبل، وسط توقعات بين العديد من سكان العاصمة الإيطالية روما، بفوزها، بمقعد عضو البلدية في مدينتهم.

والدها من الدقهلية وهاجر إلى إيطاليا  

مريم مع عائلتها

والد مريم، هو سامي محمد علي سالم، يحمل شهادتي ليسانس حقوق ودراسات إسلامية من القاهرة، وهو إمام مسجد، معتدل ومنفتح لحدٍ كبير، لدرجة أنه ألقى مرةً خطبة يوم الجمعة في كنيسة، متزوج وله أربع بنات هن: مريم وتسنيم وصفا وأمينة، يعود أصله إلى «البصراط» التي تقع في محافظة الدقهلية، هاجر إلى إيطاليا عام 1994، ليؤسس مسجداً صغيراً بعدها بعشرة أعوام، وتلاه لاحقاً بآخر سماه «الفتح» وهو يؤم فيه ويقع في حي Magliana في العاصمة الإيطالية.

مع والدها الشيخ سامي

قصة ترشح مريم المصرية لانتخابات بلدية روما

مريم علي

مريم، فتاة في العشرين من عمرها، ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولديها قناة باسمها على «يوتيوب»، وشاركت في تظاهرات وأعمال خيرية رفقة والدها، كما تدرس القانون وهي في السنة الثالثة بالجامعة.

نشأت الشابة مريم علي، داخل العاصمة الإيطالية روما، وكان والدها الشيخ سامي، يصطحبها منذ الصغر لتقديم بعض الأعمال الخيرية، فهو من علمها وحفزها على مساعدة غيرها من الصغار وكبار السن، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، إضافة إلى قدرتها العالية على الإنصات لمشكلات غيرها ومعرفة ما يواجهونه من أزمات ومحاولة العمل على حلها.

ولم تُفكر مريم كثيرًا للإقدام على خطوة انتخابات بلدية روما، حيث قررت أن يكون ترشحها نافذة واسعة تستطيع من خلالها مساعدة غيهار بشكل أوسع، مثلما كانت تحلم وهي صغيرة، وجاء ذلك بمساعدة والدها الذي شجعها كثيرًا على هذا القرار.

وعن تفاصيل ترشحها للانتخابات البلدية، قالت إن الشعب الإيطالي استغرب سنها الصغيرة، اعتقادا منهم أنها ليس لديها خبرة، كما أنهم نظروا للحجاب الذي ترتديه، حيث إن الصورة الذهنية لديهم عن المرأة المسلمة أنها تجبر على ارتداء الحجاب وليس لها معنى أو دور، مضيفة: أن ترشحي رد قوي من غير كلام على كل شخص يعتقد اعتقادا كاذبا عن المرأة المسلمة والدين الإسلامي.

خبرات مكتسبة من المجتمع الإيطالي والجاليات العربية

ترى مريم، أن كونها امرأة مصرية وعربية نشأت في إيطاليا، جعلها تكتسب العديد من الثقافات واللغات المختلفة، وهو الأمر الذي ساعدها على تكوين صورة كاملة حول المجتمع الذي تعيش فيه، يمكنها من تحمل مسؤولية المنصب الذي ترشحت إليه، وقالت: «مش هاكون تبع تيار معين»، مؤكدة أنها على علم بطريقة تفكير العرب والإيطاليين داخل إيطاليا، فكل تلك المميزات جعلتها تشعر بأنها ليست أقل منهم.

وأشارت مريم، إلى أنها شكلت خلال السنوات السابقة علاقات جيدة بالجالية المصرية والعربية بإيطاليا، ما مكنها من معرفة المشكلات التي يواجهونها، وكان من بينها مشكلة العنصرية التي يواجهها الأطفال المصريون والعرب في المدارس، وأزمة اضطهاد الإسلام والمسلمين، لافتة إلى إيمانها بأن لكل مشكلة حلا، وأن كثيرين لا يملكون قوة في مواجهة تلك المشكلات، ولولا تعليم والدها وتشجيعها لصارت مثلهم.

خدمة المصريين هدفها الأول

مريم

لفتت مريم أن عدد الجالية المصرية في إيطاليا كبير للغاية، ولابد من توصيل صوتهم في البرلمان، مؤكدة أنها تفتخر بحجابها وعملها، مشددة على أن ترشحها لهذا المنصب لن يؤثر سلبا على دراستها الجامعية، بل بالعكس سيكون جزءا من يومها كي تملؤه بشغف، بجانب حبها للعمل في الخدمات الاجتماعية، التي تعودت عليه منذ الصغر.