الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وفياتها تتفوق على كورونا.. 840 مليون شخص يعانون من المجاعة بحلول 2030

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"فيروس المجاعة في تكاثر"، هذا هو عنوان التقرير الأخير الذي نشرته المنظمة الإنسانية البريطانية "أوكسفام"، حول المشكلة الاجتماعية الحادة التي تهدد حياة الملايين من الأشخاص عبر العالم، ففي ظل انشغال العالم بمواجهة تفشي فيروس كورونا في جميع البلدان، في غفلة عنا تنشر المجاعات بشكل كبير في العديد من الدول.

في تحذير شديد اللهجة من الوضع الغذائي في العالم، كان ديفيد بيسلي، مدير برنامج الغذائي العالمي التابع للأمم المتحدة، قد حذر في وقت سابق من مواجهة مجاعات غير مسبوقة في 2021، وذلك ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلاً:" هذا التهديد الوجودي يحد من قدرة الدول والحكومات على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بكافة مشتملاتها".

القضاء على الجوع بحلول عام 2030، هو أحد أهم أهداف التنمية المستدامة في العالم، لكن حسب تقرير الأمم المتحدة حول حالة انعدام الأمن الغذائي والتعذية في عالميًا 2020"، فمن المتوقع ألا يتحقق هذا الهدف، حيث تشير التقديرات إلى أن ما بين 83 إلى 132 مليون شخص إضافي سيعانون من الجوع المزمن بسبب وباء كورونا، وإذا استمرت الزيادة على هذا المعدل فسوف يتجاوز الرقم 840 مليون بحلول عام 2030.

وفيات المجاعة تتفوق على كورونا

" 11 شخصًا يموتون كل دقيقة في العالم جراء المجاعة ونقص التغذية، مقابل 7 وفيات بسبب الإصابات بفيروس كورونا"، وذلك وفقًا للتقرير السنوي الأخير للعام الحالي 2021، لمنظمة مكافحة الفقر البريطانية "أوكسفام".

وكشفت المنظمة عن وجود زيادة بمقدار 6 أضعاف في عدد الأشخاص الذين يعانون من ظروف قد تشبه المجاعة، وأن حوالي 11 شخصُا يموتون كل دقيقة بسبب الجوع أو سوء التغذية بحلول نهاية السنة الجارية".

اكثر الدول التي تعاني من المجاعات

ما يقرب من 155 مليون شخص حول العام يعيشون في حالة من انعدام الامن الغذائي، أي بزيادة تقدر بـ 20 مليون شخص مقارنة بالعام الماضي 2020، فحسب "أوكسفام" فتعد النزاعات المسلحة من بين الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى المجاعة، وأن انتشار وباء كورونا زاد من تلك المشكلة تعقيدًا ونموًا.

في أغلب الأحيان ترتبط الدول التي تعاني من المجاعة بوجود نزاعات مسلحة طويلة، أدت إلى تدهور البنية التحتية والاقتصادية لها، وتأتي على رأس تلك الدول: "أفغانستان، اليمن، جنوب السودان، وسوريا"، وذلك حسب المنظمة البريطانية.

أما في منطقة الساحل، فالدول التي تعيش صراعات مسلحة طويلة الأمد، وتعاني أيضًا من المجاعة، هناك دولة بوركنينا فاسو التي ارتفعت فيها نسبة المجاعة بنسبة 200% بين عامي 2019 و 2020.

كورونا تسرع من نمو المجاعات 

تحتل جائحة كورونا المنتشرة حول العالم المرتبة الثانية بعد النزاعات المسلحة، في ازدياد المجاعة عالميًا، فبحسب "أوكسفام" فإن 520.000 شخص تعرضوا إلى مشاكل المجاعة منذ بدء انتشار فيروس كورونا في العالم.

فرصة لإيجاد حلول للتحديات

في إطار سعي الرئيس عبد الفتاح السيسي لمواجهة التحديات الناجمة عن تفشي ظاهرة كورونا، ورؤيته لتطلب العالم بذل المزيد من الجهد للتصدي للتحديات المركبة، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته أمام قمة نظم الغذاء والتي تعقد علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على أن تأسيس نظم غذائية مستدامة تحقق الامن الغذائي لمجتمعنا، مسألة تأتي على رأس أولوياتنا.

وأوضح الرئيس السيسي، أن خطر المجاعة بات يهدد الكثير من مناطق العالم خاصة في أفريقيا ويتطلب إيجاد حلول سريعة وفعالة لإنقاذ الملايين من البشر، خاصة في ظل تفاقم ظاهرة تغير المناخ، الذي تسبب في ارتفاع في درجات الحـرارة ونـدرة في الميـاه، وتدهور لجودة التربة وتصحر لمساحات هائلة من الأراضي الزراعية وتبعات ذلك الاقتصادية والاجتماعيــة، وكذلك على الأمـــن الغذائي فضلًا عن الأوضاع السياسية المعقدة في بعض الأنحاء، لافتًا إلى أن القمة فرصة مواتية لطرح أفكار وحلول لتلك التحديات.

مصر تسارع للقيام بدورها

سارعت مصر بالقيام بدورها وطنيًا وإقليميًا في إطار العملية التحضيرية لقمة نظم الغذاء، وذلك وفقًا لتأكيد الرئيس السيسي على أنه الدور الذي يمكن أن تضطلع به في تعزيز التعاون الدولي وحشد التمويل اللازم في هذا الصدد وعليه، فعلى المستوى الوطني، دشنت مصر حوارًا وطنيًا شاملًا، منذ ديسمبر ۲۰۲۰ ضم كافة المؤسسات الحكومية المعنية، وممثلي القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني أسفر عن التوافق على وثيقة وطنية للتحول إلى نظام غذائي صحي ومستدام كما انضمت مصر إلى تحالف "التغذية المدرسية" اقتناعا منها بأهمية توفير غذاء صحي للطالبات والطلاب وبمحورية مساهمة الشراكات الدولية في تحقيق هذا الهدف حيث باتت مصر إحدى أكبر الدول تنفيذًا لهذا البرنامج في المنطقة.

أما على المستوى الإقليمي، فانخرطت مصر في صياغة موقف أفريقي موحد خلال القمة يعكس أولويات شعوب القارة، وخصوصية تحدياتها ذات الصلة بالأمن الغذائي، ونعتزم استمرار العمل مع أشقائنا الأفارقة لمواجهة هذه التحديات سعيًا للإسراع في تنفيذ "أجندة الاتحاد الأفريقي ٢٠٦٣".

مساهمة القمة في دعم تحقيق الأمن الغذائي

أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن ثقته أن ما ستشهده قمة نظم الغذاء من مداولات ونقاشات ثرية ستساهم في دعم عملنا تجاه تحقيق الأمن الغذائي لمواطنينا وفي ترسيخ الحق في الغذاء كأحد الحقوق الأساسية للشعوب، وتابع: "في تقديري أن نجاحنا اليوم مرهون بمدى قدرتنا على الخروج بنتائج تساهم في صياغة نظام غذائي مستدام وطموح قابل للتنفيذ يراعي خصوصيات كل دولة وأولوياتها دون فرض رؤى أو نماذج محددة، وتوفير الدعم المطلوب، عبر تطوير آليات تمويلية خلاقة، وتعاون دولي فعال يجمع الدول بأطراف المنظومة الأممية وشركاء التنمية مع وضع آليات متابعة فعالة ومرنة - وطنيًا ودوليًا - تساهم في تحقيق أهدافنا المنشودة، وتطلعاتنا المشروعة لتلبية احتياجات شعوبنا جميعًا".