سيارة مرسيدس "أنتيكة" وراء بطولة هذا الفيلم.. اعرف قصتها

منذ زمن بعيد تحديدًا في زمن الاحتلال الإنجليزي لمصر، كان يتخذ بعضًا من الشباب الغير مسؤول والذي يبحث عن توافر المال بيديه دون الكد في عمل ما يغنيه عن البطالة، فيتجهون لمصادقة الأجانب وخدمتهم كدليل إرشاد هنا في مصر مقابل بعضًا من المال، ومازالت هذه القصة منتشرة بين بعض من فئة الشباب حتى وقتنا هذا مما أثار فضول المخرج والمؤلف زكي فطين عبد الوهاب للدخول في أزقة هؤلاء الشباب ومعرفة أسباب اتجاهاتهم هذه من خلال تناولها في فيلمه السينمائي " رومانتيكا ".

زكي فطين عبد الوهاب هو ممثل ومؤلف ومخرج من عائلة فنية فوالدته كانت الفنانة الراحلة ليلى مراد، ووالده مخرج الزمن الجميل الراحل فطين عبد الوهاب، حاول تجسيد بعض من أحداثه الحياتية وبداياته الفنية من خلال فيلم " رومانتيكا "، ولكن تحت اسم آخر وهو حسن وقد قام بدوره الفنان ممدوح عبد العليم، حاول الدخول إلى عالم الفن الواقعي لمناقشة قضايا حقيقية يواجهها المجتمع خاصة فئة الشباب، فاتجه إلى محاولة الاندماج بين مجموعة من شباب يمتهنوا لمهنة الـ " خرتية " وهي الوظيفة الوحيدة التي لا تحتاج لمؤهل سوى الكثير من النطاعة و الإلحاح على تقديم الخدمات  للسائحين داخل مصر.

من المتعارف عليه انتشار مهنة " الخرتية " في قاهرة المعز في المنطقة السياحية بمصر القديمة وأحياء وسط البلد والجمالية، ومن هنا بدأت أولى مشاهد فيلم " رومانتيكا " حيث ظهرت في بداية أحداث الفيلم نجمة مرسيدس المتألقة تتجول بوسط المدينة حولها المعمار الأثري والمعالم الشهيرة في فترة تسعينيات القرن الماضي، وهي السيارة التي استقلها حسن خلال رحلته مع شباب " الخرتية ".

سيارة أسطورية عتيقة، كانت تتزين المحروسة بسير هذه السيارة بشوارعها فترة خمسينيات وستينيات القرن الماضي هذا الزمن الذي اتسم بكل ما هو جميل وراقي وكلاسيكي تعشقه العين، هذه الملامح الجمالية التي تظهر بشكل خاص في تصميمات سيارات هذا العصر وخاصة في إصدارات النجمة الألمانية مرسيدس بنز MERCEDES BENZ.

تميزت الشركة الألمانية بتاريخها العريق في صناعة السيارات الفارهة منذ بداية تأسيسها في العام 1926، على يد الثلاثي الأشهر في تاريخ صناعات السيارات كارل بنز وفيلهلم مايباخ وجوتليب دايملر، هذه الشركة التي حققت نجاحًا منقطع النظير منذ أولى لحظات منافستها في السوق العالمية للسيارات، لتستكمل مسيرة نجاحاتها بإصدارها الأنيق MERCEDES BENZ PONTON.

طراز أحداث طفرة تحول في عالم إصدارات الشركة الألمانية مرسيدس بنز MERCEDES BENZ، بدأت في طرحه بداية من العام 1954،  وهو الطراز MERCEDES BENZ PONTON، ولكن من المؤسف أنه تم وقف خط انتاجه في العام 1962 لإتاحة المجال لإصدارات تحمل تصميمات جديدة، ولأنه تحفة كلاسيكية فنية أنيقة تخطف النظر إليها، فيهوى امتلاكها الكثير من عشاق السيارات والتحف النادرة، وتباع حتى وقتنا هذا بسعر يبلغ حوالي 43 ألف يورو، أي ما يعادل الـ 805 ألف جنيه مصري.

وظهرت السيارة بونتون خلال أحداث فيلم " رومانتيكا " من الطراز MERCEDES BENZ PONTON W 105، الذي تم طرحه بنسختين مختلفتين، جعل منها سيارة تناسب مختلف الأذواق، فمنها السيارة السيدان التقليدية ذات الأربعة أبواب، والنسخة الأخرى الشبابية منها ذات المفهوم ثنائي الأبواب والقابل للتحويل " كوبيه كابورليه ".

واستمدت السيارة  MERCEDES BENZ PONTON W105 ، قوتها من محرك مكون من 6 أسطوانات، بسعة 2000 سي سي، يستطيع أن يولد قوة قدرها 55 حصانًا، متصل بناقل حركة يدوي الأداء مكون من 4 سرعات، وتتسم المقصورة الداخلية لهذه السيارة بصناعتها بشكل كامل من خشب الأبانوس المطعم  ببعض الذرائر من أحجار " الباك لايت "، وناقل حركة أنيق مصنع من العاج الخالص، لذا فهي سيارة تعتبر تحفة فنية للأسف نادرة الوجود في الوقت الحالي حيث لا يوجد منها سوى نسخ قليلة يمتلكها هواة السيارات النادرة

يُذكر أنه كان قد شارك الفنان ممدوح عبد العليم بطولة فيلم رومانتيكيا مجموعة من شباب نجوم الفن في فترة تسعينيات القرن الماضي، يأتي من بينهم " شريف منير، علاء ولي الدين، أشرف عبد الباقي، محمد لطفي، لوسي، مصطفى شعبان، هاني دسوقي، هاني فريد، مخلص البحيري، تميم عبده " ومن تأليف و إخراج زكي فطين عبد الوهاب، وتم عرض فيلم رومانتيكا لأول مرة بدور العرض السينمائية في 25 نوفمبر من العام 1996.