الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روسيا وحل أزمة سد النهضة|هل موسكو قادرة على وضع حد للتعنت الإثيوبي؟

سامح شكري وسيرجي
سامح شكري وسيرجي لافروف

قال وزير الخارجية السفير سامح شكري، الاثنين، إنه ناقش مع نظيره الروسي سيرغي لافروف تطورات قضية سد النهضة، موجها الشكر لموسكو بسبب موقفها في الأزمة.

وأوضح شكري خلال مؤتمر صحفي مع لافروف: «أتوجه بالشكر لروسيا بسبب الدعم الذي تلقته مصر من جانبها لتناول هذه القضية في مجلس الأمن، ونتطلع للتعاون مع موسكو في هذه القضية، والتوصل لحل قانوني ملزم يضمن حقوق كافة الأطراف بعيدا عن أي سياسات أحادية لا تتوافق مع سياسات القانون الدولي».

وسيط مباشر مع إثيوبيا

وحول ما يمكن أن تقدمه روسيا لحل الأزمة القائمة بشأن سد النهضة خاصة في ظل الموقف الإثيوبي المتعنت والرافض لأي توافق، قالت أستاذ العلاقات الدولية، الدكتورة نورهان الشيخ، إن فكرة حل أزمة سد النهضة من خلال العرض على المنظمات الدولية أو حتى الإقليمية أو من خلال أطر جماعية  وصل لطريق مسدود نتيجة التعنت الإثيوبي لذلك الأمر يحتاج إلى تدخل أو وسيط على مستوى مباشر مع إثيوبيا.

وأوضحت «الشيخ» في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن روسيا تمتلك علاقات جيدة ومهمة واستراتيجية مع إثيوبيا وكذلك الحال بالنسبة للصين، معقبة: «الدولتان قادرتان بشكل أو بآخر على حلحلة ملف سد النهضة، وموسكو قادرة على دفع إثيوبيا إلى صيغة توافقية حول الأزمة فيما بينها وبين مصر والسودان».

وأكدت أن العلاقات الاستراتيجية التي تجمع موسكو والخرطوم تعزز هذه الفكرة، فـ«روسيا معنية بالدرجة الأولى باستقرار المنطقة وأن يكون هناك حلول للخلافات والنزاعات بشكل سلمي وودي».

علاقات استراتيجية قوية

وأشارت: «تربط روسيا والأطراف الثلاثة علاقات استراتيجية قوية على مدار سنوات طوال ومن هذا المنظور موسكو قادرة على دفع الأطراف خاصة الجانب الإثيوبي بشكل أو بآخر لطرح رؤية توافقية حول تشغيل وملء سد النهضة».

وأكدت أن «روسيا قادرة على دفع الأطراف الثلاثة نحو تبني حل لأزمة سد النهضة وهذا امتداد للمبادرة التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال ترأسه والرئيس عبد الفتاح السيسي، للقمة الروسية الأفريقية في 2019».

واختتمت: «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث حينها عن طرح أو وساطة أو مبادرة لحل القضية»، معقبة: «من المهم إتاحة الفرصة للدور الروسي، فنحن أتحنا الفرصة لكل الأدوار ولا بأس بدور روسي إذا كان قادرا على حل للأزمة».

مجالات التعاون الثنائي

وأوضح شكري أنه ناقش مع لافروف «أوجه العلاقات الثنائية، وأعربنا عن ارتياحنا لدورية اللقاءات المشتركة بين البلدين وتفعيل مجالات التعاون الثنائي وهي مجالات كبيرة وتعد مثل للتعاون المثمر سواء كان في محطة الضبعة النووية أو المنطقة الصناعية بالسويس أو المقاصد السياحية، ونرغب في عودة التبادل التجاري بشكل كبير الذي تأثر بسبب جائحة كورونا».

وتابع الوزير المصري: «تباحثنا العمل على إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتعزيز حل الدولتين والتوصل لحل دائم وشامل وعادل للدولة الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67، وناقشنا توحيد وحدة الصف الفلسطيني».

وقال: «تناولنا الحفاظ على استقرار ووحدة الأراضي الليبية وتفعيل خارطة الطريق التي تمت خلال مؤتمر الوحدة الوطنية الليبي، وخروج كافة القوات الأجنبية من الأراضي الليبية، وسوف نستمر دعم العملية حتى تستعيد المؤسسات الليبية كامل قوتها».

وأشار شكري إلى أنه تمت أيضا مناقشة الأوضاع في سوريا، وكيفية إنهاء الأزمة السورية بالشكل الذي يتواكب مع مقررات الشرعية الدولية.

تسييس ملف المساعدات 

من جهة أخرى، جدد وزير الخارجية الروسي تأكيد موقف موسكو الرافض لمحاولات تسييس ملف إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

وأكد لافروف على ضرورة تقديم المساعدات للسوريين لتجاوز تداعيات الأزمة الممتدة منذ عدة سنوات، والعمل على التوصل لتسوية سياسية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254.

وأشار إلى أن «التهديد الإرهابي في منطقة إدلب لا يزال مستمرا، والمجموعات الإرهابية المتمركز هناك تهاجم وحدات الجيش السوري وكذلك القوات الروسية».

وقال إن لدى روسيا ومصر موقفا مشتركا بخصوص الأزمة الليبية، مؤكدا ضرورة سحب القوات الأجنبية من هذا البلد بشكل تدريجي، وإجراء الانتخابات المقررة أواخر العام الجاري، وتعزيز الهيئات الحكومية وتشكيل قوات مسلحة موحدة.