الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روح الصمود

       كلما انطلقت صفارة الاحتفال بعيد نصر السادس من أكتوبر المجيد،.. وجدتني أراجع أقوال الرئيس الراحل محمد أنور السادات،.. هذا الزعيم  البطل الذي أعاد العزة والكرامة لأبناء الوطن.. وقد توقفت طويلاً عند تلك العبارة  "إن أقوى الأسلحة التي أمتلكها الإنسان وسوف يظل لها دائماً فاعليتها الحاسمة هي روح الصمود"..
ولا أعرف تحديداً  سر تأثري بهذه المقولة،..ربما يكون معناها.. وجائز لقناعتي بضرورة إعادة روح الصمود أمام كل من يحاول تشويه إنجازات لا تعد ولا تحصى بوقت قياسي مستغلاً  مسمى"التطوير" في غير محله!.. 
وقبل أن أدخل في لب الموضوع دعوني أحدثكم عن ماهية الصمود وفقاً لما جاء بمعجم اللغة العربية... أنها كلمة مشتقة من  "الصمدة" وتعني صخرة مرتفعة ثابتة في الأرض. أي أن الصمود يدل على القوة والرسوخ والمثابرة.. وكلها خصال نحن في أمس الحاجة لها الآن.. نعم .. الآن،..أقول هذا الكلام بمناسبة ما تتعرض له أحياءنا العريقة من عمليات سطو حضاري  لكل ما هو هادئ وجميل واستبداله بأخر صاخب بل وقبيح!.. لن أردد ما قيل ويقال عن نوايا لاستقطاع أجزاء من حدائق تاريخية كجزيرتي الميريلاند والأسماك لنفي المسئولين ذلك..
لكنني أتكلم عن حقيقة واقعة بساحات خضراء طغى على رحيق ورودها أبخرة الطعام والشراب بفعل المقاهي والمطاعم مثل ما حدث بحديقة ميدان العباسية وأكشاك السمك أمام حديقة قصر عابدين.. 
 فضلاً عن تشويه شوارع كانت يوماً عنوان للرقي فأصبحت أبنيتها اليوم على كل شكل ولون، بالإضافة إلى الموسيقى العالية وخناقات الشباب لبعد منتصف الليل جراء كافيهات على طول الطريق،.. وأصدق دليل على ما أقول ما يعانيه حالياً سكان شارع 26يوليو بحي الزمالك.. 
أي تطوير يا سادة الذي يجعلنا نضرب عرض الحائط بمناطقنا الراقية، ونضحي بساحات شاسعة من الخضار من أجل بناية خرسانية، أو جراج متعدد الطوابق، أو حتى مطاعم وكافيهات تحتل الأماكن الهادئة فتحولها بين ليلة وضحاها لضوضاء وضجيج لا يحتمل!
والغريب أن ما يحدث من مسئولين سمحوا بهذا الغزو الضوضائي يتنافي كلياً مع توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالحفاظ على المساحات الخضراء، وتوفير حياة صحية وبيئية للمواطن.. 
ففي الوقت الذي نبني فيه جمهوريتنا الجديدة، وفي قمة ما حققناه من تنمية وبناء لكباري.. طرق.. مدن جديدة نجد من يختزل التطوير في المقاهي وساحات انتظار السيارات وكأن هدم الأحياء الهادئة واستبدالها بأخرى صاخبة هو خلاصة أفكارهم للتطوير!.. 
ليتهم يتعلمون من قيم الجمال وطابع التنسيق الحضاري الذي يحرص السيد الرئيس على إضفائه في جمهوريتنا الجديدة.. وقبل أن يوافق أي منهم على تحويل حي هادي لسوق مقاهي، ينزل في جولة تفقدية لشوارع وسط البلد وميدان التحرير عله يعرف ماهية التطوير عن حق ويستمتع بحلو الرقي في الأبنية القديمة..
أما أنا وأنت وكل مواطن عاشق للتراث والثقافة،.. تعالوا معاً نستعيد روح الصمود ونتمسك بكل قيمة جمالية أصيلة، ونقف ضد أي تشويه أبعد ما يكون عن التطوير!.. 

 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط