الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بينهم زعماء دول ورجال أعمال.. وثائق باندورا تكشف عن ملاك عقارات سرية بمليارات الدولارات في بريطانيا

 وثائق باندورا تكشف
وثائق باندورا تكشف عن ملاك عقارات سرية في بريطانيا

كشفت وثائق باندورا وهي عبارة عن 12 مليون وثيقة مسربة عن الثروات السرية لزعماء دول وسياسيين ومليارديرات، إضافة إلى هوية الملاك السريين لنحو 1500 عقار في بريطانيا اشتراها أصحابها عن طريق شركات خارجية.

وبحسب تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقدر قيمة العقارات بأكثر من 4 مليارات جنيه إسترليني، وجاءت تفاصيل عنها في وثائق باندورا.

وشملت قائمة المالكين عددا من زعماء العالم وكبار السياسيين الأجانب، فيما أكد وزراء بالحكومة البريطانية أنهم سيقترحون قانونا جديدا في البرلمان  يجعل الإعلان عن أسماء مالكي العقارات، عن طريق شركات أجنبية، إجبارياً من أجل القضاء على غسيل الأموال.

من هم ملاك العقارات السرية في بريطانيا؟

من بين الأسماء التي كشف عنها التحقيق زوجة الملياردير البريطاني السير فليب جرين، التي اشترت عقارات بملايين الجنيهات الإٍسترلينية في لندن بينما كانت سلسلة المتاجر "بي أتش أس" التي كان يملكها تنهار.

وبحسب التحقيق، أخفت زوجة جرين هويتها باعتبارها مالكة للعقارات لأنها اشترتها عن طريق شركات سرية، مسجلة في جزر العذراء البريطانية، الملاذ الضريبي الآمن.

وتضمنت عملية الشراء شقة بقيمة 15 مليون جنيه إسترليني في مايفير، ومنزلا جديداً لابنتهما قرب قصر باكينجهام، عام 2016، تبلغ قيمته 10.6 ملايين جنيه إسترليني.

وكشف التحقيق عن بدء الزوجة عمليات الشراء بعدما باع زوجها امبراطورية "بي أتش اس" لرجل أعمال معروف بإفلاسه سابقا، ولا يتمتع بخبرة في مجال الأسواق، ما أدى لانهيار المجموعة لاحقا، مُتسببة في بطالة 11 ألف شخص.

وتسبب إفلاس السلسلة الشهيرة في غضبا واسعا، بعدما تم الكشف عن ثغرة مالية بقيمة 571 مليون دولار في الصندوق التقاعد.


الملياردير جينادي بوجوليبوف

جاء اسم الملياردير الأوكراني جينادي بوجليبوف، ضمن الوثائق، والذي يخضع لتحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف  بي آي" بتهمة غسيل الأموال.

ويتهم الملياردير الأوكراني هو وشريكه باختلاس أكثر من مليار جنيه إسترليني من البنك الذي أسساه.

وأوضحت الوثائق المسربة أنه المالك الأخير لعدد من العقارات في بريطانيا قيمتها أكثر من 400 مليون جنيه إسترليني، بينها عمارة في ساحة ترافلجير، ويملكها عن طريق شبكة شركات خارجية تخفي هوية المالك.

وكان بوجليوبوف أسس مع شريك له مصرف بريفت بنك أكبر بنوك أوكرانيا، لكن الحكومة قررت تأميم البنك في 2016 بعدما وجد المدققون في حساباتها ثغرة مالية قيمتها 5.5 مليار دولار.

 

زعماء الدول

أشارت "بي بي سي" إلى أن عائلة الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا، تملك سرا شركات خارجية منذ عقود، واشترت عبر واحدة من هذه الشركات شقة في وسط لندن.

وبحسب التحقيق، تأسست الشركة على يد جينا كينياتا، والدة الرئيس، رفقة أختيه كريستينا وآنا.

كما تتهم الوثائق الرئيس الأوكراني أوليكسندر زولينسكي بامتلاك أسهما في شبكة شركات "أوفشور" خارجية، مع أصدقاء وشركاء له في أعمال التلفزيون، وتسيطر هذه الشركات على أصول من بينها شقق في لندن قرب ريجنت بارك.

لكن عدد من قادة وزعماء العالم أصدروا بيانات ينفون فيها ما جاء في التسريبات أو ارتكاب أي مخالفات.

 

ما دور الحكومة البريطانية؟

حاولت بريطانيا في 2016 إنشاء سجل للشركات الأجنبية التي تملك عقارات في المملكة المتحدة، عن طريق حكومة ديفيد كاميرون، وذلك بهدف منع الأشخاص والحكومات من إدخال الأموال الفاسدة وغسلها وإخفائها في سوق العقارات، والاستفادة من الأموال العامة.

نشر مشروع القانون بعد عامين، وتعهدت الحكومة بإحراز "تقدم" في تغيير القانون في 2019، ومطلع العام الجاري، جددت الحكومة البريطانية تعهدها عقب قمة مجموعة السبع بإنشاء سجل عام للشركات الأجنبية التي تملك عقارات في بريطانيا.

ولكن حتى الآن، لم يودع القانون في البرلمان، ولا يدرج ضمن أولويات الحكومة لهذا العام في خطاب الملكة.

وفي هذا السياق، قالت النائبة عن حزب العمال مارجريت هودج في تصريحات لـ"بي بي سي" إن ديفيد كاميرون ووزير ماليته جورج أوزبورن عندما كانا في الحكومة "وعدا بإنشاء سجل للمستفيدين من الملكيات العقارية في بريطانيا، ونحن ننتظر منذ 2016 أن تتحقق هذه الوعود".

وأضافت "القانون جاهز،.. والأمر ليس معقداً، ولكنه لم يصدر.. لذلك فهذه فضيحة".

ورغم ذلك، تقول الحكومة البريطانية إنها تتخذ إجراءات صارمة ضد غسيل الأموال بتشديد القوانين، وإنها ستقدم سجلا بالشركات الخارجية التي تملك عقارات في بريطانيا، عندما يسمح وقت البرلمان بذلك.