الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عقد من التسريبات.. ماذا عرفنا عن ثروات رجال السلطة والمشاهير قبل وثائق باندورا؟

التسريبات كشفت ثروات
التسريبات كشفت ثروات المشاهير طوال العقد الماضي

كشف تسريب وثائق باندورا الأسرار المالية لمئات من قادة العالم والسياسيين والمليارديرات والمشاهير، وهو عبارة عن تسريب لما يقرب من 12 مليون مستند يكشف عن ثروات سرية، وتهرب ضريبي، وفي بعض الحالات، غسيل أموال من قبل بعض زعماء العالم وأثريائه.

ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، عمل أكثر من 600 صحفي في 117 دولة على البحث في ملفات من 14 مصدرا لشهور. وحصل على البيانات الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) في واشنطن العاصمة، والذي كان يعمل مع أكثر من 140 مؤسسة إعلامية في أكبر تحقيق عالمي من نوعه على الإطلاق.

واستعرضت "بي بي سي" في تقرير لها سلسلة من أبرز التسريبات المشابهة لوثائق باندورا خلال العقد الماضي.

ملفات 2020 FinCEN

في سبتمبر 2020، كشفت ملفات FinCEN عن فشل البنوك العالمية الكبرى في وقف غسل الأموال والجرائم المالية. وكشفت أيضا أن المملكة المتحدة غالبا ما تكون الحلقة الضعيفة في النظام المالي، وأن عاصمة المال والأعمال لندن غارقة بالأموال الروسية.

وتضمنت الملفات أكثر من ألفي تقرير نشاط مشبوه، قدمتها المؤسسات المالية إلى وكالة إنفاذ الجرائم المالية، أوFinCEN، وهي جزء من وزارة الخزانة الأمريكية. وهي تشمل أيضا 17641 سجلا تم الحصول عليها من خلال طلبات حرية المعلومات (FOI) ومصادر أخرى.

وقد تم الحصول على تلك الملفات من قبل مؤسسة BuzzFeed الإعلامية، التي شاركتها مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) و400 صحفي حول العالم، بما في ذلك بي بي سي بانوراما، التي قادت التحقيق في المملكة المتحدة.

أوراق الجنة 2017

مجموعة ضخمة من المستندات المسربة لشركة المحاماة الخارجية Appleby، إلى جانب سجلات الشركات في 19 سلطة ضريبية، والتي كشفت عن المعاملات المالية لسياسيين ومشاهير وعمالقة الشركات وقادة الأعمال.

وقد أظهرت هذه المستندات أن حوالي 10 مليون جنيه إسترليني من مال الملكة إليزابيث الخاص قد استثمر خارج بريطانيا.

كما احتوت على مخطط للتهرب الضريبي استخدمه ثلاثة نجوم في المسلسل الكوميدي في بي بي سي "أبناء السيدة براونز"، و أظهرت أن لويس هاميلتون بطل سباقات الفورمولا 1، تجنب دفع الضرائب على طائرته الفاخرة البالغة 16.5 مليون جنيه إسترليني.

وكشفت الوثائق كيفية حماية شركة Apple لنظامها الضريبي المنخفض، وأن الأمير تشارلز قام بحملة لتعديل اتفاقيات تغير المناخ، دون أن يفصح عن وجود مصالح مالية خارجية لشركته الخاصة فيما كان يروج له.

ولا تعرف بي بي سي هوية من يقف وراء تسريب البيانات. فقد تم تمرير 13.4 مليون سجل إلى صحيفة Süddeutsche Zeitung الألمانية، التي شاركتها بدورها مع الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين. وقادت بي بي سي بانوراما جزءا من تحقيق عالمي شمل ما يقرب من 100 مؤسسة إعلامية أخرى، بما في ذلك صحيفة الجارديان، في 67 دولة.

تم التوصل فيما بعد إلى تسوية سرية بين بي بي سي وصحيفة الغارديان من جهة و Appleby من جهة أخرى، بشأن الإبلاغ عن الوثائق المسربة، والتي قالت شركة المحاماة إن قراصنة أخذوها. وقالت صحيفة الجارديان وبي بي سي إن التقارير تصب في المصلحة العامة، لكنها لم تذكر المزيد من التفاصيل حول التسوية.

وثائق بنما 2016

إلى أن ظهرت وثائق باندورا، كان يُنظر إلى هذا التسريب على أنه الأكبر على الإطلاق من حيث حجم البيانات. ولكن إذا كنت تعتقد أن كشف ويكيليكس للبرقيات الدبلوماسية الحساسة في عام 2010 كان صفقة كبيرة، فقد احتوت وثائق بنما على 1500 ضعف تلك البيانات.

جاءت وثائق بنما بعد أن اتصل مصدر مجهول بالمراسلين في صحيفة Süddeutsche Zeitung الألمانية فريدريك أوبرماير وباستيان أوبرماير عام 2015، وقدم وثائق مشفرة تعود لشركة المحاماة البنمية Mossack Fonseca التي تبيع شركات خارجية مجهولة الهوية، وتساعد أصحابها على إخفاء تعاملاتهم التجارية، إذ تملك منظومة مصرفية تجعلها ملاذا ضريبيا مهما.

وصل الحجم النهائي للوثائق إلى 2.6 تيرابايت من البيانات. فتواصلت الصحيفة الألمانية مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين لينتهي الأمر بمشاركة حوالي 100 مؤسسة إخبارية في التحقيق ضمت فريق بي بي سي بانوراما.

بعد أكثر من عام من التدقيق، نشر الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين وشركاؤه وثائق بنما في 3 أبريل 2016، ونشر قاعدة بيانات الوثائق على الإنترنت بعد شهر.

ركز عدد قليل من الشركاء الإعلاميين على كيفية قيام شركاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحريك الأموال في جميع أنحاء العالم، ورغم ذلك لم يُبد الروس اهتماما بتلك التسريبات.

لكن الوضع كان مختلفا بالنسبة لرئيسي وزراء آيسلندا وباكستان، حيث استقال الأول من منصبه بينما أقيل الثاني من قبل المحكمة العليا.

بشكل عام، كشفت الوثائق عن المعاملات المالية لعشرات من قادة العالم الحاليين والسابقين، وأكثر من 120 من السياسيين والمسؤولين الحكوميين، إضافة إلى عدد لا يحصى من المليارديرات والمشاهير ونجوم الرياضة.

وبعد خمسة أشهر من وثائق بنما، نشر الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين معلومات من سجل الشركات في جزر البهاما. وقد كشفت عن نشاطات لاستخدام ملاذات ضريبية من قبل "رؤساء وزراء ووزراء وأمراء ومجرمين مدانين". كما اعترفت المفوضة السابقة للمنافسة في الاتحاد الأوروبي، نيلي كروس، بعدم الكشف عن علاقاتها بشركات خارجية "أوفشور".

التسريبات السويسرية 2015

هذا التحقيق الذي أجراه الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، والذي شمل مئات الصحفيين من 45 دولة، بما في ذلك بي بي سي بانوراما، نُشر في فبراير 2015.

وركزت التسريبات على بنك HSBC الخاص (سويسرا)، وهي شركة تابعة للعملاق المصرفي، وبالتالي رفعت الغطاء عن تعاملات في بلد تعتبر فيه السرية المصرفية أمرا مفروغا منه.

وغطت الملفات المسربة حسابات حتى عام 2007، مرتبطة بأكثر من 100 ألف شخص وكيان قانوني من أكثر من 200 دولة. وقال الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين إن الشركة التابعة قد خدمت "أولئك المقربين من الأنظمة الفاسدة" و"العملاء الذين وردت أسماؤهم بصورة غير جيدة من قبل الأمم المتحدة".

واعترف HSBC بأن "ثقافة الامتثال ومعايير العناية الواجبة" في الشركة التابعة في ذلك الوقت كانت "أقل مما هي عليه اليوم". وقال الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين إن HSBC استفاد من "تجار الأسلحة، ورجالات الديكتاتوريين في العالم الثالث، والمتاجرين بالماس غير الشرعي، وغيرهم من الخارجين عن القانون الدوليين".

تسريبات لوكسمبورج 2014

أو LuxLeaks اختصارا، هو تحقيق مكثف آخر للاتحاد الدولي للصحفيين تم الكشف عن نتائجه في نوفمبر 2014.

ركزت التسريبات على كيفية مساعدة شركة الخدمات الاحترافية PricewaterhouseCoopers، للشركات متعددة الجنسيات في الحصول على مئات الأحكام الضريبية المواتية في لوكسمبورج بين عامي 2002 و2010.

وقال الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين إن الشركات متعددة الجنسيات وفرت المليارات من خلال توجيه الأموال عبر لوكسمبورج، وأحيانا بمعدلات ضريبية أقل من 1 في المئة، وأضافت أن أحد العناوين في لوكسمبورج كان موطنا لأكثر من 1600 شركة.

وتم الكشف عن تسريب الوثائق لأول مرة عام 2012، بعد تحقيق مشترك بين بي بي سي بانوراما وفرانس2، وقد رفع الغطاء عن الاتفاقيات الضريبية لشركة الأدوية العملاقة في المملكة المتحدة GlaxoSmithKline والشركة الإعلامية Northern & Shell. وأوردت التسريبات أسماء عدد من كبريات الشركات من بينها شركات بيبسي وآيكيا و AIG ودويتشه بنك.

وقالت دفعة ثانية من الوثائق المسربة، إن شركتي والت ديزني وسكايب، ضختا أرباحا بمئات الملايين من الدولارات من خلال فروع لوكسمبورج. لكنهما والشركات الأخرى التي ورت أسماؤها نفوا ارتكاب أي مخالفة.

تسريبات الشركات الخارجية "أوفشور" 2012-2013

يقدر حجم هذه التسريبات بنحو عُشر حجم وثائق بنما، ولكن كان يُنظر إليها على أنها أكبر عرض للاحتيال الضريبي الدولي على الإطلاق، عندما أعلن الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين وشركاؤه الإعلاميين عنها في نوفمبر 2012 وأبريل 2013.

وقد تم الكشف عن حوالي 2.5 مليون ملف، تضمنت أسماء أكثر من 120 ألف شركة وصناديق ائتمانية في ملاذات ضريبية، مثل جزر العذراء البريطانية وجزر كوك. كما كشفت بي بي سي بانوراما عن صناعة تهرب ضريبي مزدهرة في المملكة المتحدة، في تحقيق سري اعتمد على الملفات.

لكن لكي نكون منصفين، يشير الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين إلى أن التسريبات ليست بالضرورة دليلا على أعمال غير قانونية.

ويشير الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين إلى "اثنين من مقدمي الخدمات المالية: أحد البنوك الخاصة في جيرسي وسجل الشركات في جزر البهاما" بوصفهما مصدري التسريب، لكنه لا يقول شيئا أكثر من أنه تم "الحصول على البيانات".