حرب أكتوبر ….زلزلت القوات المصرية الأرض في هذا اليوم منذ ثماني وأربعين عام، أثبت الجندي المصري للعالم أجمع و ليس فقط العدو الواقف على الجبهة أن أرض مصر غالية و من أجلها يمكن أن يضحي بحياته.
سطرت القوات المصرية في السادس من أكتوبر تاريخا من ذهب نحتفل به في مثل هذا اليوم من كل عام نسترجع أمجاد أبطال و بواسل قواتنا المسلحة من ضباط و جنود و سيظل الجيش المصري مصدر إعتزاز و فخر لكل مصري بعد إسترداد الأرض و تحريرها من قوات العدو .
بصوت يغمره السعادة و الإفتخار و النصر، كانت كلمات "بديع الشامخ" أحد الجنود المقاتلين في حرب أكتوبر العظيمة تعبر عن الفخر بالنصر الذي حققه الجيش في حرب السادس من أكتوبر و يفخر بأنه كان جزءا من تلك الملحمة التاريخية التي سطرتها القوات المسلحة بحروف من نور.

يسرد المقاتل "بديع الشامخ" بكل حماس عن يوم النصر و استعدادات القوات المسلحة من الجنود و الضباط، و قال انه بدأ فترة تجنيده و هو بالغ من العمر 20 عاما، و كان عمره أثناء حرب السادس من أكتوبر 22 عاما، قضى عامين من خدمته في تدريبات الجيش للإستعداد للحرب و كان ينتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر .
قال" الشامخ" أن خلال فترة تجنيده بالقوات المسلحة انضمت أسلحة جديدة للجيش في ذلك الحين، و كان على الجنود بذل أضعاف المجهود في تعلم إستخدام الأسلحة الجديدة لأنها ستستخدم في الحرب.

تابع المقاتل بديع الشامخ" حديثه عن تدريبات إعداد الجيش للحرب، فأوضح أن الجنود و الضباط كانوا يرفضون الهزيمة و لا يرون سوى النصر، فقد تكاتف الشعب في تلك المرحلة الصعبة وساند الشعب كله بجميع طوائفه الجيش بكل الطرق و كان شعار المرحلة حينها " لا صوت يعلو على صوت المعركة" .
أشار الجندي المقاتل " بديع الشامخ" ، إلى أن مهمته في الحرب كانت إستطلاع مدفعية " أي استطلاع المكان الذي ستوجه إليه ضربة المدفعية"، فقد كانت هناك أجهزة جديدة و حديثة انضمت إلى أسلحة الجيش و كان من ضمنها أجهزة استخدمت في استطلاع المدفعية .
و استطرد "بديع " الحديث قائلا" مشهد فيلم الممر الذي ظهر فيه الجنود الذين كانوا يرقصون على الشاطئ و يثيرون غضب الجنود بتلك الطرق كان حقيقيا " و أوضح أن البعض لم يصدقه حينما حكى ذلك المشهد حينها و لكن بعد عرض الفيلم تأكدوا من الأمر مضيفاً ، "كل الجنود و الضباط على الجبهة كانوا مستنيين ساعة الصفر".
واوضح الشامخ خلال حديثه، أن ساعة الصفر بالنسبة للمقاتلين على الجبهة كانت في أي وقت، فكانوا دائما على استعداد للحرب و ذلك بعد فترة إعداد و تأهيل و تدريب كبيرة .

روى " بديع الشامخ"، أن عبور القوات المسلحة لخط بارليف كان منظما و مرتبا و لم يكن عشوائيا على الإطلاق، فقد كان كل جندي و ضابط يعلم المكان الذي سيقف فيه و المكان الذي سيتحرك إليه . و كان على رأس الجنود العابرين، فرق المشاه .
أوضح "بديع الشامخ " أنه كان يحمل على ظهره جهاز لإستطلاع المدفعية و قام بالعبور به و هو يحمله أثناء التجديف بالقوارب المطاطية و تسلق الساتر الترابي الذي كان ارتفاعه 20 مترا .
و أشار إلى أن عمره حاليا 71 عاما، و إذا طالبته القوات المسلحة مرة آخرى سيلبي نداء الوطن .