الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كارثة تهدد الشرق الأوسط بسبب أزمة المناخ.. ما هي ؟

كارثة تهدد دول الشرق
كارثة تهدد دول الشرق الأوسط بسبب أزمة المناخ

حذر خبراء من تهديد أزمة المناخ بتوجيه ضربة مزدوجة لمنطقة الشرق الأوسط من خلال تقليص دخلها المتأتي من النفط مع تحول العالم إلى مصادر الطاقة المتجددة وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات متطرفة غير مواتية للحياة.

وصنفت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة منطقة الشرق الأوسط، التي يعيش فيها نحو نصف مليار شخص وتكاد لا تغيب عنها الشمس على أنها معرضة للخطر بشكل خاص، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس".

وقال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس أمام المؤتمر الدولي حول تغير المناخ في شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط. إن"منطقتنا مصنفة على أنها بؤرة ساخنة لتغير المناخ العالمي".

وتعد المنطقة موطنا للعديد من الدول التي لم تصادق بعد على اتفاقية باريس المبرمة عام 2015 - وهي إيران والعراق وليبيا واليمن - قبل أسابيع من انطلاق مؤتمر المناخ كوب26 الذي تنظمه الأمم المتحدة في جلاسكو.

من جانبه، يقول جيفري ساكس، رئيس شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، إنه عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ والشرق الأوسط فنحن أمام "مشكلات رهيبة".

أما اورد ساكس الأستاذ من جامعة كولومبيا بنيويورك يقول "أولاً، هذه المنطقة هي مركز الوقود الأحفوري في العالم، لذا فإن الكثير من اقتصاداتها تعتمد على وقود لم يعد مؤاتيا للعصر، وعلينا أن نوقف استخدامه".

وأضاف في تصريحات للوكالة "ثانيا، من الواضح انها منطقة جافة وتزداد جفافا، لذلك أنى نظرنا هناك انعدام للامن المائي ونقص في المياه ونزوح سكاني".

واعتبر ساكس  أن المنطقة "يجب أن تشهد تحولًا هائلًا.. ولكنها منطقة مشحونة سياسياً ومقسمة ومنطقة عانت من الكثير من الحروب والنزاعات التي كانت في أكثر الأحيان على صلة بالنفط".

وأشار إلى أن  النبأ السار هو أن هناك "الكثير من أشعة الشمس لدرجة أن الحل موجود أمامهم.. كل ما عليهم هو أن ينظروا إلى السماء.. فأشعة الشمس توفر لهم الأساس لاقتصاد جديد نظيف وأخضر".

فيما قال وران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي الأسبق الذي أشرف على اتفاقية باريس، إنه في صيف هذا العام الحارق "شهدنا حرائق غابات مدمرة في قبرص واليونان وتركيا وإسرائيل ولبنان".

وتابع "لقد تجاوزت درجات الحرارة 50 درجة مئوية في الكويت وعُمان والإمارات والسعودية والعراق وإيران.. ولدينا جفاف في تركيا وإجهاد مائي في دول مختلفة وخصوصا في الأردن".

وأوضح أن "هذه الأحداث المأسوية ليست مشاهد من فيلم كارثي، إنها حقيقية وحاضرة".

وفي هذا السياق، تقود قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي الأقرب إلى الشرق الأوسط، حملة دولية تضم 240 عالما لتطوير خطة عمل إقليمية مدتها 10 سنوات وعرضها في قمة تعقد بعد عام من الآن.

واستمع المؤتمر الذي استمر يومين الأسبوع الماضي، إلى بعض النتائج الأولية، بما في ذلك أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من المنطقة قد تجاوزت تلك الصادرة عن الاتحاد الأوروبي.

ويؤكد العلماء أن  منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تعاني في الأساس من ندرة كبيرة في المياه، تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة يمثل ضعفي المعدل العالمي، إذ تسجل ارتفاعًا بنحو 0,45 درجة مئوية كل عقد، منذ ثمانينات القرن الماضي.

ولذلك،  تزداد الصحارى اتساعا والعواصف الترابية شدة مع تقلص القمم الثلجية النادرة في المنطقة ببطء، مما يؤثر على أنظمة الأنهر التي تزود الملايين بالمياه.

وبحسب الكيميائي الهولندي للغلاف الجوي يوس ليليفلد فبحلول نهاية القرن "وإذا استمرت الانبعاثات على وتيرتها الحالية، يمكن أن ترتفع درجات الحرارة بمقدار ست درجات مئوية - وأكثر خلال فصل الصيف في موجات الحرارة الشديدة أو الشديدة للغاية"

بينما يقول ليليفلد من معهد ماكس بلانك للكيمياء في ألمانيا إن "الأمر لا يتعلق بالظواهر المتوسطة فحسب، بل بتلك الظواهر المتطرفة. وسيكون الأمر مدمرا للغاية".

وأضاف أن درجات الحرارة القصوى في المدن المسماة "جزر الحرارة" والتي هي أكثر قتامة من الصحاري المحيطة بها، يمكن أن تتجاوز 60 درجة مئوية.

وواصل تصريحاته للوكالة قائلا "خلال موجات الحر، يموت الناس بسبب السكتات الدماغية والنوبات القلبية. وكما هي الحال مع كورونا، سيعاني الضعفاء من كبار السن والشباب والحوامل".

كما حذر الخبراء من أنه مع تحول الأراضي الزراعية إلى غبار وتزايد التوترات بسبب تقلص الموارد، يمكن أن يصير تغير المناخ "أساسًا للنزاعات والعنف في المستقبل".

وبحسب الوكالة، فإن المنطقة ممزقة بالفعل بسبب المياه العذبة سواء تلك التي يؤمنها نهر النيل أو أنهر الأردن والفرات ودجلة والتي حافظت جميعها على الحضارات القديمة، ولكنها تواجه ضغوطًا متصاعدة مع التوسع السكاني الكبير.

وأشار الخبراء إلى النظرية التي نوقشت كثيرًا وتقول إن تغير المناخ كان أحد العوامل وراء النزاع في سوريا، لأن الجفاف القياسي في عامي 2006-2009 تسبب بنزوح أكثر من مليون مزارع إلى المدن، مما زاد من الضغط الاجتماعي قبل أحداث 2011.

وفي الوقت الحالي، يتم تسجيل بعض من أعلى معدلات استغلال الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في آخر منطقة يسيطر عليها المتمردون في سوريا، هي محافظة إدلب التي تم عزلها منذ فترة طويلة عن شبكة الكهرباء الحكومية وحيث تنتشر الألواح الكهروضوئية في كل مكان.