الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جفاف وكوارث طبيعية.. ذوبان آخر الأنهار الجليدية في إفريقيا

إفريقيا
إفريقيا

مع استمرار أزمة المناخ العالمية، التي تسببت بكوارث مميتة كـ الفيضانات والحرائق فضلا عن الاحتباس الحراري، يواجه العالم كارثة خطيرة، تتطور بشكل سريع، أسرع مما كان متوقعا، حيث أفاد تقرير جديد للأمم المتحدة بأن الأنهار الجليدية الثلاثة الأخيرة في إفريقيا تنحسر بوتيرة سريعة لدرجة أنها قد تختفي في غضون عقدين.

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن الدول الأفريقية تساهم بأقل من 4% من انبعاثات الغازات السببة للاحتباس الحراري.

وأكد التقرير الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ووكالات أخرى، أن التأثير الضخم للتغير المناخي على 1.3 مليار شخص في القارة مع تفاقم الفيضانات، والجفاف لفترة أطول و تستمر درجات الحرارة في الارتفاع.

وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، إن الجفاف السريع للأنهار الجليدية الأخيرة المتبقية في شرق إفريقيا، والتي من المتوقع أن تذوب بالكامل في المستقبل القريب، يشير إلى خطر حدوث تغيير وشيك لا رجوع فيه في نظام الأرض".

وأضاف أن المناخ في إفريقيا في عام 2020 اتسم بـ استمرار ارتفاع درجات الحرارة، وتسارع ارتفاع مستوى سطح البحر، وظواهر مناخية كارثية، مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية والجفاف، والآثار المدمرة المرتبطة بها".

ويعد فقدان الأنهار الجليدية دليلا ماديًا للتغير المخيف في مناخ الأرض.

وبدأت الأنهار الجليدية في جبل كليمنجارو في تنزانيا، وجبل كينيا في كينيا، وجبال روينزوري المتاخمة لأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، في الجفاف والانكماش منذ سنوات.

كما يرسم التقرير صورة تقشعر لها الأبدان لكل من الآثار حتى الآن والعواقب التي ستحدث إذا لم يتم اتخاذ إجراء عاجل.


وأضاف التقرير أنه بحلول عام 2030، سيتعرض ما يصل إلى 118 مليون شخص يعيشون على أقل من 1.90 دولار في اليوم للجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة في إفريقيا إذا لم يتم اتخاذ تدابير استجابة مناسبة.

وحذرت من أن كفاح الأسر للعثور على الغذاء سيزداد صعوبة مع تلاقي آثار النزاعات المطولة وعدم الاستقرار السياسي وتقلب المناخ وتفشي الآفات والأزمات الاقتصادية، التي تفاقمت بسبب جائحة فيروس كورونا.

كما قال ديفيد بيسلي، رئيس برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة: "هذه منطقة من العالم لم تساهم بأي شيء في تغير المناخ، لكنهم الآن هم من يدفعون الثمن الأعلى".

 

التأثير المدمر للمناخ

 

تجبر الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ الآن أكثر من ضعف عدد الأشخاص على النزوح من ديارهم مقارنة بالحروب والنزاعات المسلحة.

وفي الأشهر الستة الأولى من عام 2020، سجل مركز مراقبة النزوح الداخلي، وهو خدمة بيانات غير حكومية، 14.6 مليون رحلة جديدة في 127 دولة وإقليم. وشكل الصراع والعنف ما يقدر بنحو 4.8 مليون، وتسببت الكوارث في 9.8 مليون.

ووفقا للتقرير، فإن “اتجاه الاحترار على مدى 30 عاما للفترة 1991-2020 كان أعلى مما كان عليه في الفترة من 1961 إلى 1990 في افريقيا وأعلى بكثير من الاتجاه في الفترة من 1931 إلى 1960”. وحذر من أنه “إذا استمر هذا ، فإنه سيؤدي إلى ذوبان تام للجليد بحلول عام 2040”.

من المتوقع أن يختفي النهر الجليدي على جبل كينيا، حيث كان الثلج يغطي القمة، على ارتفاع حوالي 17000 قدم فوق مستوى سطح البحر، قبل عقد من الزمان، مما يجعله، كما قال التقرير، واحدة من أولى سلاسل الجبال الكاملة التي فقدت الأنهار الجليدية بسبب لتغير المناخ من صنع الإنسان.