الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وسط مخاوف سباق التسلح.. كوريا الشمالية تتحدى العالم بتجربة صاروخية جديدة.. وإدانات دولية واسعة

صاروخ باليستي
صاروخ باليستي

أعلنت كوريا الشمالية، اليوم الأربعاء، إجراء تجربة إطلاق ناجحة لنوع جديد من الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات (SLBM) أمس الثلاثاء، في تحد جديد للقوانين والعقوبات الدولية الصارمة المفروضة عليها.

 

وكشفت هيئة الأركان المشتركة للقوات الكورية الجنوبية، قبل تأكيد بيونج يانج، عن إطلاق الجارة الشمالية صاروخًا باليستيًا بالقرب من منطقة سينبو بإقليم هامجيونج الجنوبي باتجاه البحر الشرقي وبلغ مداه بين 430 و450 كيلومترا، لافتة إلى أن سلطات الاستخبارات الكورية الجنوبية والأمريكية تجري تحليلا شاملا بشأن المعلومات الإضافية.

وبعد ذلك أكدت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية، أن أكاديمية علوم الدفاع الوطني أجرت تجربة إطلاق صاروخ باليستي من غواصة "8.24 يونج أونج"، حيث تم إطلاق أول صاروخ باليستي من غواصة بنجاح قبل 5 سنوات لإظهار القوة العسكرية لبيونج يانج.

 

وأدانت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية واليابان، تجربة الإطلاق الكورية الشمالية، إذ تم إجراؤها بالرغم من العقوبات الدولية المفروضة على بيونج يانج.

 

ووفق وكالة "يونهاب" للأنباء، فإن النوع الجديد من الصواريخ البالستية التي تطلق من الغواصات، يتضمن الكثير من تقنيات توجيه التحكم المتقدمة بما في ذلك التنقل الجانبي والتنقل بالتخطي المنزلق، وسيسهم بشكل كبير في وضع التكنولوجيا الدفاعية لـ لكوريا الشمالية في مستوى عالٍ وفي تعزيز القدرة التشغيلية تحت الماء للقوات البحرية.

 

وعبر مجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي عن "أسفه الشديد" إزاء إطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا قصير المدى، داعيًا بيونج يانج إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.

 

وحسب الوكالة، يبدو أن السلاح الجديد عبارة عن صاروخ باليستي صغير يطلق من غواصات تم عرضه لأول مرة في معرض دفاعي نادر أقيم في «بيونج يانج» للاحتفال بالذكرى الـ 76 لتأسيس حزب العمال الكوري الحاكم.

 

فيما أعرب المبعوث الأمريكي الخاص إلى كوريا الشمالية سون كيم، خلال اجتماع ثلاثي مع ممثلي كوريا الجنوبية واليابان، عن إدانته للتجربة الصاروخية لبيونج يانج.

 

وقال المبعوث الأمريكي: "إن إطلاق كوريا الشمالية صاروخا (باليستيا)، هو انتهاك لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، بحسب بيان الخارجية الأمريكية.

وتخضع كوريا الشمالية لعقوبات من مجلس الأمن الدولي بسبب برامجها للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، والتي تمنعها من إجراء أي اختبارات صاروخية، كما أنها تواجه عقوبات أمريكية بسبب برنامجها النووي.

وطالب المبعوث الأمريكي كوريا الشمالية بالامتناع عن المزيد من الاستفزازات ووقف أي أعمال من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وقالت قيادة منطقة المحيطين الهندي والهادئ في بيان "نحن على علم بإطلاق صاروخ باليستي كوري شمالي في بحر اليابان ونجري مشاورات حثيثة مع كوريا الجنوبية واليابان.. هذا الحدث لا يشكل تهديدًا فوريًا للطواقم الأمريكية ولا لأراضي الولايات المتحدة أو لأراضي حلفائنا".

من جانبه، قطع رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، رحلة عمله إلى مناطق البلاد وقرر العودة إلى العاصمة طوكيو، وذلك على خلفية إطلاق كوريا الشمالية الصاروخ الباليستي الجديد.

جلسة طارئة لمجلس الأمن

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، جلسة طارئة مغلقة حول كوريا الشمالية واختباراتها الصاروخية.

 

وحسب شبكة "سكاي نيوز عربية"، قال مصدر دبلوماسي إن الجلسة ستعقد بطلب من بريطانيا والولايات المتحدة وستبدأ بعد ظهر الأربعاء. ووفقا لمصدر دبلوماسي آخر فإن باريس انضمت لاحقاً إليهما في طلب عقد هذه الجلسة.

 

وأجرت كوريا الشمالية سلسلة من الاختبارات الصاروخية في الفترة الماضية، إذ نفذت حتى الآن 5 عمليات إطلاق في الشهرين الماضيين، مما أثار مخاوف عالمية من تجاربها.

 

وكشفت بيونج يانج في يناير الماضي عن نوع "جديد" من الصواريخ التي تطلق من غواصات، واصفة إياه بأنه "أقوى سلاح في العالم"، وفي أكتوبر 2019، اختبرت كوريا الشمالية صاروخا بالستيا يطلق من غواصة، وأطلقت صاروخ بوكفوكسونج - 3 من منصة تحت الماء.

 

أما السلاح الجديد الذي أطلق اليوم الأربعاء، فتم عرضه لأول مرة في معرض دفاعي نادر أقيم في "بيونج يانج" للاحتفال بالذكرى الـ 76 لتأسيس حزب العمال الكوري الحاكم.

 

ويرجع السبب في المخاوف الدولية، إلى أن إطلاق الصواريخ من الغواصات يجعلها صعبة التتبع، ويتيح لها أن تكون أقرب من أهدافها، بالإضافة إلى أنه إذا تم إطلاق الصاروخ في مسار قياسي، لكان من الممكن أن يقطع مسافة تقارب 1900 كيلو متر، مما يجعل كل من كوريا الجنوبية واليابان ضمن نطاقه.

هناك تهديد آخر، حيث من الصعب رصد الصواريخ التي تطلق من الغواصات وبذلك يسمح لكوريا الشمالية نشر أسلحتها خارج شبه الجزيرة الكورية، كما أنه يثير القلق من حدوث سباق تسلح في شبه الجزيرة الكورية مع قيام الكوريتين ببناء تكنولوجيا أسلحتهما.